أخرجُ إليّ
أُحْصِي كلّ الخيبات التي تملؤني
ليس لي سوى يوم آخر أنتظره
على أبواب قادمة.
يذوب ما بداخلي احتراقا
كشمعة تحمل شعلةً تهدي إليها الأوجاع كل ليلة
شظايا تجرح بياض استفاقتي الباهتة
كلّ أوراقي بعثرها اتّساع الوجع
أرتبك في تفسّخ البياض في حلكتي
تبعثرني كقطع بكاء طازج ٍ دائما
و لا أفسح لشهقتي أن تصدع في السكون
تأبى شفاهي ارتشافَ صمت النوافذ
تأبى رفات الأمكنة العودة إلى ذكرياتي
تأبى الطيور أن تصنع مجدا آخر لأفراخها
لا شمسَ تتسلّل إلى الجسد المنهك
لا موقعَ يحتمل قامة ً تئنّ
كلّ المسافات رمت بمائها في جفاف الأسئلة المكبوتة
كثيرة هي الأصابع الممدّدة في عُريي
أصابع أكلها الصدأ
أصابع لا تشبه الوقت
ولا البياض الأجوف
كثيرة انزلاقات أنوثة تستنسخ صوتها
من انكماش الوقت المسافر
لا يـُـمْكِنُنــِي أن أجيءَ بمناديلَ أخرى لعيني
جفت مدن الملح
القبّرات هجرتْ غبطتها
ليس إلاّ أنينَ ريحٍ تعوي في ضفائري.
كنّا نسافر في الكلام
في صمتنا حين تلبس اللغة شفافيّتها..
كّنا نرتق بكارة الحزن
نعتلي صهوة العشق
فتزهر قبلاتنا على شرفة عالية.
كيف نرقص ألآن على شواطئ لا رمال لها
المسافات تنأى
الأمواج تتشظى
غريبان نعود من آخر الحكاية
نخبئ بسمة
و رعشة
نكنس احتضار الصمت
حين تغيب الأصواتُ في المدى
-------------
سليمى عياد السرايري
ساحة النقاش