- مفهوم الديدكتيك:

       ظهر مصطلح الديدكتيك في النصف الثاني من القرن العشرين ومن خلال التعاريف التي وضعت في القواميس كان معناه فن التدريس، أو فن التعليم ومنذ ذلك الوقت أصبح مصطلح الديدكتيك مرتبطاً بالتعليم دون تحديد دقيق لوظيفته. ( أحمد أوزي المعجم الموسوعي لعلوم التربية) .

       وفي سنة 1988 اعتبره "لالند" فرعاً من فروع البيداغوجيا موضوعه التدريس (عبد الله الفاربي  ،معجم علوم التربية ، مصطلحات البيداغوجيا) .

وعلى العموم عرف الباحثون الديدكتيك على أنه استراتيجية تعليمية تواجه مشكلات المادة أو المواد وبنيتها المعرفية ، مشكلات الطرائق، مشكلات الوضعيات التعليمية (محمد مكسي، الدليل البيداغوجي) .

 فالديدكتيك إذن هو الدراسة العلمية لوضعية التعلم التي يعيشها المتعلم إما لبلوغ هدف علمي معرفي أو وجداني أو حسي حركي ، وهذه الدراسة تتطلب شروط علمية دقيقة منها بالأساس الالتزام بالمنهج العلمي الصريح في طرح الإشكالية ووضع الفرضيات وصياغتها وتمحيصها للتأكد من صحتها عن طريق الاختبار والتجريب.

 

 - التواصل التربوي :

التواصل التربوي هو العملية التي يتم من خلالها تجاوب وتفاهم بين المدرس والمتعلم، فيستطيع الأول نقل معرفة أو مهارة أو استراتيجية معينة معتمداً على الترميز المناسب للقدرات الاستيعابية لدى المتعلم ومراعياً القناة الملائمة لتبليغ الرسالة، يركز التواصل التربوي على مجموعة عناصر أساسية بهدف إحداث انسجام وتلائم بين المدرس والمتعلم ، ويهدف التواصل التربوي إلى تفعيل الحوار وتنشيط الدرس من خلال وضعيات تعلمية محددة ومدروسة وترتكز على مجموعة من المبادئ، مثل مبدأ التدرج والتكامل وذلك من أجل تحقيق الكفايات والأهداف المرسومة في المنهاج الدراسي.

 -التخطيط:

التخطيط planification كلمة أجنبية تدل على التصميم، وهي مشتقة من فعل خطط أو صمم planifier.

واصطلاحاً هي وسيلة تتيح وضع مخطط منهجي لنشاط معين بغية تحقيق هدف معين،كما أنه عبارة عن مجموعة من الطرائق التي نلتجأ اليها من أجل تحقيق مجموعة من الأهداف على المستوى البعيد والقريب والمتوسط. ولهذا نجد أغلب الكتابات والأدبيات التربوية تتحدث عن تدبير التعلم أو هندسة التدريس من هنا تعتبر عملية التخطيط في المجال التربوي بمثابة الخريطة التي توجه المدرس نحو تحقيق أهداف إما معرفية، أوجدانية، أو حسية، أو حركية...

 -المهارة:

المهارة هي آداء مهمة أو نشاط معين بصورة مقنعة، وبأساليب وإجراءات ملائمة، وبطريقة صحيحة وبدقة متناهية وسرعة في التنفيد.

ومفهوم المهارة تربطه علاقة بألفاظ وألفاظ أخرى مثل: الحذق ، الإتقان، الإحكام ،

الإبداع ، البراعة، الدقة، الخبرة، التفوق، الإجادة... 

- القدرة:

       عرف فيليب ميريو هذا المفهوم بقوله:" هو نشاط ذهني مستقر قابل للتطبيق في مجالات مختلفة، وتستعمل لفظة القدرة كمرادف للمهارة، ولا توجد أية قدرة في الحالة المطلقة ، كما أن القدرة لا تتمظهر إلا من خلال تطبيقها على محتوى.

