علاج ادمان الكبتاجون

علاج ادمان الكبتاجون من أخطر المشاكل الصحية و الاجتماعية في الوطن العربي بل والعالم

 

 تبدا الاختبارات ويعيش كل طالب وكل اسرة هما كبيرا وحالة اشبه بالطوارئ، وخلال هذه الايام تنشط وحوش بشرية لا هم لها سوى دمار شباب الوطن والحصول على المادة بابشع الطرق.


بشر لا يهمهم الخراب والعيب اذا امتلا الجيب ولا يتمنون للصديق والجار الا الافلاس والدمار يبثون اشاعاتهم المميته ويتفنون في تسويق دمار الانسان لنفسه على نفسه الى كل من استمع او يستمع اليهم من شبابنا وشاباتنا وهم يقولون (الكبتاجون حلوه وتنشط وتخليك تحفظ الكتاب من الجلدة الى الجلدة وغير ذلك) لن نزيد لكم الا عرضا لتجربة من صدقوهم وارادو النجاح عن طريقهم وكان يحلمون احلاما كبيرة. فهل تحققت احلامهم؟ وهل وجدوا ماوعدهم المروج حقا؟ وماذا كان مصيرهم؟ فهذه قصص طلبة سابقين كانت لديهم احلاماً مثل احلامكم وطموحا كبيرا وحياة سعيدة فما الذي حدث لهم؟


لحظة واحدة وحبة واحدة تدمر مستقبل


يقول (س ق): كنت من أفضل الطلاب في المدرسة وأذكاهم، حريصاً جداً على دروسي ومدرستي، محافظاً على صلواتي وعلى جميع مسؤولياتي اليومية حتى حدث تحول كبير في حياتي عشت من اجله الهم والمرض وافقدني مستقبلي ودراستي وجعلني تائها لا اتحكم في تصرفاتي واعيش حياة بائسة.


ففي إحدى الليالي كنت مع زملائي نستذكر الدروس حتى شروق الشمس وكنت منهكاً جداً ويصعب علي الذهاب بسهولة إلى قاعة الامتحانات فنصحني أحد الأصدقاء بأن أجرب حبوب (الكبتاجون) حيث قالوا - على حد زعمهم - إنها ستمدني بالطاقة وتجعلني أجتاز الامتحان بسهولة.


ومن باب الفضول طبعاً جربت أول حبة كبتاجون، وياليتني لم اجربها في حياتي!! فقد كانت بداية النهاية وأصبحت أسهر الليل وأذهب للاختبار وأنا في حالة تعاطي، واستمريت على هذه الحالة حتى انتهت الامتحانات التي كانت نتائجها عكسية وغير متوقعة فقد رسبت في مواد كثيرة، ورغم ذلك لم أستطع الانقطاع عن تعاطي الحبوب بل تماديت بالتعاطي حتى أني كنت في بعض الأيام أتناول (10) حبات باليوم الواحد.


ومرت الأيام تلو الأيام وكان أصحابي يتعاطون الحشيش بالخفية عني ويتضايقون من وجودي معهم لخوفهم بأن أخبر أحداً بما يتعاطونه. وفي يوم من الأيام ونحن في رحلة برية تشجعوا وأعطوني لأجرب سيجارة حشيش وبالفعل ومن باب الفضول أيضاً تعاطيت الحشيش وأصبحت أحصل عليه بالمجان. وبعد شهر تقريباً وأنا كل يوم أتعاطى الحشيش أبلغني أصحابي بأنه لا بد أن ادفع مبلغاً مقابل كل جرعة أتعاطاها، فأصبحت في ورطة حيث لا أستطيع الحصول على المال من أجل التعاطي فلم يكن مني إلا أن اشتغلت بترويج الحشيش حتى يتوافر لدي مبلغ من المال وأشتري به ما يكفيني من الجرعات وبعد سنة تعرفت على شخص من الذين يتعاطون الحشيش وأبلغني بأنه يعرف وافداً مروجاً للمخدرات وطلبت منه أن أتعرف عليه ووافق بعد أن دفعت له مبلغ (1000) ريال نظير تعريفي بذلك المروج الوافد الذي أعطاني في بداية الأمر جرعات مجانية وبعد فترة أصبح يعطيني بسعر مخفض وهكذا حتى أصبح يطالبني بقيمة أي جرعة أطلبها منه كاملة.


