- الحسَن البوزكيوي

المضمون العام للرواية:

    تتقاطع في رواية "رحيل البحر" حكايات مدينة شاطئية أناسها ليسوا بملائكة ولا شياطين، حكاياتها تتشكل من طقوس اجتماعية يحكمها قلق الحياة اليومية وقلق التطلع على حياة أفضل كما أن شخصياتها تتذوق لذة ومرارة الحياة بين الواقع الكائن والواقع والممكن ،
حيث يرسم عز الدين التازي لمدينة "أصيلا" وجها رمزياً، لكن بأقل حدة على مستوى درجة الترميز، بحيث تصبح المدينة هنا ليس فقط خلفية لتجسيد نوع من الصراع القائم في المجتمع، بل أيضا فضاء لصوغ سؤال الكتابة في الرواية ، وقد تم بلورة بعضها مثلا عبر التماثل الذي تقيمه هذه الرواية، في إطار نوع من المعارضة الممكنة، بين صورتين لمدينة واحدة: مدينة «أصيلة» المغربية، كما كتب عنها الروائي المصري جميل عطية إبراهيم رواية «أصيلا»، ونفس المدينة التي تحدث عنها الكاتب في الرواية التي نحن بصدد دراستها.
وتعتبر تيمة المدينة وتيمة البحر من أبرز التيمات الطاغية على النص لأنهما هما الفضاءان الحقيقيان اللذان تدور فيهما أحداث ووقائع الرواية، كما أن الكاتب اتخذ لنصه عنواناً مجازياً لا يوضح بشكل كبير مضمون الرواية ، لأن البحر لا يرحل وإنما الذي يرحل هو ما يوجد به من ثروة سمكية وغيرها ، إضافة إلى ذلك فنص الرحيل كشف لنا عن أغوار المجتمع   المغربي السبعيني والثمانيني وما يسوده من صراعات اجتماعية وطبقية ...وقد اعتمد الكاتب في تمثيل أحدات هذه الرواية على أكثر من ثلاثة عشر شخصية ذكوراً وإناثاَ...
وخير ما تعرف به هذه الرواية تلك الصورة الني رسمتها ريشة الكاتب في الصفحات الأولى إذ يقول فيها: "سيدي يا بحر الظلمات تعال نسميك نسميك مدينة شاطئية زروقاً يستريح على حافة السور الحجري المبتل ، مباءة ، أسواراً...".
" سيدي البحر هذا كتابك فا فتحه ، واجعل خطوة أولئك البشر ، هي رعشة الكلام".
ولا ننسى أن نشير إلى ان هذه الرواية قد أجريت عليها بعض الدراسات مستوياتها وخاصة ما قام به كل من:
- رشيد بنحدو: "حين تفكر الرواية في الروائي نموذج "رحيل البحر" .
- يحيا بن الوليد: الكتابة ويوطوبيا الكتابة قراءة في "رحيل البحر" .
- سعيد يقطين : التوالد السردي في خطاب "رحيل البحر"
    كما أن هذه الرواية تحولت إلى فيلم قدمته التلفزة المغربية منذ مدة.