<!--

<!--<!--[if gte mso 10]> <style> /* Style Definitions */ table.MsoNormalTable {mso-style-name:"Tableau Normal"; mso-tstyle-rowband-size:0; mso-tstyle-colband-size:0; mso-style-noshow:yes; mso-style-priority:99; mso-style-qformat:yes; mso-style-parent:""; mso-padding-alt:0cm 5.4pt 0cm 5.4pt; mso-para-margin-top:0cm; mso-para-margin-right:0cm; mso-para-margin-bottom:10.0pt; mso-para-margin-left:0cm; line-height:115%; mso-pagination:widow-orphan; font-size:11.0pt; font-family:"Calibri","sans-serif"; mso-ascii-font-family:Calibri; mso-ascii-theme-font:minor-latin; mso-fareast-font-family:"Times New Roman"; mso-fareast-theme-font:minor-fareast; mso-hansi-font-family:Calibri; mso-hansi-theme-font:minor-latin; mso-bidi-font-family:Arial; mso-bidi-theme-font:minor-bidi;} </style> <![endif]--><!--<!--

الشيعة.... من هم؟

(القصة الأولى)

مدخل :

تهدف هذه السلسلة من المقالات حول التعريف بالمذهب الشيعي أو ما يصطلح عليه بمذهب آل البيت ، إلى تبسيط المفاهيم وتوضيح بعض الرؤى حول ما يثار ضد المذهب من نعوت واتهامات ، كما تهدف هذه السلسلة أيضا إلى نقد بعض الممارسات التي ألصقت بالتشيع ، ويعتقد الكثيرون أنها جزءا من عقيدة أهل المذهب .

وترصد السلسلة رأي بعض غلاة المذهب خاصة ما يتعلق بالانتقاص من قيمة بعض الصحابة وأمهات المؤمنين .

أسباب ودواعي الكتابة في هذا الموضوع :

يتعرض الشيعة على مر التاريخ لظلم واضطهاد وحملة تشويه لمعتقداتهم وآرائهم . كما يتعرضون على الدوام لحملة قاسية من طرف مخالفيهم لدرجة أحيانا تصل إلى حد تكفيرهم ووصفهم ب"الروافض" في أحسن الأحوال .

والكثيرون عندنا في المغرب لايذكرون الشيعة إلا وقالوا )لعنهم الله  (وبعضهم يعتقدون أن       ـ الشيعة ـ أسوأ من اليهود .

والحقيقة أن  هذه الاتهامات تجد لها جذورا في التاريخ البعيد، حيث كان معاوية بن أبي سفيان حينما استتب له الأمر بقوة الدهاء والمكر ، أمر كافة خطباء الجمعة أن يلعنوا علي بن أبي طالب على المنابر، واستمر ذلك لما يقرب مائة عام .

ولا شك أن المغاربة الذين تنحدر كثير من العائلات فيه من سلالة علي ، لاشك أنهم لن يقبلوا هذه المسألة على الإطلاق ، لما عرف عنهم من حبهم الشديد لعلي بن أبي طالب وآل بيت النبي عامة .

قبل أيام فقط زارني بمكتبي أحد الأصدقاء فبدا غاضبا من أول وهلة وهو يبلغني ما سمعه من طرف أحد أتباع المذاهب الأخرى خلال تأبين أحد المسلمين بعد وفاته.. حيث بدا الصديق المسلم السني المالكي غاضبا جدا وهو ينقل لي بأسى وحسرة أن ذلك الفقيه خصص جزءا من أدعيتة ضد الشيعة الذين وصفهم بالكفر والإلحاد ومعصية الله ودعا الله أن يشتت شملهم و..و..و..