وفي يوم من الأيام وأنا في بيت أحد الأصدقاء داهمتنا هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر حيث كان صديقي الذي أزوره من المشتبه فيهم في مواضع مخلة بالآداب وبعد تفتيشي من قبل الهيئة وجدوا معي قطعة حشيش فتمت محاكمتي على أثرها بالسجن وبعد أن قضيت حكم السجن خرجت وبدلاً من أ ن أتوب وأعود إلى الصواب تماديت في تعاطي المخدرات وترويجها حيث تعرفت على شخص آخر أعطاني حشيشاً تختلف عن الصنف السابق.


كنت في بداية الأمر أقول له أنها مطلوبة مني وفي الحقيقة كنت استخدمها أنا وبدأ يعطيني جرعة الهيروين بالمجان في بادئ الأمر وعندما أدمنتها أصبح يطالبني بقيمتها فأصبحت أروج الحشيش حتى يعطيني بودرة الهيروين وبعد فترة تم القبض على الوافد الذي أتعامل معه فانقطعت إجبارياَ عن التعاطي فعرف أهلي عن أمري بعد أن ظهرت الأعراض الإنسحابية، وقام أخي على الفور بإدخالي إلى مجمع الأمل، واتضحت الرؤيا أمام أفراد عائلتي وتأكدوا بأنني مدمن مخدرات.


وبعد شهر من العلاج خرجت ولم يكن لدي نية لترك المخدرات رغم مابذله مجمع الامل معي من جهود فلم ارتدع وتعرفت على أشخاص يتعاطون الهيروين أوصلوني إلى الأجنبي الذي باعني (30) جراماً هيروين حتى أروجه واتسعت دائرة الترويج عندي.


ومن جهة أخرى ساهمت عائلتي في إدماني فقد كان الجو السائد في البيت كئيباً فأنا من عائلة مفككة أسرياً، لا أحد يسأل عن أحد، بل أعطاني أهلي ملحقاً بالبيت معزولاً فساعدني ذلك لأن أتعاطى الهيروين في البيت الذي أجتمع مع أصحابي فيه واروج له، وبعد اكتشاف أهلي لذلك تم إبلاغ مكافحة المخدرات حيث حوكمت بالسجن لمدة ثلاث سنوات ونفذ الحكم علي وبلغت عن المروج الأجنبي وكنت في السجن مقطوع من الزيارات العائلية فلا أحد يزورني إلاّ والدتي حفظها الله، وبعد خروجي من السجن عملت في القطاع الحكومي على بند الأجور، أتقاضى مرتباً بسيطاً، ومع استلام أول مرتب ذهبت إلى أحد الأجانب المروجين لأحصل منه على البودرة بالدين وأروجها ثم أدفع له.


ومع مرور الوقت واستمرار السهرات الليلية بالبيت وبصحبة أصدقاء السوء أصبح أخي الصغير يختلط مع أصحابي الذي أغروه بأن يسرق مني بعض جرعات الهيروين ويتعاطى معهم عن طريق


الإبر دون علمي بذلك، وعندما علمت بذلك أخفيت عنه شنطة المخدرات حتى انقطع منها وبطبيعة الحال فهو لا يعرف أي مروج أتعامل معه فأصابته تشنجات عصبية، أدخل على أثرها المستشفى وتعرض لقصور ذاتي في الرجلين لشهرين وتعافى أخي من مرضه فعاد إلى التعاطي مع نفس الأشخاص الذين غشوه وغشوني وكنا نتعاطى سوياً وفي ضياع تام.


