للكلمة ألف معنى ومعنى ..
صديقة كريمة أثارت موضوع العبث فحاولت في بضعة أسطر
تبيان هذه الكلمة وإبراز حقيقتها لغة ومعنى .
لغة : عبث أي تكلَّم وأضاع وقته فيما لا فائدة فيه ، تصرف بطيش أو 
بطريقة مضحِكة .
والكلمة في رأيي تحتوي على عدة مصطلحات منها :
عبث الروح : وهو التوهان في الأكوان وتعذيبها بأمور تافهة وربما الذوبان .
عبث المشاعر : الإستهانة بالطرف المقابل بعدم الإهتمام ، والبعض يفسر ذلك 
بضرورة الجلوس مع ذاته لقلة التفاهم والإنسجام أو لعدم جدوى من الإستمرارية .
كما أن هناك أطراف أخرى تتهم الحب بالعبث وهذا لعمري أكبر خطأ تقع فيه
شرذمة ضالة تظن أنها يمكن تطوع الحب حسب رغباتها وفاتها أن الحب غريزة
إلهية غرسها فينا ربنا عز وجل وإلا بماذا تفسر عدم دوس الفرس لإبنها وحنان
الأم على أبنائها وتعاطف أبناء الشعب الواحد وتضامنهم في السراء والضراء .
عبث القيم : فقدان الروح القتالية من أجل المبادئ الإنسانية ، وعدم الإكتراث في 
المسائل الهامة والتسيب وفقدان القدرة على التحكم في الإرادة .
للأسف هذا ما تعانيه عدة شعوب في العالم اليوم بسبب الأوضاع الإجتماعية 
المتردية .
عبث السنين : وهنا آتي لمربط الفرس كما يقال ، ذلك أن ما بناه أجدادنا من 
حضارة عمرانية وخيرات متعددة في جميع مجالاة الحياة ذهب سدى بسبب 
الحروب والتطاحن والدمار بآلة الإرهاب العميلة البغيضة .
للحسرة واللوعة أن ما خططه لنا أعداؤنا نفذوه على أرض الواقع بأياد عربية 
آثمة ..
وآتي هنا إلى التحذير من تكرار كلمة ـ عبث الأقدار ـ كثيرا ما تأتي على ألسنة 
العديد من الملحدين ، ذلك أن القدر هو الله ، وهو من قدر الأكوان والأرزاق 
وهو على كل شيء قدير .
أرجو أن أكون وفقت في إماطة اللثام عن هذه الكلمة المتداولة كثيرا عند عامة 
الناس .
والله ولي التوفيق ، والله من وراء القصد .
بقلم ـ صلاح صادق الورتاني