ومن الأمثلة على القدرات: مثلا القدرة على التصنيف ، والتحليل ثم التركيب والتمثيل...فالقدرة على التحليل لا يمكن أن تتمظهر إلا من خلال تطبيقها وتمثيلها على محتوى معين، كتحليل نص أدبي أو صورة ما أو خريطة معينة .

       وإذا كانت جل القدرات التي تنميتها في التعليم قدرات عقلية، فإن ذلك لا يجب أن ينسينا قدرات أخرى كالقدرات الحس حركية والسوسيو وجدانية، وفيما يلي أمثلة لبعض القدرات المتداولة حسب المجالات الثلاثة للشخصية: قراءة، تلخيص، تصنيف، مقارنة، جمع، نقد، تركيب(أفكار). وهي قدرات معرفية وقد وضعت لهذه القدرات صنافات من أهمها صنافة بلوم وصنافة دانيو، وهناك قدرات أخرى حس حركية كالتمثيل والتلوين والمزج...ومن الصنافات التي وضعت لهذه القدرات نذكر صنافة سيمبوسون وصنافه هارو. أما القدرات السوسيو وجدانية نذكر إنصات، تعبير ، ربط العلاقات، ومن الصنافات المعتمدة في هذا المجال نذكر صنافة كرتوول وصنافة دانيو.

-الكفاية:

لقد تعددت التعاريف التي تطرقت إلى مفهوم الكفاية فهناك من عرفها بـــ  :

- أنها مجموعة من القدرات و المعارف والمهارات المنظمة من أجل القيام بمجموعة من المهام.

- أنها معرفة كفاية الربط بين عدد من المصادر الفعالة والملائمة من معارف ومهارات ومواقف وتجنيدها لتحقيق أنشطة تعطي نتائج متميزة .

- وعرفها فيليب ميريو بقوله : إنها القدرة على الفعل بنجاعة داخل فئة محددة من الوضعيات، فهي قدرة تستند إلى معارف لكنها لا تنحصر فيها(...) .

- وعرفها روجيرس بقوله: هي الفدرة على تعبئة مجموعة مدمجة من الموارد بهدف حل وضعية مسألة، تنتمي إلى فئة من الوضعيات .

       إن الكفاية هي القدرة على الاستخدام الناجح والناجع لمجموعة مدمجة من الموارد ( معارف، خبرات، مواقف، مهارات...) قصد مواجهة فئة من الوضعيات.

 

- الوضعية المشكلة:

       حسب عياش زيتون: "فهي عبارة عن وضعية يواجهها المتعلم أو حالة يشعر فيها أنه أمام مشكل أو سؤال محير، لا يملك تصوراً مسبقاً عنه ويجهل الإجابة عنه مما يحفزه على البحث والتقصي من خلال عمليات معينة لحل المشكلات".

       وحسب "دوماس كاري" هي وضعية تتضمن صعوبات لا يملك المتعلم حلولا جاهزة لها".

       وحسب rogoers- deketele " هي مجموعة من المعلومات التي ينبغي تمفصلها والربط بينها، للقيام بمهمة في سياق معين ".

       وعلى الرغم من تعدد التعاريف والمقاربات لمفهوم الوضعية المشكلة، فإنها تكاد تتفق على أنها موقف محير يواجه المتعلم ولا يملك خطة أو حلاً جاهزاً لتجاوزه، حيث ينتاب المتعلم خلاله حالة من الشك والتردد والدافعية الداخلية لإيجاد الحل المناسب.

 

 

 

- مميزات الوضعية المشكلة: 

   يلخصها أسطولفي في ست مميزات هي كالتالي:

- تتمحور الوضعية المشكلة حول تجاوز عائق معين ومحدد بشكل واضح.

- تتم المعالجة انطلاقا من وضعية ملموسة، تمكن المتعلم من صياغة فرضيات.

- تقدم الوضعية للمتعلمين كلغز حقيقي يحتاج إلى حل.

- لا يتوفر المتعلمون مسبقا على أدوات ووسائل للحل نظرا لوجود العائق الذي يتطلب الحل تجاوزه.