بعد ذلك تجمع أخوتي وحملونا بالقوة لمجمع الأمل بالرياض حيث تعافى أخي بعد متابعته للرعاية اللاحقة وإصراره على الابتعاد عن المخدرات أما أنا فلم أتب بل رجعت مره أخرى لترويج المخدرات حيث قبض علي وكنت أبيع لأحد الأشخاص المدمنين، وهذه المرة هي السابقة الرابعة، وبعد ذلك دخلت السجن فلم يزرني أحد غير أخي الصغير الذي أخبرني بأن أحد أصحابي توفي نتيجة تعاطيه جرعة زائدة من المخدرات وأن الآخر دمرت حياته الأسرية وأنه مرض مرضاً خبيثاً نتيجة تعاطيه إبر الهيروين وكنت أفكر في كل هذه الأمور التي أحبطتني كثيراً وخرجت من السجن ولدي نية صادقة في التوقف.


ودخلت إلى مجمع الأمل الذي تعلمنا فيه كيفية التعامل مع الاشتياق للمخدرات والابتعاد عنها بطريقة سليمة وصحيحة ولكن للأسف لم اتعظ ولم استفيد مما تعلمته فرجعت لأتعاطى مرة أخرى ولم أستطع الحصول على المال الذي أستطيع أن أشتري به المخدرات فأدى بي الأمر إلى السرقة حيث كنت أسرق من أسرتي وأسرق اسطوانات الغاز في المنازل وأبيعها، وأسرق مسجلات السيارات، وكل هذه الأمور وأنا أتمادى في التعاطي حتى تعبت كثيراً ولم أستطع التحمل فطلبت من والدي مساعدتي في العلاج وبالفعل دخلت مجمع الأمل للعلاج وكلي أمل في أن تكون بداية خير في حياة الأمل والنور والهداية فقد اقتنعت كثيراً بعد فوات الأوان أنني كنت في طريق مظلم يسوقني إلى الجحيم حيث أمضيت (10) سنوات من عمري وأنا في شباك المخدرات والسبب فضولي واصدقاء السوء اللذين اقنعوني بانها تفيدني دراسيا فادت الى دماري الكامل دراسيا وحطمت مستقبلي وامالي ولم أحصل على فائدة واحدة ولم أتزوج ولم ابن أسرة أعيش معها واتحسر كلما.


نظرت الى اقراني الأسوياء اللذين اختاروا الطريق الصحيح بعيدا عن المخدرات وبعيدا عن اصدقاء السوء وتجمعاتهم التي تجلب المشاكل والمصائب اماانا فان حياتي السابقة كانت العيش لدمار حياتي واسرتي وسمعتي وصحتي ومالي، عرفت الان بأن الصاحب ساحب وعرفت أن الهداية هي الطريق السليم لحياة كريمة بلا مخدرات.وان الكبتاجون يسبب الفشل الدراسي والادمان القاتل. ولكن بعد ضياع سنوات عمري وصحتي وسمعتي واسرتي.


من اوائل الطلاب الى اسوأ ادمان)


أما الشاب(ع، م) فيروي لنا تفاصيل ويقول: كنت طالباً في مرحلة أولى ثانوي أعيش حياة الطالب الطبيعية ولا أعاني من أي مشاكل أو ضغوط أسرية والداي ولله الحمد استطاعا بفضل الله ثم بتفاهمهما من بناء أسرة متماسكة خالية من المشاكل. مما جعل ذلك ينعكس علينا نحن الأبناء وبما أنني الابن الأكبر في العائلة أستطيع القول إنني كنت نموذجاً مثالياً ومضرباً للمثل منذ صغري في الجد والاجتهاد والمثابرة والحفاظ على الصلوات، ودائماً ما كنت أحوز على أحد المراكز الثلاثة الأولى مع نهاية العام الدراسي واستمريت على هذا المنوال حتى انتقلت إلى مرحلة ألأول ثانوي، وبدأ مستواي الدراسي يتذبذب ولم أستطع المحافظة على نفس وتيرة عطائي السابق حيث كان لأصدقاء السوء وقفتهم في حياتي.


