المصدر: انتباهة رياضية
كمال حامد
الوالي الغالي!!
* تعودت الكتابة في منتصف شهر مايو من كل عام عن فقيد الرياضة والشباب الخلوق والي الدين محمد عبد الله.. وتأخرت في الكتابة هذه المرة لوجودي خارج العاصمة ولم تتيسر لي فرصة الكتابة.. ولكنني ظللت أتابع ما كتب في ذكراه ولا أظن لاعباً نجماً فقدناه حظي بالكتابة مثل ما حظي به والي الدين والسبب رحيله المفاجئ وما صاحب ذلك من اتهامات بالإهمال إضافة لما كان ــ يرحمه الله ــ يتميز به من سلوك وأخلاق رفيعة وأداء كروي متميز وما قدمه للكرة السودانية عبر مستودعه للأهداف الجميلة بكل الطرق والوسائل مع المنتخب أو مع ناديه المحبب الهلال.
* في حياة والي الدين العديد من المحطات المهمة رغم أنها كانت حياة صغيرة بحساب الزمن ولكنها كانت كبيرة وعامرة بما يستحق الذكر في هذه المساحة البسيطة ومنها توهجه منذ الدراسة الأولية والمتوسطة والثانوية وانتقاله للعب في الحوش وسنار وود مدني.. قبل الهلال كما كان انتقاله الأخير للهلال حدثاً جعل البروفيسور كمال شداد يعترف بأن موهبة والي الدين جعلته يكسر القانون ويتجاوز اللوائح حفاظاً على الموهبة الكبيرة.
* كنت قريباً من والي الدين للدرجة التي ظننت أنني الوحيد ولكن كانت الحقيقة أن كلا من يعرفه يظن أنه الوحيد الأقرب اليه. ووضح هذا من خلال متابعة مراحل علاجه في الداخل والخارج. ومن خلال تلك الحشود أمام مركز القلب بالخرطوم وما تبع ذلك عقب إعلان الوفاة وردود الفعل الكبيرة وما عقد من مؤتمرات صحفية لشرح الأمر ومحاولات تبرئة من أشارت إليهم أصابع الاتهام.
* من تداعيات وفاة النجم والي الدين ومن بين ردود الفعل الحوار الذي جرى حول النقص الهائل في اختصاصيي التخدير في البلاد، وما أعلن عن وجود عدد قليل كما أصابع اليدين وكلهم في الخرطوم. ويبدو أنه قد حدث تحسين في هذا التخصص الحيوي المهم كما صدرت قرارات بمراجعة من يؤدون مهمة التخدير من غير الأطباء الاختصاصيين. وكان كل ذلك من بركات وإنجازات والي الدين بعد مماته إضافة لما قدمه خلال حياته القصيرة.
* ظللت أسأل عن أشقاء والي الدين لأنه كان بينهم من يملك موهبة قريبة من موهبته.. ولكن لم أجد اجابة ولم أسمع بأحدهم في أي من أندية البلاد، ويبدو أننا بالفعل في زمن تضاءلت فيه المواهب وحتى العدد الضئيل القليل لم يجد الاهتمام بسبب النظرة القاصرة من الإداريين وحربهم على المواهب بسبب إغداق المال على أنصاف المواهب وسياسات الشطب العشوائي وإغداق الألقاب على غير مستحقيها.
نقطة.. نقطة
* ترتعش يدي حالياً وتكاد تطفر دمعة على الورقة وأنا أهم بكتابة واحدة من الحالات الإنسانية حين توقف موكب التشييع في أول طريق مدني في طريقه للحوش وذلك بغرض شراء بعض ألواح الثلج لوضعها على جثمان الراحل والي الدين تحوطاً من قيظ صيف وحرارة منتصف مايو.. وكنت الأقرب لأحد الأكشاك لبيع الثلج وهرول البائع تجاهي ليسألني عن أخبار »والي الدين« وكان الكشك مغطى بكل جوانبه بصور الوالي ولم أتمالك نفسي وانفجرت باكياً وابتعدت عن المكان.
