المهتمون بالطعام العضوي لازالوا قلة وذلك علي الرغم من تأكيد العلم علي مضار المنتجات غير الطبيعية, ونقصد بـ غير الطبيعي المنتجات المعتمدة علي الأسمدة الكيميائية ورش المبيدات واللحم
حقيقة الطعام العضوي محمد فؤادالمهتمون بالطعام العضوي لازالوا قلة وذلك علي الرغم من تأكيد العلم علي مضار المنتجات غير الطبيعية, ونقصد بـ غير الطبيعي المنتجات المعتمدة علي الأسمدة الكيميائية ورش المبيدات واللحم الذي يأتي من طيور أو ماشية تتغذي علي هورمونات ومقويات.
والحقيقة أن الانتقال من الإنتاج غير الطبيعي إلي الطبيعي لا يتم سريعا, بل يلزم الأرض أن تعيش مرحلة فطام من الأدوية مدتها خمسة أعوام أو ستة. وفي ذلك الوقت, قد يشعر المزارع أن نسبة إنتاجه تتراجع, وهو في الوقت نفسه لا يستطيع بيعه تحت عنوان طبيعي, لذا قد لا يجد نفسه مستعدا لمثل هذه النصيحة.
ولنستطيع وصف إنتاج ما بـ طبيعي أو بيولوجي, يجب توافر شروط عدة تلحق مرحلة الفطام, وهي أن تفصل بين الأرض المفطومة عن أخري يستعمل صاحبها المبيدات نحو1500 متر, وأن تكون بعيدة عن الطريق العام وبالتالي عن تلوث السيارات وعن العمال, ويجب استعمال بذور طبيعية من بستان طبيعي.
المأكولات العضوية تتلف, أي الطبيعية أسرع من غيرها, لأنها غير محفوظة كيميائيا. ويقال أن الإنسان الذي يعيش علي المأكولات الطبيعية يضطر إلي شراء الخضر مرتين أو ثلاث مرات في الأسبوع, لسببين: أولا لتبقي مأكولاته طازجة وتتضمن الفيتامينات الضرورية التي تحتويها, وثانيا لأن المأكولات الطبيعية تذبل قبل غيرها. نذكر ان الفواكه والخضراوات العضوية لا تحتاج إلي مياه وافرة وغزيرة, لهذا تبقي الفيتامينات والمعادن التي تحتويها مركزة أكثر. والمنتجات الحيوانية الطبيعية أقل ضررا هي أيضا من المنتجات غير الطبيعية, ويضمن من يأكلها أنها لم تعش علي الهرمونات والمقويات ولم تضخ بالأنتيبيوتيك, وهو ما يحصل غالبا في المزارع الحيوانية. ولاشك أن المنتجات العضوية لاتزال قليلة نسبيا, وثمنها أكثر ارتفاعا من غيرها. فالدجاج الطبيعي مثلا يتطلب تكلفة أكثر بثلاثة أضعاف, لأنه يعيش مائة يوم بدلا من.35
وأن تبدأ حاليا بتناول المأكولات الطبيعية لا يعني أنك تخلصت نهائيا من مضار ما كنت تتناوله في السابق, وبعضه قد يسبب, لسوء الحظ السرطان ويضعف المناعة ويتداخل مع عمل الهورمونات, لأن الكيميائيات المتراكمة في جسمك تتطلب عدة أعوام لتزول. ويقال إن جسم الإنسان يحتاج إلي عشر سنوات علي الأقل ليتخلص من50 في المئة من الكيميائيات المتراكمة فيه.
المأكولات العضوية الطبيعية ليست في مطلق الأحوال صحية, ولا يمكن بالتالي أن يضع المرء يده في مياه باردة ما إن يشتري ذاك النوع المأمون من المأكولات, لأن التخزين السييء والحرارة المرتفعة والأماكن الرطبة والمظلمة تؤثر علي نوعية تلك المأكولات, التي قد تسبب لآكليها أمراضا غير مستحبة, للانسان الحرية في أن يتناول طعاما عضويا أو غير عضوي, شرط أن تكون الخيارات متوافرة أمامه وأن يكون عرف الفرق بين الإثنين.. لكن المؤسف أن بعض الدول تعتبر العضوي من المنتجات الكمالية الفاخرة, وتجعل ضريبتها أعلي من المواد الغذائية الأخري المستعملة والمأكولات الطبيعية ضرورية جدا للأطفال, خصوصا الذين لايزالون في طور النمو, لأنهم يكونون عرضة لمخاطر مادة التوكسين أكثر من غيرهم, وهي قد تصيبهم بأضرار وعاهات مستديمة
ساحة النقاش