تعرفت على المخدرات وتحديداً الكبتاجون (الأبيض) في أول ثانوي وكان عمري (16) سنةً. وقصة وقوعي فيها غريبة جداً فحواها: كان هناك تنافس في الدراسة بيني وبين أحد الزملاء في الفصل للحصول على المركز الأول، وفي فترة الاختبارات أتاني أحد الأصدقاء وقال يا فلان لدي طريقة تضمن لك الحصول على الترتيب الأول وتحتاج فقط لمزيد من الجرأة حتى تتأكد مما أقول. من شدة رغبتي في الحصول على أعلى معدل سألته بنية الصادق البريء، ما هي؟ فأشار علي بحبوب الكبتاجون، ونصحني أنها سترفع مستواي أكثر وأكثر، كما إنها ستضفي علي شيئاً من الفرح والسعادة.


لم أتردد في تجربة الحبوب بدواعي عدة منها أن من قدمها لي زميل قد جربها ويضمن مفعولها على العطاء الدراسي. وآخر أنها ستكون فقط أيام الامتحانات لرفع معدل الدرجات على الرغم من أنني كنت في غنى عن ذلك، وفي البداية اقتصر التعاطي على أيام الاختبارات ولكن سرعان ما أصبح عادة أسبوعية، ومن ثم شبه يومية، فيومياً إلى أن تردت صحتي ونحل جسمي وأصبحت لا اشتهي الأكل لاحظت أسرتي هذا التغير الذي صاحبه تغير بسيط في السلوك، ولم يشكوا في تعاطي المخدرات وظنوا أن الأمر طبيعي.


لا حظ أحد الأصدقاء المقربين أيضا حالتي الصحية وأخبرته بصراحة أن ذلك من تعاطي الحبوب فأشار على مشورة كان لها أثراً أسوأ من سابقتها بناء على مشورته التي ستعيد شهيتي للأكل وصحتي كما كانت عليه وأفضل، انغمست في تعاطي الحشيش وبين عشية وضحاها وجدت نفسي مدمناً عليه .بكل تأكيد كان لا بد من أن يصاحب الانحراف في المخدرات تراجع مستواي الدراسي يدل أن هناك شيئاً خفي.


تعاطي الحشيش لم يزد حالتي الصحية إلاّ تدهوراً وقل أيضاً عطائي الدراسي (هذان العاملان) لفتا انتباه أبي وقبله المعلمين في المدرسة ولم يتوقع أحد أن ذلك الطالب البريء والمتفوق أصبح أسيراً للحبوب والحشيش.


بدأت أشعر بنظرات الشك من أبي وأخذ يراقب تصرفاتي وسرعان ما اكتشف أمري بعد أن وجد بعض الحبوب في غرفتي، الصدمة كانت عظيمة وكبيرة على أبي الذي كان ينتظر أن أكبر حتى أكون سنداً وعوناً له وشرفا للعائلة، وأجبرني أبي على دخول مجمع الأمل بالرياض للعلاج. وبالفعل وقفت عند رغبته ودخلت المجمع. ووجدت كل اهتمام وعناية وتوعية وبرامج جعلتني اتخذ قراري بالتوقف عن المخدرات.


وبعد انتهاء مرحلة العلاج وخروجي من المجمع التحقت بالجامعة وانقطعت عن التعاطي لمدة سنة ومن ثم انتكست وعدت إلى تعاطي الحبوب بفعل اصدقاء السوء ودون سابق موعد صاحب الانتكاسة التعرف على نوع جديد من المخدرات آلا وهو الهيروين.


ليلة الانتكاسة تلقيت اتصالاً مفاجئاً من صديق قديم سألني فيه عن رحلة التعافي؟ أجبته: كأنك تعرف أنني سأنتكس الليلة. سأل هل عدت إلى التعاطي؟ أجبته: نعم ومن الليلة فقط.


