أقلام مبدعة

نشر ابداعات أدبائنا وتشجيع الناشئين واكسابهم ثقة في النفس

يعني الاحتقار فيما يعني أنك اذا قابلت خصمك في الطريق أشحت بوجهك عنه ، وأنه اذا أراد محادثتك تركته لوحده ومضيت ، واذا أراد أن يبسط يده اليك ليصافحك لم تبسط يدك اليه لتصافحه .
أما اذا كان الخصم عدوا لدودا احتل وطنك وأساء الى شعبك فقتل الرجال ورمل النساء ويتم الأطفال ، وفوق ذلك كله أحرق الدور على أهلها وأهلك الضرع والحرث ودمر تراثا وحضارة،
كيف تتعامل معه حينئذ .. هل تبتسم بوجهه؟ هل تبسط يدك اليه لتصافحه ؟ أتكون عبدا له وتستسلم لكبريائه وجبروته ؟ انك لن تشفي غليلك الا أن تهينه كما أهانك ، وأنه لن يطفيء نار صدرك الا أن تواجهه بسلاح الاحتقار .
للاحتقار وجوه عدة ، فالضحية تحتقر الجلاد والمظلوم يحتقر الظالم والمتواضع يحتقر المتكبر ، وهؤلاء جميعا وأمثالهم لهم مبرراتهم في الاحتقار لأنهم غبنوا على غير وجه حق وضاعت حقوقهم دون مبرر. أما الجلادون والظالمون والمتكبرون فقد تولدت نفوسهم عن أمراض دفينة تدفعهم الى احتقار كل المعاني الجميلة لمن يحملها ، وهذا النوع من الاحتقار ليس الا علامة على النظرة الخاطئة المغرورة والتي فقدت صوابها في أول تجربة لها .
اذا كنت غنيا موسرا فلا تنظر نظرة الاحتقار للعائل الفقير ، واذا كنت قويا فلا تحتقر الضعيف المغلوب على أمره ، واذا كنت حاكما فلا تحتقر الرعية .. انك حينئذ ستترك في نفوسهم أثرا سيئا ليبادلوك احتقارا أكبر .
قد يفعل المرء أحيانا أفعالا تستوجب الاحتقار ..فالمعاملة السيئة التي يعامل بها الرجل امرأته تدفعها لاحتقاره بل لكراهيته ومقته رغم أنها قد تكتم غيظها لحين من الزمن .
والصديق الذي يغدر بك في ساعة حاسمة يثير فيك الاحتقار له ..وكل الذين يخونون أوطانهم هم على طاولة الاحتقار .
انك لا يمكن أن تتغاضى عمن أساء اليك غير أنه ليس بقدرتك أن تنال منه الا أن يكون الاحتقار هو ما تحمله بين ضلوعك .
قد يدفعك الاحتقار أحيانا الى الحقد والضغينة معا ازاء من أراد بك سوءا وأوقع بك ظلما .
كما أن ثمة دوافع أخرى تدفع للاحتقار .. فرؤية فتاة عابثة لا تقيم وزنا للأعراف والتقاليد يدفعك الى اتخاذ موقف مضاد من هذا السلوك المنحرف وليس هذا الموقف الا الاحتقار . 
كما أن رؤية فتى طائش وسط الشارع يمارس حريته على نحو غير معقول يثير فيك هذا الهاجس من الاحتقار .
ان للمجتمع قيمه وأخلاقه فمن أخل بها ناله الاحتقار ليكون رادعا لكل من ساير هواه وأضل الطريق .

بقلم  ابو وليد - بغداد

chichkhane1947

أقلام مبدعة

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 18 مشاهدة
نشرت فى 29 فبراير 2016 بواسطة chichkhane1947

ساحة النقاش

أقلام مبدعة

chichkhane1947
تهتم مجلة أقلام مبدعة بنشر ما تراه صالحا من انتاج أعضاء مجموعة ملتقى الأقلام و الإبداع بقابس و ما يتبعها من مواقع أدبية ولك تشجيعا لهم و تحفيزهم لمواصلة الكتابة و الإبداع خدمة للأدب العربي و لغة الضاد كما نعمل على تشجيع الأقلام الناشئة و اكسابها الثقة في النفس. »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

42,611