في انتظار مدفع الإفطار يضيع علي معظمنا ساعات ذهبية لسلامة الجسم‏,‏ ونمررها كفترة خمول يشتد فيها إجهاد الصيام ولا تحتمل أي مجهود بدني‏ وهو ما يعتبره متخصصو التغذية أكبر خسارة للصائم

يرى الخبراء أن فترة ما قبل الإفطار هي أنسب الفترات لخسارة الدهون المخزونة تحت الجلد بممارسة أي نشاط حركي كالمشي أو التريض في محاولة ليست لاكتساب الرشاقة فقط‏,‏ وإنما للتمتع بالصحة‏.‏ هذه النصيحة يفسرها الدكتور عمرو مطر الأستاذ بطب القاهرة ورئيس الجمعية المصرية للتغذية الطبية بأن تركيز جلوكوز سكر الدم يكون قليلا خلال الصيام‏,‏ وبالتالي ينخفض مستوي الانسولين‏,‏ مما يعني زوال العائق الأساسي أمام طرح الدهون المخزونة تحت الجلد لاستخدامها كمصدر للطاقة لأداء هذا النشاط الحركي‏,‏ شرط أن يكون في حدود المعقول‏,‏ فلا حاجة للإرهاق أكثر من اللازم بالجري السريع‏,‏ ولكن الهرولة أو المشي‏.‏ ونظرا لأن ما نفقده من وزن قبل الفطور‏,‏ سرعان ما نسترجعه وربما بشكل مضاعف بعد الإفطار لذلك تتضح أهمية الفترة التي تلي الإفطار بساعتين أو ثلاث حيث تسمح ممارسة النشاط الحركي باستهلاك السعرات الحرارية التي دخلت مع وجبة الإفطار بدلا من تخزينها بالجسم ويتساءل الكثيرون لماذا نزداد وزنا في رمضان؟ الإجابة تحملها الأسباب الاجتماعية والمناخ الغذائي لأيام رمضان ويؤدي إلي زيادة كمية ونوعية الاغذية عالية السعرات‏,‏ وأيضا نتيجة لتغير فسيولوجيا الطعام في الصيام‏.‏ وبحسب قول الدكتور عمرو مطر فإن المقصود فسيولوجيا الطعام هي التغيرات التي تحدث لأجسامنا عند الصوم لمدة طويلة‏,‏ والتي تتشابه فيها استجابة الجهاز العصبي لهذا الحرمان الكامل من مواد الطاقة‏,‏ مع إتباع الريجيم القاسي في أيام السنة العادية‏,‏ وتتمثل هذه الاستجابة في تنشيط ميكانيكية التخزين والترشيد في استخدام الطاقة‏,‏ بمعني أن الجسم يصبح مهيأ تماما عند حلول موعد الإفطار لتخزين أكبر كمية ممكنة من السعرات الحرارية التي يحتويها الغذاء‏,‏ وبالتالي فإن النقص في الوزن اثناء ساعات الصيام يعود وبشكل أكيد بعد الإفطار خصوصا إذا أفرط الصائم في تناول الطعام‏,‏ كما هو الحال مع الكثيرين‏.‏ كما تتسع أسباب الإصابة بالسمنة لزيادة كمية الطعام في الصنف الواحد مع وجود أكثر من صنف في الوجبات خاصة الإفطار أما الحديث عن نوعية الطعام‏,‏ فتدخل علي موائدنا في رمضان أصناف قلما توجد في وقت أخر من السنة مثل السمبوسك والكنافة والقطايف والخشاف والياميش وبلح الشام‏,‏ وكلها أغذية عالية السعرات‏,‏ ولا نغفل العادات الاجتماعية بكثرة العزومات والزيارات‏,‏ وهذا في حد ذاته سلوك جيد‏,‏ ولكن ما يحدث فيه من إسراف في الأكل هو السيئ‏.‏ ولا عجب أن الكثيرين يصابون بالسمنة في نهاية شهر رمضان‏,‏ وما يليه أيام العيد‏,‏ والتي تتميز بالولائم والحلويات‏.‏
 

boysegypt

amr

  • Currently 60/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
20 تصويتات / 127 مشاهدة
نشرت فى 28 أغسطس 2010 بواسطة boysegypt

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

72,631