أخبرته أنني أعيش في جو نفسي كئيب جداً وخاصة أن لدي امتحان غداً فما كان منه إلا أن طلب مقابلتي لإعطائي شيئاً جديداً سيزيل الهم عن قلبي، تركت الدراسة وتجاهلت اختبار الغد وعلى الفور حددنا موعداً وتوجهت لمقابلته، قدم لي البودرة، وكالعادة كنت متهوراً وتعاطيتها شماً دون تردد، أحدث الهيروين مزاجاً جديداً لي من أول مرة وأصبحت أقضي وقتاً طويلاً أبحث وراء هذه السعادة الزائفة، الصنف الجديد (الهيروين) لم يكن كسابقيه من ناحية الأسعار سعره مرتفع جداً ولا يوجد بسهولة الأمر الذي جعلني أطلب المال من والدي باستمرار وأغيب الوقت الطويل للبحث عن البودرة.


أثار ذلك حفيظة والدي وجعله يعاود الشك في مدى علاجي من التعاطي صبر والداي عدة أسابيع على أمل أن يصلح حالي لكن المؤشرات كانت تدل على أنني في انحدار نفد الصبر وفوجئت أحد الأيام وأنا عائد إلى المنزل بأبي وأحد أصدقائه ينتظراني، اتهمني والدي على الفور بعودتي إلى التعاطي فأنكرت، طلب مني الذهاب إلى المجمع لإثبات ذلك، فرفضت، أيقن من إجاباتي إنني عدت إلى التعاطي وما كان منه ألا أن أخذني وصديقه بالقوة إلى المجمع حيث كانت الصدمة الجديدة تنتظر والدي.


كان أبي ينتظر نتيجة التحليل معتقداً أنها ستقتصر على الحبوب والحشيش فقط ولكن دهش عندما أبلغه الطبيب بأن النوع جديد هذه المرة، صدم أبي وصعق من الخبر ولم يتخيل أن الأمر سيصل بي إلى التعرف على أنواع جديدة من المخدرات لا سيما أنه لم يقصر معي في شيء للتخلص من الإدمان.


على الرغم من الصدمة المؤلمة التي استقبلها والدي، لم يغادر المجمع إلا بعد وقت طويل قضاه في إسداء النصائح، وقطع الوعود لي بالوقوف معي مهما كلف الأمر شريطة التوقف عن التعاطي، وعَدءت أبي خيراً وبدأت رحلة علاج جديدة لم تتكلل بالنجاح، واستمريت أدخل المجمع وأخرج منه دون فائدة رغم كل مايقدمونه لي الاان المخدرات قد تغلغلت في دمي فسرعان ما أعود للتعاطي بعد العلاج ولكن ألان أنا عاقد العزم وصادق النية إن شاء الله في التوقف وتعويض أسرتي ما سببته لهم من متاعب مضنية. وان احاول استعادة مافقدته بسبب المخدرات التي دمرت حياتي ونقلتني من طالب متفوق وصالح الى مريض ومدمن.


ويروي التائب بعضاً من المشاكل والمآسي التي جرتها عليه المخدرات فيقول: كان لي صديق تعودت معه على التعاطي الذي أوجد بيننا علاقة قوية جداً، ذات يوم طلب أن أسدي له خدمة في ظل العلاقة المتوترة مع أسرته باستئجار شقه له باسمي لأن بطاقة أحواله مفقودة. وما هي إلا أيام وجهزت الشقة باسمي وأصبحت وكراً لنا ومكاناً نتعاطى فيه المخدرات بأنواعها، بعد فترة وجيزة قررت أنا التوقف عن التعاطي حيث لم يعد جسمي قادراً على تحمل المخدرات وخصوصاً الهيروين، أخبرت صديقي عن نيتي الصادقة بالتوقف، ويا حبذا أن نبدأ ذلك سوياً لكنه رفض.


