إن كنت تبحث عن الرومانسية ستجدها دون شك فى رحلة نيلية مصرية، فالسفر عبر مياه النيل داخل الذهبية أو المركب الذى يشبه منزل يجوب النيل.
الذى يقوده مرشد يتحمل مسئولية سلامة الوصول لإحدي ضفافه ليستمتع عشاق مثل هذه الرحلات طوال الرحلة بروعة وجمال الطبيعة التي تطبع في الأذهان ذكريات لا تمحي مليئة بالإبهار تستحضر نفسها دون أدني عناء ودون إغفال أدق تفاصيلها. وإن كنت تعشق المغامرة فلتجرب إرتياد النيل, رحلة يعود تاريخها لأكثر من أربعة آلاف عام إبتدعها ملوك الفراعنة لتتحول إلي تقليد فرعوني يعشقه كل من أتي بعدهم. فمن ذا الذي لا يحلم برحلة بحرية في نهر النيل العظيم؟هذا ما تحاول إثباته جيني جوبنز مؤلفة'كتاب رحلة نيلية... قصة مصورة متخذة من مجموعة صور للمصور الصحفي شريف سنبل دليل إثبات علي وجهة نظرها يغني عن كثير الكلام.
فالحلم برحلة نيلية بدأ مبكرا جدا لدي المصريين وكان أبرز من راودهم هذا الحلم تحتمس الثالث وزوجة أبيه وشريكته في الحكم الملكة حتشبسوت ليقوما برحلة نيلية جعلاها بمثابة إيذانا ببدء بناء معبدهم في الأقصروالذي عرف بمعبد حتشبسوت وجسد عظمتهما. إلا أن كليوباترا كان لها مأرب آخر من هذه الرحلة فقد أرادت أن تجعل منها وسيلة لإبهارقيصر لعلها تأمن شره بعد أن يري مدي عظمة مملكتها.
ليصبح منذ ذلك الحين إرتياد النيل بمثابة قدر لا يمكن الفرار منه بالنسبة لعدد كبير من ملوك وملكات مصر وأوروبا بل ووجهة عظماء وبسطاء العالم علي حد سواء, فهو أيضا السبب وراء الإهتمام بعلم المصريات فمع كل مغامرة نيلية يكتشف المغامرون آثار المصريين القدماء ليشتعل الولع بها خاصة في القرن الثامن عشر حيث باتت المغامرات البحرية عبر نهر النيل واحدة من اهم المغامرات والرحلات وسجلت العديد من الاكتشافات. وليصبح أيضا مصدر إلهام للمبدعين فقد جذب نهر النيل العظيم نجوم مشاهير السينما العالمية ليتحول إلي موقع لأهم الأفلام العالمية مثل فيلم جريمة علي النيل لأجاثا كريستي.
وذكرتنا مؤلفة الكتاب جيني جوبينز ـ التي قدمت موضوعات عديدة عن مصر والشرق الأوسط ـ خلال اقامتها التي استمرت عدة سنوات بمصر من بينها كتاب الاسكندرية والمتوسط المصري في كتابها هذا بأن مصر هي بالفعل هبة النيل كما وصفها هيرودوت فعلي مدار القرون ظل يفيض بالخير والحياة فقد ألهه الفراعنة وأطلقوا عليه اسم' هابي' أي اله الخصوبة والنماء فهو يمنح الحياة للأرض والإنسان والحيوان وهو ما أبرزه المصور شريف سنبل في تلك اللوحات البديعة التي نقلها عبر عدسته.
ـ صادر عن دار نشر الجامعة الأمريكية.
ساحة النقاش