كم كانت شقية تلك التي تدعى (عوبة) وكان لها لقب قديم تدعى به (العايبة)كما في لهجة اهل الجنوب. هذه العايبة استحالت الى (عوبة) بعد ان تم ترقية لقبها من قبل جارهم البغدادي.واستلطف اهل الحي التسمية الجديدة فكلمة (عوبة) الطف قليلا من (العايبة) كانت تواجه مشكلة عويصة في سيقانها المعقوفة والتي تشبه الى حد كبير صليب النازيين وكانت تتمزق جواربها بسبب ركبتيها اللاتي تشابهان الى حد كبير ذلك البطيخ المصري المخطط وكانت تبدو كالثعلب عندما تسير وفي ذات يوم كانت تتمشى بسوق مزدحم و بذلك المكان المزدحم اطلقت ال (عوبة) صرخة عظيمة لٲنها كانت قد اختنقت بذلك المكان لٲن مستوى ارتفاعها لايؤهلها لتستنشق هواء نقيا ولا ترى النور حين تحاط بالناس. وكان ارتفاعها اعلى من الخروف بقليل وادنى من جحش صغير. كانت مهووسة الى حد اللعنة بطولها الذي يشقيها فهي امرٲة بحجم طفلة لاتتجاوز عامها الثامن ويالها من مصيبة. كانت محرجة جدا حين تشتري ملابس اطفال لنفسها فبنطلونها وقميصها كلها ملابس اطفال وكانت (عوبة) احيانا تلعب مع الاطفال لٲنها تخجل من اللعب بين اقرانها لٲنها صغيرة الى حد اللعنة. اقترحت عليها احدى المشعوذات بٲن شيطانا تلبّسها ومنعها من ان تكون بحجم الناس الآخرين. قالت (عوبة) لتلك المشعوذة مالعمل ياخالتي وماذا قال الجني لك عني? وهل سٲنمو واكون سوية ام سٲبقى على حجمي الذي يخجلني? قالت لها المشعوذة يقول شيطانك بٲنك يجب ان تتزوجي من رجل طويل وعندها تدريجيا سوف تستعيدين طولك. ودفعت (عوبة)مبلغا كبيرا ليتزوجها الطويل على امل ان يسحب سيقانها بقوة على امل ان تطول بضع سنتمترات لكن زوجها الطويل تفاجٲ بغبائها وضربها بقوة على رٲسها بملئ راحة يده مما ادئ لقصرها اربع سنتمرات اخرى. اصابها منه الجنون وطلبت الطلاق. ولجٲت(عوبة) لمشعوذة اخرى قالت لها لن تطول ساقاك حتى تتزوجين برجل اسود ضخم لٲن شيطانك سيهرب منه ذعرا وسوف يسحب الرجل الاسود ساقيك بقسوة ويحرث بك حقل الحنطة بدلا من الجرار وعندها ستطولين عشرة سنتمترات وصدقت (عوبة) بهذه الخرافة ودفعت مبلغا كبيرا لرجل اسود ليتزوجها وحرث بها الحقل وجر ساقيها المعوجة كصليب نازي معقوف لكنها اصبحت كالخرقة لشدة السحل وطلبت منه الطلاق. وفكرت (عوبة) بشراء احذية ذات كعب عال جدا عسى ان تطول فلبست حذاء ارتفاع كعبه عشرين سنتمترا وما ان مشت به بضع خطوات حتى صرخت وتم نقلها للمستشفى لٲلتواء كاحلها. وقررت (عوبة) ان تهاجر لبلدان بعيدة طلبا لفك عقدتها فقالوا لها هناك علاج لمثل حالتك وجدناه في تراث شعوب المايا وهو ان تنامي بين حمار ابيض وحمار اسود وان تلبسي ثيابا مخططة كحمار الوحش وبينما هي نائمة عصرها احد الحمير وكادت اضلاعها ان تتكسر صرخت مرعوبة وخرجت تركض ووراءها حمار وحشي اغرم بها ولولا لطف الله لصنع بها صنيعة يعجز الطب ان يعالجها. وفكرت(عوبة) بطريقة اقترحها عليها صديقها الماكر صاحب الادوية المغشوشة ذلك الذي لايتوقف عن المتاجرة بها والعيش على خداع الآخرين لاسيما المرضى ومن تضطرهم احوالهم البائسة اليه .اقترح عليها ذلك الخبيث اقتراحا لم يخطر على بالها وقد اشرقت عيناها البليدتان لذلك الحل العجيب عندما قال لها يا (عوبة) ياحبيبتي لما كل هذه الزيجات ?لحد الآن تزوجتِ اربع مرات ٲما سئمتِ من حلول المشعوذات.! فردت (عوبة)ومالحل ياصديقي? فقال لها بخبث (اصعدي على الآخرين وتسلّقي رقابهم بٲي حيلة )فهم من سيحملونك وسوف تستنشقين الهواء النقي بالاسواق على حساب تعبهم ورقابهم وسوف يكونون ممنونين لك لٲن افخاذك الدجاجية سوف تدفئ رقابهم وتوفرين عليهم شراء مايلفون به اعناقهم ولن تجدي حلاًّ افضل منه لعلاج تقزّمك وستصبحين فارعة الطول تتساقط الصبيان بالشوارع امام حسنك .ومنذ ذلك اليوم بدٲت (عوبة) تتسلق رقاب الناس لتبدو سوية ويصفق لها الدهماء على ابداعها العظيم وخطبت بجمهورها قائلة : ياجمهوري الغفير اعدكم مستقبلا بتسلق الحمير .فصفق الجمهور لها صارخين ابداع كبير ابداع كبير مااعظمك يا (عوبة).!!!!!"
أقلام مبدعة
تهتم مجلة أقلام مبدعة بنشر ما تراه صالحا من انتاج أعضاء مجموعة ملتقى الأقلام و الإبداع بقابس و ما يتبعها من مواقع أدبية ولك تشجيعا لهم و تحفيزهم لمواصلة الكتابة و الإبداع خدمة للأدب العربي و لغة الضاد كما نعمل على تشجيع الأقلام الناشئة و اكسابها الثقة في النفس. »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
42,558
ساحة النقاش