غادرت الشقة وتوجهت إلى المنزل وأخبرت أسرتي إنني ذاهب لطلب العلاج بمجمع الأمل، سر والداي لما سمعاه مني، وبالفعل توجهت إلى المجمع بعد عشرة أيام من فترة التنويم فوجئت باتصال هاتفي في أواخر الليل ما يقارب الساعة (الواحدة) ليلاً من أبي وذهلت أكثر عندما سمعت أبي يهلل ويحمد الله على أنني ما زلت على قيد الحياة، سألته ما الأمر؟ أجاب: اتصل بنا رجال الشرطة وأخبرونا أنهم.


وجدوك ميتاً في إحدى الشقق المؤجرة باسمك. لم أكن بحاجة إلى مزيد من الذكاء لمعرفة بان زميلي هو من توفي. حزنت كثيراً وعندما خرجت من المجمع أخبرني السكان المقيمون في نفس العمارة بأن صديقي توفي بسبب التعاطي وأمره لم يكتشف إلا بعد وفاته بثلاثة أيام بسبب تسرب روائح كريهة من الشقة.


ويصف (ع، م) المخدرات (بأنها وباء ليس له مثيل لا يمكن أن تعلم أو تتنبأ بما ستسببه لك من مشاكل على الإطلاق كان لي أصدقاء مروجون يقومون بالمساومة على زوجات زبائنهم وكنت أشاهد مشاهد تدمي القلب فهذا مدمن يقدم زوجته للمروج في سبيل قطعة مخدرات واخر أطاح بأخته في المخدرات حتى يضمن عدم رفضها لفعل الفاحشة فيها مقابل حصولها على المخدرات. وغيرها من المشاهد التي لااستطبع ذكرها. ويضيف المخدرات بكل بساطة هي السير نحو الهلاك والهلاك هنا بأنواعه المادي والاجتماعي والصحي وهلاك عرض الإنسان وكرامته.


المخدرات وضعتني في مواقف لا أحسد عليها فمرة تجدني أحتال على فلان ليسلفني مبلغاً من المال وأعده بإرجاعه إليه، وبمجرد أن أستلم المبلغ أبدأ أخطط على ضحية أخرى وهكذا، إلى أن أصبحت هذه الطريقة لا تغطي مصاريفي فبدأت أروج حتى قبض علي وأدخلت السجن بتهمة الترويج وقضيت فيه عدة سنوات، لم أجد في المخدرات سوى التعب والأسى والندم والخسارة. الندم على شبابي ومستقبلي الذي ضاع بسبب اعتقادي الخاطئ بأن المخدرات تساعد على الاستذكار وتجلب السعادة والفرح إلى أن تورطت في إدمانها.


وعن مدى علاج المدمن واستفادته من البرامج العلاجية ذكر: المريض هو أساس العلاج، المريض الذي لديه رغبة وإرادة وثقة في نفسه هو من سيستفيد من البرامج التي يقدمها المجمع. أما من كان على العكس فبكل تأكيد لن يستفيد من هذه البرامج. ولكن المجمع لن يعيد لك ماخسرته بسبب الادمان.


ووجه (ع م) نصائح لفئة المراهقين وهم الأكثر عرضة للوقوع في المخدرات وقال حب الاستطلاع لمعرفة قدرة الكبتاجون على مساعدتي في التحصيل الدراسي واصدقاء السوء وضعني في هذه الحالة. وأناشد الطلاب بالاعتماد على انفسهم بالاستذكار والابتعاد عن المخدرات ومروجيها حتى لايحدث لهم ماحدث لي من ماسي ومصائب او اكثر.

https://www.facebook.com/addiction.treatment

https://www.youtube.com/user/addictionstreatments

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 654 مشاهدة
نشرت فى 7 إبريل 2013 بواسطة captagon

ابحث

captagon

captagon
»

عدد زيارات الموقع

115,513

تسجيل الدخول