جلّ ما هنالك تأييد وتعضيد لسياسة الدولة المملوكية في حربها مع أعداء الإسلام، والذود عن حياض الديار الإسلامية التي كانت في كنفها، ومعظمها من البلدان العربية. وفي ذلك شبه كبير بحركة الشعر في العصر الإسلامي الأول، حيث كانت المعركة محتدمة بين شعراء الدعوة الإسلامية، وشعراء الكفار.أضف إلى ذلك، الصدق الشعوري الذي يصبغ معظم القصائد "الجهادية" أو حتى "السلطانية" التي كانت تقال في مستهل ولاية السلاطين وما يشبهها من مناسبات قومية أو دينية. ومع الصدق الشعوري، صدق فني يصل في بعض الأحيان إلى حدود الشعر الملحمي، لطول بعض القصائد، واحتدام التصوير الفني لمعارك النصر المدوية.
وقد يتبادر إلى الذهن سؤال: هل استطاع شعراء هذه المرحلة استباق الأحداث، والإرهاص بما يجدّ في مقبل الأيام ومصائر الأمم والشعوب
فنجيب، بأن معظم شعراء العربية، إن لم نقل جميعهم، لو يؤتوا هذه الخاصية فيفعلوا ما فعل بعض شعراء الفرنجة المعاصرين، وبعض الشعراء العرب الحديثين، في هذا الموضوع، من مثل التنبؤ والتعبير المسبق عما تؤول إليه الحياة الإنسانية والقومية من تحولات واضطرابات، عنيت بذلك، مثلاً، شاعراً عالمياً كـ ت.س. اليوت، أو شاعراً عربياً كخليل حاوي..
لا يجوز ان ننكر على ابرز كتاب هذا العصر ولا سيما المؤرخين نثرهم الرشيق
وذالك في ألحقبة الأولى من هذا العصر إلا انه ظهرت طائفة جعلت من الكتابة وسيله للزخرف ومعرضا
للأساليب الإنشائية فشاعت طريقه تكثر من إطالة الجمل وحشوها بالمحسنات اللفظية أما في ظل الحكم
العثماني فتدنى النثر إلى درجه كبيره وأصبح الكتاب يعجزون عن الإتيان برسالة يسيره
ومن اظهر الأسباب التي أدت إلى ضعف الأدب النثري في العصرالمملوكى والعثماني إن المماليك
لم يكن لهم ميل إلى الأدب أو حس لغوي بتذوق الجمال فيه
يضاف إلى ذالك أن الأدب فقد جمهوره فتحول ذالك الجمهور إلى الأدب الشعبي في مثل قصص
سيف بن ذي يزن و زيد الهلالي والزير سالم
رأي / إن هذا العصر على طوله كان اضعف عصور الأدب العريق وتسلط فيه
الخمول على العقول والتقليد
على الابتكار والصناعة على الطبيعة والابتذال على الأساليب الرفيعة .
بقلم
غدير الشوق
