نبض الحاضر
احمد علي عبد القادر
حسرة.. ووصية
* كل دولة عبر العالم تحترم نفسها تستند على ركائز راسخة لا تتناساها اوتتجاهلها لأنها مآل كل الأحوال، ومن أولى هذه الركائز الحضارة والتاريخ، فلا أمة يمكن أن تعيش دون هذين الارثين.
* للأسف الاسيف السودان إختار أن يشذ عن هذه القاعدة وبدأ بداية أقل ما توصف بها أنها " اهمالية" للحد البعيد وظل طوال العصور التي تلت الاستقلال المجيد زاهدا في معرفة حقيقة تاريخه.
* واعداء السودان أهله أنفسهم دون ان يدروا.
* ظللنا نردد آلاف المرات إنه لا يوجد حاجة إسمها الحكم الثنائي " إنجليزي مصري"، وكيف لدولة مستعمرة مثلنا أن تستعمر دولة اخرى؟؟، وأن الأخوة في شمال الوادي كانوا مجرد مترجمين للمستعمر البريطاني، وأن المستعمر الإنكليزي كان يقنع الأخوة في شمال الوادي بهذه الفرية من اجل أن يعش عليهم ويطمئن لترجمتهم لأنه كان شديد الخوف من تحريف المصريين للتصريحات السودانية المترجمة بواسطتهم، ولكن!!!!!
* أصرت اراقوزاتنا ومن يسمون أنفسهم مثقفو بلادي وأصحاب العمامة الخاوية أن يساعدوا غيرنا في تزييف التاريخ، ويغيبوا عقول الأجيال الانية والمقبلة، وعمدوا يكررون هذه العبارة المسمومة ذورا وبهتانا.. " الحكم الثنائي". وجاءت بخت الرضا اي المنهج التعليمي السوداني وليتها لم تأت.. نعم ليتها لم تأت، جاءت كخنجر مسموم في خاصرة تاريخ السودان، ووثقت في كتبها التاريخية هذه العبارة اعترافا منها بالحكم الثنائي.
* ونحن نسأل بخت الرضا،على ماذا اعتمدتين وإلى ماذا استندتين في مناهجك التعليمية التي اصدرتيها لتكن بين أيدي الطلاب منهلا تعليميا ومصدرا اخباريا و إرثا تربويا لأجيالنا القادمة؟؟؟
* أليس كان من الاحرى والأفضل والامثل والاجدى لبخت الرضا أن تتنتظر وتتروى وتتحقق من ما تريد بثه ورقيا لأجيال المستقبل؟؟
* لماذا لم تبعث بخت الرضا ببعثات خاصة للبلاد التي بحوزتها كل التاريخ الحقيقي لنا؟؟ لماذا لم تذهب لاسطنبول مثلا؟؟ ولماذا لم تبعث متخصصون في اللغة التركية لجلب الإرث السوداني الحقيقي في فترة الحكم العثماني؟ ولماذا لم تبعث مماثلون لانجلترا القديمة للتروي في تاريخنا الحقيقي؟؟.
* ولماذا اصلا الدولة - تاريخيا- لا تناقش ما تعينهم من ما تسميهم خبراء مناهج وبحث تربوي، لا تناقش معهم خطتهم العملية لثوابت تربوية حقيقية سيما وأن الجهاز الحساس هو أساس كل البلد السودان!!!
* لا المسؤولون - على مدى التاريخ بعد الاستقلال - حرصوا على تاريخنا الحقيقي ولا التربويون التقطوا القفاز ولا المثقفون اوقفوا العابثون بارثنا التليد فماذا بقى يا سودان؟؟
* سيسالكم السودان عن مدى الجرم الذي ارتكبتموه في حقه على مر العصور ولا أقصد حكومة واحدة ولا شعب واحد ولا فترة زمنية معينة بل كل تلك العصور التي أتت بعد 1955م أنكم ظللتم تعبثون بالسودان العريق وطفقتم تمثلون به وليس له، و ولسان حال " هذا البلد الطيب" يقول حسبي الله ونعم الوكيل فيكم جميعكم!!
* اخترتم لأنفسكم أن تكونوا مع المتفرجين، واليوم كلما عثرتم على وثيقة قديمة صادرة من دول مستمعرة انتهزتم فرصتكم فيها لتنالوا من الأموال حق السبق الصحفي وكانكم تتناولون أخبار دولة شقبقة وليست السودان!!
* أليس السودان هو الأحق بتخزين هذه الوثائق؟؟ وساذكر مثالا وحيدا هنا من العبقرية الفريدة للخرطوم وهي ترسل رأس غردون لبريطانيا!!!
* يا للعبقرية الخرطومية!!
* الخرطوم حريصة على تسليم جميع الدول تاريخها وارثها وليست حريصة على تاريخ من تتزعمه عاصمة له؟؟
* وصيتي لكل طالب سوداني أصيل حريص على التفاني في حب وطنه السودان ويملك بين يديه كتاب " تاريخ" يحوي عبارة الحكم الثنائي أن يمذقه اربا اربا.. أو على الأقل يمزق كل الصفحات التي فيها هذه العبارة، وعندما يسأله المعلم من سبب التمزيق يجب ان يرفع فيه دعوة للنائب العام ويقول له أن هذا الكتاب يضللني عن حقيقة وطني السودان وانا جاهز بالمساهمة في توفير المرافعة عنه عن طريق توفبر محامين له من اعلى المستويات للدفاع عن حق الطالب المذكور.
* أخي الطالب - أختي الطالبة.. أحرص بنفسك على تاريخ بلدك ولا تهتم لمن يحرصون على كراسيهم في وزارة التعليم فهم يفخرون بهذه الكراسي وغدا السودان ينتظركم ليفخر بكم.
نبضة أخيرة
سيظل إسمك يا سودان في فؤادي ويدوم مجدك ما بقى المداد.
نبضة أخيرة جدا
الحمد لله على كل حال.