تشكل رعاية وتأهيل الأشخاص ذوي الإعاقة عموماً والمكفوفين خصوصاً ضمن العمل الاجتماعي الإدارة والوسيلة في كلا جانبي التنمية المستدامة بشقيها ( الاقتصادي – والاجتماعي ) ، بهدف تنظيم إسهام جميع فئات المجتمع في تغيير صورة الحياة لهؤلاء ، اضطلع الإتحاد العربي للمكفوفين بوضع هذه الإستراتيجية استشعاراً منه لما كانت عليه مسيرة رعاية هذه الشريحة من المعاقين خلال الفترات الماضية والتي غلب عليها الدور العلاجي بدلاً من الدور الوقائي والتنموي .
ولما كانت الإستراتيجية هي مجموعة الخيارات والمحاور والمسارات التي تصاغ علي ضوء الخصائص والاحتياجات والإمكانيات والطموحات الأوسع في الرؤيا المستقبلية بهدف مواكبة التطورات في العالم والتي بالتأكيد تترك أثارها المستجدة علي عالمنا العربي ، فكان لزاماً علي الإتحاد أن ينظم خططه ضمن إستراتيجية لعمله المستقبلي محدده الأهداف القريبة منها والمتوسطة المدى التي يؤدي تحقيقها إلي الغايات الإستراتيجية ذات المدى البعيد ..
ومن هنا تكون سلامة التصور لتخطيط المسارات المختارة للوصول إلي منهجية مبنية علي رؤية مستقبلية لعمل الإتحاد في التغيير والبناء لاوجة رعاية المكفوفين في وطننا العربي
انطلاقاً من مسئولية الإتحاد العربي للمكفوفين بتنمية وتطوير برامج رعاية وتأهيل المكفوفين المتنوعة ورفع مستوي الأداء فيها ورسم التطلعات المأمولة لتحسين مستوي تلك الخدمات بالتنسيق مع الجهات والمؤسسات ذات العلاقة علي مستوي الوطن العربي ، وفق مبادئ حقوق هذه الفئات من المعوقين فكان لزاماً علي الإتحاد وضع إستراتيجية لعملة تكون بمثابة إطاراً موجهاً لرسم الطريق لما يمكن اتخاذه من خطوات في مختلف مجالات هذا العمل.
تتكون هذه الإستراتيجية من التمهيد والمقدمة والوضع الراهن وفق حجم ظاهرة المكفوفين في الدول العربية - التحديات - منطلقات الإستراتيجية – الرؤية – أهداف الإستراتيجية – محاور وسياسات الإستراتيجية.
وستعتمد الإستراتيجية النهج العلمي التنموي القائم علي استكشاف الواقع ودراسته وتحديد نقاط القوة والتحديات والانطلاق نحو استشراف المستقبل وفق رؤية واضحة المعالم محددة الأهداف ضمن أطر زمنية مدروسة.
<!--
المنطلقات
تنطلق الإستراتيجية بصفة عامة من مبدأ حقوق الشريحة والتأكيد على الدور الإنمائي إنطلاقاً من سياسة الإتحاد ، تنمية القدرات التنافسية للمكفوفين فى كافة المجالات القادرين عليها وفق الآتى:
1-الإيمان بأن كل كفيف يمكن أن يتعلم ويتأهل ويصلح فرداً نافعاً ومقبولاً فى مجتمعة إذا ما اختيرت الطرق المناسبة لتعليمة والوقت المناسب.
2-وضع تربية وتعليم وتأهيل المكفوفين وإدماجهم فى صميم التخطيط الوطنى للدول العربية كجزء أساسى من أهدافه فى تنمية الموارد البشرية وتحديد دور القطاعات المعنية فى تحقيق التغطية الكمية والنوعية للمكفوفين.
3-التوسع فى خدمات التدريب والتأهيل المهنى لإتاحة الفرصة للمكفوفين فى الحصول على فرص تأهيليه لتحقيق دخل يساعد به أسرتة.
4-التركيز على الإهتمام ببرامج التأهيل المجتمعى فى تمكين المكفوفين من الحصول على فرص عمل تمكنهم من الاعتماد على أنفسهم فى كسب عيشهم.
5-تشجيع ودعم المكفوفين وفق إمكانياتهم على مواصلة التعليم.
6-العمل على تكوين الاتجاهات الإيجابية وترسيخها فى المجتمع تجاه المكفوفين.
7- دعم الهياكل التنفيذية للمؤسسات المعنية بتقديم الخدمات للمكفوفين وجعلها قادرة على النهوض بمهامها فى مجال تنفيذ هذه الإستراتيجية فى دولنا العربية بكفاءة وإمكانية وتخصص.
8-إبراز دور التدريب والتأهيل العاملة مع المكفوفين باعتبار ذلك من أهم المهام التى يجب مواصلة الاضطلاع بها.
9-الاهتمام بدور المرأة الكفيفة وتوسيع مشاركاتها ضمن المجتمع وفى الجمعيات والمؤسسات وتنمية دورها المتواصل وحفز المهارات والقدرات لديها.
10-العمل على التطوير المستمر لإدارات مؤسسات رعاية الأشخاص المكفوفين لكى تتوائم مع المتغيرات التى تحدث رعايتهم ودمجهم فى المجتمع .
11-تشجيع روح العمل الإجتماعى التطوعى باعتباره أداة رئيسية فى العمل الإجتماعى بمجال رعاية وتأهيل المكفوفين.
12- إجراء البحوث والدراسات الاجتماعية التى تساعد المخططين فى الإتحاد ودول المجلس ومتخذى القرار فى الوصول الى اقتراح ووضع برامج تلبى احتياجات المكفوفين.
13- الإهتمام بالتوعية والإعلام فى مجال رعاية وتأهيل المكفوفين من خلال وسائل الإعلام المختلفة وإقامة الندوات والمؤتمرات وورش العمل واللقاءات لمعالجة القضايا التى تخص المكفوفين.
الرؤية:
المساهمة بدور فعال فى تقدم الدول العربية فى مجال تقديم الخدمات النوعية للأشخاص المكفوفين بأرقى مستوى ممكن من خلال هذه الإستراتيجية وتعزيز دور المكفوفين العرب فى مجالات الرعاية والتأهيل والتدريب والتنمية الإجتماعية وفق معايير الجودة والتمييز فى الآداء والإنجاز
الرسالة:
الإتحاد عبر هذه الإستراتيجية يجسد ضرورة العمل الجماعى للإلتزام بفلسفة التطوير المدروس وبأهمية الإستفادة من تجارب الآخرين لتحقيق المساهمة فى خلق بيئة تكافلية فى دول الإتحاد وتمكين المؤسسات المعنية بتقديم الخدمات للمكفوفين على البذل والعطاء والتنسيق بين شركاء التنمة من مختلف القطاعات للإسهام فى تحسين نوعية الحياة للمكفوفين مع تحفيز المجتمع وتوعيته بأهمية رعاية وتأهيل المكفوفين لصنع مستقبلهم والتعبير عن آرائهم والإسهام الإيجابى فى تحقيق التطور ضمن حركة المجتمع وتمكينهم من الإحساس بدورهم ومكانتهم وترسيخ حقهم فى التمتع بثمراته المستدامة والإسهام فى تحقيقها.
ساحة النقاش