من أخطر العادات الغذائية السيئة في رمضان كثرة استخدام السمن والزيوت في طبخ وإعداد الوجبات والحلويات, وتعد الدهون الحيوانية هي الأكثر خطورة علي صحة الإنسان وتشمل السمن البلدي والقشدة والزبدة.
وكذلك زيت النخيل لاحتوائهما علي نسب كبيرة من الأحماض الدهنية المشبعة التي تشجع علي ترسيب الكوليسترول الموجود داخل الجسم ومن ثم تزيد فرص الإصابة بأمراض القلب والشرايين.
أما النوع الصحي من الدهون الذي لا يمكن الإستغناء عنه فهو الدهون النباتية, ويؤكد الدكتور فوزي الشوبكي أستاذ التغذية بالمركز القومي للبحوث أن زيت بذرة الكتان ويعرف بالزيت الحار من أفيد الزيوت صحيا لاحتوائه علي أحماض دهنية تتحول داخل الجسم إلي الأوميجا3, وهي من أهم مضادات الأكسدة التي تمنع تأكسد الكوليسترول الموجود بالجسم وبالتالي تمنع ترسيبه علي جدران الأوعية الدموية وبذلك يساهم الزيت الحار في منع حدوث تصلب الشرايين, وكذلك زيت الزيتون يعد مصدرا غنيا بفيتامين( هـ) وهو من مضادات الأكسدة المهمة, و يتم تناول الزيت الحار والزيتون بإضافتهما إلي الأطعمة مثل الفول والجبنة البيضاء والسلطة دون تعريضهما لأي حرارة لأنهما سريعا الأكسدة والتزنخ بتأثير الحرارة والضوء.
ويفضل مع الصيام وشدة حرارة الجو تناول الزيوت النباتية بنسب متوازنة لا تزيد علي50 جراما يوميا أي بما يعادل ربع كوب متوسط الحجم, وذلك لأن الماء من أهم نواتج التمثيل الغذائي للزيوت في جسم الإنسان مما يسبب ارتواء داخليا للجسم, ويعد زيت النخيل كما يشير الدكتور الشوبكي من الزيوت المحتوية علي نسب كبيرة من الأحماض الدهنية المشبعة التي تشجع علي ترسيب الكوليسترول داخل جسم الإنسان, لذا يفضل التقليل من تناوله سواء في الصورة السائلة أو الصلبة المتمثلة في سمن النخيل, أما بالنسبة لزيت عباد الشمس والذرة والزيتون فتحتوي علي أحماض دهنية أحادية التشبع لها فوائد صحية متعددة, حيث تدخل في تكوين جدران خلايا المخ مما يحقق سلامة المخ والحفاظ علي وظائفه الحيوية المختلفة.
وينصح الدكتور الشوبكي بعدم الإكثار من تناول اللحوم حتي الحمراء, لأنها تحتوي علي قدر من الدهون داخل الأنسجة وهي مصدر غني بالدهون الحيوانية المحتوية علي أحماض دهنية مشبعة تزيد من مخاطر الإصابة بأمراض القلب والشرايين, وللحماية من مخاطر الدهون يجب الإكثار من تناول الألياف الغذائية المتمثلة في العيش البلدي, الخضروات الورقية, لأنها ترتبط بالمواد الدهنية داخل الجهاز الهضمي وتمنع امتصاصها بالجسم, كذلك يجب الإكثار من الأطعمة المحتوية علي مضادات الأكسدة ومنها الموالح والفلفل الأخضر والجوافة والزيوت النباتية والبيتا كاروتين الموجودة في الجزر والبطاطا.
ويتطلب الحفظ الصحي للزيوت أن يتم وضعها في أوان فخارية أو زجاجية, وأن تكون بعيدة عن الضوء منعا للأكسدة والتزنخ وفسادها, كما يفضل أن يتم القلي بالزيت في إناء مغلق حتي لا يتعرض للأوكسجين وتزيد فرص أكسدته, كما يجب عدم تكرار القلي في نفس الزيت عدة مرات, لأن التأكسد الزائد للزيت ينتج عنه تكوين العديد من البوليمرات والتي من الثابت علميا أنها مركبات سرطانية.
وعن المخاطرالصحية للزيوت المهدرجة, يؤكد الكتور هشام محرم أستاذ مساعد الصناعات الغذائية بالمركز القومي للبحوث أنه لا يتم حاليا تصنيع زيوت مهدرجة الإ علي مستوي محدود جدا ويمكن للمستهلك أن يقرأ البيانات المدونة علي علب السمن الصناعي ليعرف محتواها من هذه الزيوت ويمتنع عن شرائها, لأنها تمثل خطورة شديدة علي صحة الإنسان حيث تعتمد تقنية الهدرجة علي اندماج غاز الهيدروجين مع زيوت النباتات في وجود مادة محفزة لتؤهل أحماضها الدهنية غير المشبعة ذات الراوبط المزدوجة إلي التحول إلي أحماض دهنية أكثر إشباعا تضر بصحة الإنسان, كما ثبت أن عملية الهدرجة تحدث تغيرات في مكونات الزيت قد تؤدي إلي تكوين مركبات سرطانية.
ساحة النقاش