لا أحد يعلم علي وجه الدقة أي الجنسين أكثر استعدادا لتعاطي الكافيين بصورة قد تؤدي للادمان لكن الحقائق التي يؤكدها الأطباء هي أن الكافيين من المواد شديدة السمية.
وذلك إذا تم تعاطيه بلا حساب ,ويعتبر تناول ما يزيد عن350 جم من الكافيين يوميا أحد مسببات الاعتماد أو التعود علي تناول الكافيين. وعلي الرغم من اعتقاد الكثيرين بأن تناول الكافيين لا يسبب اضرارا صحية خطيرة فإن الطب الحديث يؤكد أن الكافيين من أهم أسباب سوء التغذية, وضعف المناعة, وأن أحد أسباب زيادة خطورته هو عدم الوعي المجتمعي به نتيجة اختلاف صور تواجده..
فالكافيين يوجد في56% من المشروبات الغازية المتداولة عالميا, وتوجد نسبة منه في الشاي, وفي الشيكولاتة التي نقدمها إلي أطفالنا.
ويقول دكتور مجدي بدران عضو الجمعية المصرية للحساسية والمناعة إن فنجان القهوة الواحد يحتوي علي110 مللجرام وفنجان الشاي يحتوي علي60 مللجرام, وتقل النسبة في الشاي الأخضر إلي51 مللجرام أما زجاجة المياه الغازية, ففيها53 مللجرام من الكافيين, ويوجد الكافيين بنسبة مللجرام واحد في كل جرام من الشيكولاتة, بالإضافة إلي وجوده في بعض أدوية علاج الصداع, حيث يحتوي القرص الواحد علي ما بين30 و65 مللجرام من الكافيين وبحساب كل هذا يمكننا أن نتعرف علي نسبة الكافيين التي نتعاطاها يوميا.ويضيف د. وائل أبو هندي أستاذ الطب النفسي بجامعة الزقازيق أن الكافيين يندرج ضمن المواد النفسانية والمسببة للإدمان ويعتبر تعاطيها سلوكا مرضيا, خاصة بالنسبة للبعض ممن يتعرضون لاعراض الانسحاب عن توقفهم عن تعاطي الكافيين, ومن هذه الأعراض: الإرهاق الشديد والنعاس والصداع, وهي أعراض تصيب50% من المعتمدين علي الكافيين عند الامتناع عنه, كذلك يؤدي الامتناع عنه إلي سوء المزاج والقلق والاكتئاب ويؤدي أحيانا إلي وجود شعور بالغثيان وفقدان القدرة علي التركيز وصعوبته, وهي أعراض يشكو منها كثيرون خصوصا في أول أيام رمضان, كنتيجة عن توقفهم عن تناول الكافيين صباحا, بأشكاله المختلفة.
ويقول دكتور مجدي بدران إن الكافيين يزيد من الحموضة المعدية, ويزيد معدل ضربات القلب, ويؤدي لارتفاع ضغط الدم في الوقت الذي يقلل فيه كمية الدم المتدفق إلي عضلة القلب عند ممارسة الرياضة مما يجعله خطرا حقيقيا علي الرياضيين والعمال الذين يتطلب عملهم بذل جهد بدني كبير, كما أن له دورا كبيرا في إدرار البول مما يجعل المشروبات المحتوية علي كافيين غير مناسبة لرمضان إذ أنها تؤدي لفقدان الجسم لكميات كبيرة من الماء ولكميات من الفيتامينات الذائبة في الماء مثل ب وسي.
بالإضافة إلي دور الكافيين المعروف في أحداث اضطرابات النوم واعاقة عمل الذاكرة الموقئة للدماغ, وهي الذاكرة التي يعتمد عليها الإنسان في تذكر الأسماء عادة, كما يسبب مشكلات نفسية, وجسدية عديدة منها قلة الانتباه, وعدم التركيز وضعف الذاكرة, وكذلك علي عكس بعض المعتقدات السائدة.
كما يؤدي الكافيين إلي زيادة مستوي السكر في الدم, فيمنع اتمام عمليات التمثيل الغذائي بصوره أما أشد مخاطره التي يصيب بها الإنسان, فهي تسببه في حدوث الإجهاض عند الحوامل, مما يجعله سببا في فقد أرواح بريئة بصورة مفاجئة.
أما الطريقة المثالية للتخلص من إدمان الكافيين, كما يقول الدكتور عبد العزيز البيومي أستاذ الصيدلة بجامعة القاهرة, فهي الامتناع التدريجي, وتقليل الكميات حتي يتم التخلص من آثاره المدمرة علي الجسم, والتي تزداد غالبا بالتقدم المضطرد في العمر.
ساحة النقاش