- تتميز الوضعية بمقاومة كافية تدفع المتعلم إلى الانخراط الفعال في  التعلم ، واستثمار كل معارفه وتمثلا به من أجل وضعها موضع مساءلة قصد بناء تعلمات  جديدة.

- حل الوضعية المشكلة يجب أن يكون في متناول التمعلمين.

 

- الكفاية التواصلية:

       وتستهدف تحسين القدرات اللغوية المكتسبة وتعميق المعارف اللغوية، وعقلنة بعضها ببعض، بصورة تسهيل التواصل، وتمكن من اكتشاف الأحاسيس والانفعالات والأفكار الجديدة والإعراب عنها بسهولة ووضوح.

 

- الكفاية المنهجية:

       وتستهدف تنمية استعمال التقنيات والمهارات المكتسبة، ودعمها مع التركيز على تقنيات جديدة كتمييز أنماط الكتابة ووظائفها وخصوصية الأنواع الأدبية والتدرب على المقاربات اللغوية والأسلوبية، واكتساب القدرة على تجديد الإشكاليات وتفكيك الخطاب وتركيبه وتحديد بنيته المنظمة.

- الكفاية الثقافية:

       إذ تستهدف هذه الكفاية الحصيلة الثقافية اللغوية والأدبية للتلميذ، بشكل عام من مثل معرفة أنواع الكتابة الشعرية والنثرية، بالإضافة إلى معرفة التمييز بين النصوص وكذا التعرف على خصوصيتها.

 

 

 

- الكفاية المرتبطة بالقيم الوجدانية:

       هذه الكفاية تجعل التلميذ يصنع بنفسه قراءة جديدة للتراث وكذا المعرفة بالمناهج النقدية الحديثة تثير دوافع الإقبال على التراث، وتعديل المواقف تجاهه، وتزويد المتعلم بمقاييس موضوعية في الحكم على قيمته. كما تقوم هذه الكفاية أيضاً بإثارة الاهتمام لدى التلميذ والتقبل التلقائي للنشاط التربوي والتعبير عن المواقف الإيجابية والتشبع بقيم البطولة والتضحية وغيرها من القيم(...) . 

مفهوم الاستراتيجية:
يعود أصل الكلمة من اليونانية وهو في الأصل مصطلح عسكري يقصد به فن استخدام الإمكانيات والمواد المتاحة, بطريقة مثلى تحقق الأهداف المرجوة . ثم انتقل المفهوم إلى ميدان التخطيط المدني و انتشر استخدامه في مجال التدريس أو التخطيط لعملية التدريس.
أما من الناحية التربوية فهو القدرة على الاستخدام الأمثل للأدوات والمواد التعليمية المتاحة بقصد تحقيق أفضل مخرجات تعليمية ممكنة، وبالتحديد فإن استراتيجية التدريس تعني مجموعة من الإجراءات والخطوات التي ينفذها المعلم داخل القسم بشكل منتظم ومتسلسل ضمن سياق معين بهدف تحقيق أهداف تدريسية معدة مسبقاً.
وتتكون إستراتيجية التدريس من سياق من طرق التدريس الخاصة والعامة المتداخلة والمناسبة لأهداف الموقف التدريسي.
ويتداخل مصطلح إستراتيجية التدريس مع مصطلحات أخرى، مثل طرق التدريس ،وأساليب التدريس على الرغم من وجود بعض الفروقات بين كل منهم ,ويمكن إيجازها فيما يلي:
يقصد بطريقة التدريس الطريقة التي يستخدمها المعلم في توصيل محتوى المنهج للطالب أثناء قيامه بالعملية التعليمية، أما أسلوب التدريس فيرتبط ارتباطاً وثيقاً بالخصائص الشخصية للمعلم، ويعبر عن الأسلوب الذي ينظم به المدرس الموقف والخبرات التي يريد أن يضع تلاميذه فيها حتى تتحقق لديهم الأهداف المطلوبة .
وغالباً ما تكون استراتيجيات التدريس منبثقة من نظريات التعلم والتعليم كالنظرية البنائية التي انبثق منها العديد من استراتيجيات التدريس مثل إستراتيجية حل المشكلات والتعلم بالمشاريع والاستقصاء وغيرها، والنظرية السلوكية التي انبثقت عنها استراتيجية المحاضرة والإلقاء وغيرها.