* ونتذكر تلك اللحظات الصعبة ومعنا المئات ان لم يكن الآلاف داخل وحول مركز القلب بالخرطوم وكنت في الداخل ومعي كاميرا التلفزيون ودائماً أتلقى الأسئلة عن الجديد في حالته وكان بالقرب من غرفة العناية المكثفة الاخوان العزيزن صلاح إدريس وحسن فضل المولى.. وخرجا على عجل وأبلغاني بأن أعود للتلفزيون لإعلان النبأ الحزين لأن »أمر الله قد حصل« واقترحا عدم إعلان الخبر لدى المحيطين بالمستشفى حسب نصيحة وتوجيه الأجهزة الصحية والأمنية.. فجلست على الأرض باكياً.. ولم أشعر إلا باللاعب أحمد النور يرفعني من كتفي ويهزني بعنف سائلاً الوالي مات؟ فأجبته
بالنفي.
* المواقف الصعبة كثيرة.. ومنها أن جاءني الأخ الأستاذ ماجد إسماعيل المحامي.. وقد شعر أنني أحمل الخبر الحزين فاعترفت له وبكينا وطلب مني أن ابتعد لخارج المستشفى حتى لا يشعر المحيطون بالأمر وخرجت للشارع العام غرب المستشفى.. ووقفت أمامي عربة تاكسي ليسألني السائق ومن معه عن الخبر وكانت بداخل العربة والدته المكلومة واخوته. بعد أن طلبوا منهن التحرك حول المستشفى بعيداً عن الجمهرة. وكان موقفاً صعباً أن أنكر الحقيقة.
* سيظل الراحل والي الدين محمد عبد الله كتاباً مفتوحاً لا ينسى الآن في حياته ومماته ومعاناته وأدائه الكروي المميز الكثير مما يستحق أن يكتب رحمه الله ورحمنا جميعاً.
* لا أعرف لماذا أضاع الأخوان العزيزان رضا مصطفى ومحمد فخري وقتهما ووقت البرنامج ووقت المشاهدين في حوار عن متصدر الجولة الأولى من الممتاز.. ويقرآن علينا اللوائح الخاصة بتحديد البطل ونهاية الجولة الأولى لا تحدد بطلاً إنما هي نهاية أحد أسابيع المسابقة.. وننتظرهما في نهاية الموسم لتوضيح شروط البطل إن كان هنالك تساوٍ في النقاط.
* الحكم المتقاعد فيصل الحكيم أفتى في بعض الحالات ونشرت الصحف الزرقاء ما ذكره لصالح الهلال حول احتساب حالة التسلل استحقاق بكري المدينة للطرد.. وتجاهلت أهم نقطة وهي ركلة الجزاء الصحيحة غير المحتسبة. وهو ما ركزت عليه الصحف الحمراء وتجاهلت ما سواه أنه عصر صحافة الميول ودغدغة الجماهير وتلوين الحقائق.
* أعجبني اللاعبون الذين رفضوا الإعارة أو تحديدها مطالبين ادارة النادي إما باتخاذ القرار الشجاع بشطبهم او تركهم في الكشف. كما يعجبني اللاعب غير المرشح للشطب الذي طلب الإعارة حتى يجد فرصة اللعب في غير فريقي القمة.
* من أبرز نجوم القمة والموسم المرشحين للشطب أو الإعارة أحمد الباشا وبلة جابر ومجدي أمبدة وأحمد أبكر في المريخ وصلاح الجزولي ومالك وفيصل موسى في الهلال وجميعهم لا يستحقون. الرجاء منحهم الفرصة والثقة ولن تندموا.
نشرت فى 18 مايو 2015
بواسطة centersudan
صحيفة السنتر الرياضية
ﺻﺤﻴﻔﺔ ﺍﻟﺴﻨﺘﺮ ﺍﻹﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻴﺔ ﺗﻬﺘﻢ ﺑﺎﻟﺸﺄﻥ ﺍﻟﺮﻳﺎﺿﻲ ﻭ ﺍﻟﻔﻨﻲ ﻓﻲ ﺍﻟﺴﻮﺩﺍﻥ »
ابحث
عدد زيارات الموقع
144,491