وسألني الصديق إن كنت أعرف عنهم )الشعية (شيئا .. لكنني سألته هو ماذا يعرف عنهم أولا .. فقال أنه يؤمن بأنهم مسلمون ماداموا يشهدون أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله ويقيمون الصلاة ويؤتون الزكاة ويحجون بيت الله اله الحرام إلخ وأنهم يتلون القرآن كما يتلوه باقي المسلمين .فلم يصفهم هذا الفقيه بالكفر ؟ إنه ظلم كبير وشأن خطر يضيف الصديق ، والحقيقة أنني لم أجبه حينها عن سؤاله لكنني قررت أن أكتب هذه السلسلة التعريفية والمبسطة عن مذهب الشعية وأسأل الله التوفيق.

في اللغة :

الشيعة تعني الصحبة والمناصرة ، كقولك شايعت فلان ، أي ناصرته و أيدته ودعمته، .. والشيعة تطلق أيضا على جماعة من الناس اتفقوا على مبدأ واحد أو تجمعهم قناعات واحدة ..

وقولك:شايعت فلانا أي ناصرته وآزرته..

ـ

ـ

في القرآن الكريم : هناك آيات في القرآن الكريم تؤيد ما ذهبت إليه اللغة في تصنيف أو تسمية الشيعة ، ففي قصة النبي موسى عليه السلام حينما استنجد به رجل تربطه به صلة معينة ، وخلال تعرض هذا الرجل لاعتداء من طرف شخص آخر فناصره موسى عليه السلام فقضى موسى على الرجل المعتدى بعد أن حاول أن يصده عن العدوان الذي كان قد باشره ضد رجل من شيعته ، وفي هذا قال القرآن الكريم في سورة القصص آية 15 "فاستغاثه الذي من شيعته على الذي من عدوه فوكزه موسى فقضى عليه "

وفي آية أخرى ذكر المولى سبحانه وتعالى كلمة شيعة أو شيع على أن التسمية تعني فرقة أو فرق ، فقال سبحانه في سورة الأنعام آية 159 "إن الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا لست منهم في شيء" " أي لا يهمك يا محمد أمر هؤلاء الذين اختلفوا وتفرقوا ، وهنا لا تخرج الكلمة عن سياقها اللغوي : الشيعة تعني فرقة ، أو مجموعة أو جماعة من الناس لا غير .

وفي سورة الروم آية 32 نهى الحق سبحانه وتعالى المؤمنين عن اتباع سبل المشركين بالله الذين اختلفوا في الدين فصاروا فرقا ومجموعات وشيعا فقال سبحانه " ولا تكونوا من المشركين من الذين فرقوا دينهم وكانوا شيعا كل حزب بما لديهم فرحون "

في الفقه والتاريخ :

حتما لم توجد في عهد الرسول الأكرم محمد صلى الله عليه وآله وسلم  فرقة أو جماعة عرفت بهذا الإسم ، والفرق التي كانت موجودة على عهد النبوة ذكرها القرآن الكريم في أكثر من آية ، وكان عهد النبي صلى الله عليه وآله  يتميز بوحدة المسلمين الذين التفوا حوله ،  وناصروه وأيدوه  واتبعوا النور الذي أنزل معه ، فكانت في عهده فرق .. لكن ليست فرق في الدين ، فالدين جمع شمل المؤمنين فلم تكن إلا فرقة المؤمنين التي تتبع النبي وتتبع ما يتنزل عليه من آيات القرآن الكريم سواء في العهد المكي أو العهد المدني) مكة والمدينة (أما الفرق الأخرى فلم تكن تنتسب إلى الدين المحمدي ، فكانت فرق : المشركين واليهود ثم فرقة المنافقين ، وهذه الفرقة هي التي كانت الأخطر على الدين وعلى  الرسالة الإسلامية ، إذ كان أفرادها يخفون الكفر ، ويظهرون الإيمان وكان القرآن الكريم لهذه  الفرقة بالمرصاد ، وكان آيات الذكر الحكيم تتنزل على محمد لتحذر من هذه الفرقة الخطيرة ، ومع ذلك وبالرغم من أن النبي صلوات الله وسلامه عليه وعلى آله ، كان يعلم أفراد شبكة النفاق فردا فردا فإنه لم يتخذ ضدهم أي إجراء عقابي ، بل أوكل أمرهم إلى الله سبحانه ، لأن أساسيات الدين الإسلامي هي أن يتعامل الناس مع بعضهم البعض بما هو ظاهر من أقوالهم وأفعالهم ، بينهما السرائر يتولاها الله  ، ولا دخل للعباد بما يجول في النفوس والقلوب .

