<!--<!--
لكلا منا خصوصياته وعالمه الخاص ... قد يحمل له ذكرى جميلة او مؤلمة لكننا نرغب فى ان نعيشها ونتذكرها برهة من الوقت قد تكون عدة دقائق وقد تكون اكثر قليلا0هذه اللحظات نسرقها من حياتنا لنسترجع بها الزمان ونستأنس بها لفترة قليلة ..فهى تمر فى حياتنا كطيف عابر جميل نجد كل المتعة فى استعادة ذكراه المحفورة داخلنا0 لحطات تستوقفنا على فترات متباعدة عندما نخلو بأنفسنا ونتعانق مع جروحنا ونتذكر فيها جسر الامانى الضائعة ..او نستلهم فيها ذكرى غالية مرت بنا او حب ترك بصمته الجميلة فى قلوبنا...انها لحظات تمر بنا ليس لها اى تأثير على حياتنا الحاضرة التى نعيشها ..أحيانا يعتبر كلا من الزوجين ان الطرف الاخر اصبح ملكآ له
ويعتقد ان الخصوصية فى التفكير أمر مرفوض حتى ولو كان سرابآ طويناه داخل اعماقنا ,يغار كلا منهم بطريقة مرضية على أشياء اطلالها اصبحت ذكرى ,بل ويحاول كل طرف ان يفسد على الاخر الاستمتاع بتلك الدقائق العابرة التى يعيش فيها كلا منهما مع نفسه ..فيقتحم عليه هذه اللحظات بتصرف احمق ويخرجه من عالمه بطريقة غبية0وتصرف اخر اعتبره من وجهة نظرى انه عين الحماقة بذاتها ..وهوعندما تمسك الزوجة بمحمول زوجهاوتفتح جميع الرسائل وتقلب فى التواريخ التى يحتفظ بها ,,,وقد تحاصره بسؤالها عليه كل حين فى عمله او خارجه فلا تدع له فرصة للتنفيس عن نفسه خارج اطار البيت وداخله ,,وهنا يبداء افلات الزمام .. عندما يختنق الطرف الاخر فى اعماقه من تصرفات زوجته الشاذه التى وضعته فيها تحت ميكروسكوب المراقبة وقيامها بدور المخبر السرى الذى يوحى بعدم الثفة ...وهنا يبداء ترمومتر الحب لديه ينخفض والمسافات تتباعد بينهم والملل يتسرب الى نفسه ......!!!ويزداد ملله منها عندما يجلس امامها وتبداء محاصرته بالاسئلة التى تقلل من وعيها ونضجها الفكرى والعقلى امامه اين ذهبت ومن قابلت وماذا فعلت ومع من تناولت طعامك)...الخ وهنا ليس امامه الا ان يترك لها المنزل او يذهب الى غرفة نومه للهروب من اسئلتها وملاحقاتها له ...فالوسوسة لديها شئ مرضى قد يجعلها تبحث فى قميصه عن ورقة او رقم تليفون او اى شئ تمسكه عليه لتبداء رحلة الشجار0
وهنا يبدأ الخيط الرفيع الذى يربطهم فى التمزق-ويبدأ هروبه منها يزداد شيئآ فشيئآوكذلك الفجوة تتسع فأما ان يتحمل ويلتزم الصمت القاتل مع الضغط على اعصابه وتكون نتائجه الملل منها والبغض الكريه لها ...أو ان يتركها وينفصل عنها لينجو بنفسه من مطاردتها المتلاحقة له ..فلو ان كل زوجة قررت عدم الاقتراب وتباعدت تماما عن خصوصيات زوجها التى يعتبرها جزء من عالمه الخاص لزادت تقديرا واحتراما فى عين زوجها ....ولو انها اعطت لزوجها الثقة الكاملة حتى لو اكتشفت بداية لنزوة عابرة وتسامحت معه .. لاعطته بذلك الفرصة كاملة للتراجع عما يساوره وسيشعر بان زوجته امرأة حكيمة وناضجة وهنا يشعر بضئالة حجمه بجانب اسلوبها الحكيم
بقلم
وفاء عبد الرحمن