أثبتت البحوث العلمية الحديثة أن الصيام يقي الجسم من أمراض الجهاز الهضمي ويساعد علي تحسين الحالة الصحية .
ويقول الدكتور هشام الخياط أستاذ الجهاز الهضمي والكبد بمعهد تيودور بلهارس إن أمراض الجهاز الهضمي التي تصيب المصريين بسبب سوء العادات الغذائية عديدة وشائعة بدرجة كبيرة منها عسر الهضم الوظيفي وهو مرض يصيب الجهاز الهضمي العلوي خاصة المعدة وينتج عن عدم قدرة المعدة علي الانبساط والاتساع لاحتواء الأكل عند بداية تناول الطعام, مما ينتج عنه الشبع المبكر والامتلاء السريع وفقدان الشهية بعد ثوان من تناول الطعام والإحساس بالانتفاخ والألم لساعات طويلة بعد تناول الطعام.
ويرجع السبب في ذلك إلي تناول الأكلات الدسمة والدهنية وعدم الانتظام في تناول الوجبات في أوقات محددة والإكثار من تناول الوجبات السريعة كما تسوء حالة المريض من التوتر والقلق الذي يؤثر سلبا علي حركة المعدة. لذلك فإن الصيام يعد فرصة رائعة لمرضي عسر الهضم لراحة المعدة بعد عناء سنة كاملة لاسترجاع نشاطها وقدرتها علي هضم الطعام. ويتيح الصيام لهؤلاء المرضي أيضا فرصة الصفاء الذهني ويقلل من التوتر والقلق الذي من شأنه أن يربك حركة المعدة. ويضيف الدكتور هشام الخياط بأنه يجب علي هؤلاء المرضي عدم الإفراط في تناول الطعام بعد الإفطار وتجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون والإقلاع عن تدخين السجائر التي تزيد من أعراض عسر الهضم الوظيفي. كما ينصح بتناول وجبة خفية أثناء السحور مثل الجبنة البيضاء والعصائر الطازجة والزبادي واللبن الرايب وتجنب الأطعمة الدسمة والغنية بالدهون ويستحسن عدم النوم بعد تناول الطعام مباشرة والانتظار ساعتين.
وفيما يتعلق بمرضي القولون العصبي والذي يصيب25% من المصريين يمكن السيطرة عليه في شهر رمضان لما للصيام من فرصة طيبة لراحة القولون والجهاز الهضمي السفلي فمن المعروف أن الراحة الذهنية والإقلال من التوتر والعصبية والبعد عن الضغوط العصبية يحسن كثيرا من الأعراض المصاحبة من ألم وانتفاخ وغازات وينصح هؤلاء المرضي بتنظيم وجباتهم وعدم الإفراط في تناول الطعام خاصة الغنية بالدهون لأن وجود الدهون بكثرة في الطعام يعيق المعدة في تفريغ وطحن الطعام بكفاءة ويؤثر علي قدرة خمائر الأمعاء علي هضم الدهون الزائدة وبالتالي عند وصول الدهون للقولون تقوم بعض أنواع البكتريا بتخميرها وينتج عن ذلك غازات كثيرة تصيب القولون بالشلل المؤقت وتجعل حالة المريض أكثر سوءا.
أما حالات تدهن الكبد والشائعة بين من يعانون السمنة ومرضي السكر من النوع الثاني فينصح الدكتور هشام الخياط هؤلاء المرضي بضرورة إتباع الإرشادات الطبية بعناية ودقة والتي أهمها البعد التام عن الأطعمة الدهنية والدسمة وعدم تناول الحلويات والمكسرات والصيام فرصة كبيرة لخفض الوزن الزائد وننصح هؤلاء المرضي بالإكثار من تناول الفاكهة والخضراوات الطازجة لاحتوائها علي مضادات الأكسدة التي من شأنها تحسين وظيفة الخلية الكبدية واسترجاع قدرتها علي التخلص من الشوارد الحرة التي تصيبها في مقتل وترفع إنزيمات الكبد.
ويضيف الدكتور هشام أن المجموعة الوحيدة التي يصرح بالإفطار لها هم مرضي قرحة المعدة والإثني عشر الحاد لخطورة الصيام لفترات طويلة علي حالتهم الصحية والذي يعرضهم لمضاعفات القرحة من نزيف وحدوث ثقب في جدار المعدة والاثني عشر ويجب علي هؤلاء المرضي تناول الأطعمة المسلوقة والبعد عن الأكلات الحريفة والدسمة وأخذ الدواء الخاص بالقرحة في موعده.
ساحة النقاش