 مات النبي صلى الله عليه وآله وسلم ، مسلما الروح  إلى ربها بعد أن بلغ رسالة الله كاملة للعالمين وبعد أن أدى الأمانة التي ائتمنه الله عليها لعباده ، وبعد حياة مليئة بالنصر والهزيمة ، وبعد معارك طويلة خاضها نبي الإسلام باسم الحق ضد الباطل ، ولم يأخذه الله إلى عليين عنده حتى ترك هذه الأمة على محجتها البيضاء ليلها كنهارها لايزيغ عنها إلا هالك ..

بعد وفاة النبي  وقبل أن يمضي إلى ربه راضيا مرضيا كان قد أوصى في آخر حجة له بمن سيقود المسلمين بعده ، حيث لا يعقل أبدا أن يقضي هذا النبي كل حياته مجاهدا ومدافعا عن الرسالة التي خصه بها ربه دون سواه من الخلق ، أن يترك جماعة المسلمين في  حيرة وتشتت  فكان لا بد له أن يعين من يتولى قيادة الأمة من بعده ، خاصة وأنه صلى الله عليه وآله وسلم كان يعلم أن أصحابه رضوان الله عليهم لم يكونوا يجتمعون على كلمة واحدة ـ خاصة ما تعلق بذلك ـ من أمور الدنيا والحكم وحالات الحرب والسلم ـ بل كان كل منهم يرى رأيا ، وقلما كانوا يتفقون على شيء ما لم يحسمه النبي شخصيا . لذلك فمن غير المنطقي أن يترك سفينتهم تموج في بحر الدنيا بلا ربان ، ولأن عدم اختيار من سيخلف النبي بعد رحيله من الدنيا أمر لا يستقيم مع العقل السليم والفطرة السوية ولا يتفق مع أهداف الرسالة الإسلامية القويمة.

وصية النبي..هل تم الالتزام بهأ .

وهكذا اختار النبي صلى الله عليه وآله وسلم بوحي من ربه ، إبن عمه ، وصهره ووالد ريحانيته في الجنة ورجل من أهل بيته ، هو علي بن أبي طالب عليه السلام وقد تم إقرار هذا الاختيار في منطقة غدير خم الواقعة بين مكة والمدينة خلال عودته من آخر رحلته له لحج بيت الله الحرام وهي ما يصطلح عليها ب :حجة الوداع .

وقف النبي محمد صلى الله عليه وآله وسلم بعد أن أمر بالمناداة على المسلمين أن يجتمعوا حوله ، ساعة الظهيرة والشمس تلفح .. فماذا قال وبم أوصى ولمن ؟

في خطاب طويل تتضمنه الآن كتب التاريخ والحديث قال ضمنه ، بعد أن رفع يد علي : .. من كنت مولاه فهذا علي مولاه .. اللهم والي من والاه وعادي من عاداه " وبعد انتهاء النبي الأكرم صلى الله عليه و آله  و سلم من خطبته الشهيرة ، وقراره تولية علي بن أبي طالب خليفة على المسلمين بعده ... تقدم عمر ابن الخطاب تجاه علي وقال كلمته المشهورة التي يرويها أهل الحديث من الفريقين : بخ .. يا علي ، أنت وليي وولي المؤمنين أو كما قال ، وتعني هذه الكلمة في لغة العرب  ما يشبه التهنئة .

     القصة القادمة : مؤتمر السقيفة وإقرار الخلافة لأبو بكر في غيبة علي بن أبي طالب... 

 

المصدر: عبد النبي الشراط
  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 51 مشاهدة
نشرت فى 15 سبتمبر 2012 بواسطة charrat

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

398