 

 

 

كفايات المدرس :

الكفاية المعرفية: هي المتعلقة بالمعارف العامة التي تؤطر منهاج المدرس والمعارف الخاصة المتعلقة بالمادة الدراسية .

الكفاية المنهجية : تستهدف اكتساب منهجيات التفكير والعمل وتنظيم الذات والوقت وتدبير التكوين الذاتي.

الكفاية التواصلية : تستهدف التمكن من إتقان مختلف أنواع التواصل والخطاب واتقان اللغات .

الكفاية الاستراتيجية : تستهدف التعبير عن الذات والتموقع في الزمان والمكان، والتموقع بالنسبة للأخر والمؤسسات المجتمعية والتكيف معها ومع البيئة ، وتعديل المنتظرات والاتجاهات  والسلوكات.

الكفاية الديداكتيكية : تمكن الأستاذ من طرائق التدريس وتوظيف الوسائل التعليمية الحديثة في بناء الدرس .

الكفاية المستعرضة : تتجلى في انفتاح الأستاذ على تخصصات مختلفة في بناء درسه.

الكفاية الوجدانية : المرتبطة بالقيم , مثلا احترام أخلاقيات المهنة.

الكفاية الثقافة : تستهدف تنمية الرصيد الثقافي للمتعلم , وتوسيع دائرة احساسه وتصوراته ورؤيته للعالم وللحضارة البشرية في تناغم مع تفتح شخصيته وترسيخ هوياتها كمواطن مغربي.

الوضعية التعلمية :

الوضعية التعليمية هي مجموع الشروط والظروف التي تمكن الشخص من بناء معارف .

وتتميز الوضعية التعليمية بكونها وضعية تجري معطياتها وسيروراتها داخل جماعة القسم : التواصل الجماعي ، التنظيم ، التفاعلات ...إلخ

الوضعية الديداكتيكية : يقصد بمصطلح الوضعية : مجموع الظروف التي يتواجد بها الشخص ، إضافة إلى العلاقات التي تربطه بمحيطه ، أما الوضعية الديداكتيكية  فهي وضعية تتجلى فيها بشكل مباشر أو غير مباشر الإرادة في التدريس.

تقويم الأداء

تقويم الأداء هو أحد الطرائق التي يتم بواسطتها قياس مستوى التلاميذ الذي يقوم على الطريقة التي ينجز بها التلاميذ مهمة محددة. من الناحية النظرية طبعا, عندما يختار التلميذ الجواب الصحيح من السؤال القائم على خيارين فإن التلميذ هنا يؤدي مهمة ما, بغض النظر عن بساطتها. مع ذلك, إن لمؤيدي تقويم الأداء طرائقهم الخاصة بالقياس و التي تختلف عن الطرائق المتبعة في الأسئلة ذات الخيارين أو الأسئلة ذات الخيارات المتعددة

التقييم:

       هو اصدار احكام على قيمة الشيء الذي تم قياسه استنادا الى معيار معين ، في حين ان التقويم يتعدى اصدار الاحكام الى عملية تعديل وتصحيح الاشياء التي تم اصدار الاحكام بشانها. والتقييم في التربية هو تقرير مدى العلاقة بين مستوى التحصيل وبين الاهداف التربوية المنشودة ، او العملية التي يحكم من خلالها على مدى تحقيق الاهداف التربوية المنشودة ومدى التطابق بين الاهداف والآداء .

 

  مفهوم التقويم:  Evaluation    
  
     التقويم بمفهومه الواسع عملية يتم بواسطتها اصدارأحكام على الشىء المراد  قياسه  في ضوء  ما يحتوي من الخاصية، ثم نسبتها الى قيمة متفق عليها.

            يعرف "ثورندايك  " التقويم بانه وصف شيء ما ثم الحكم على قبول او ملائمة ما وصف.اما "داوني" فيعرفه على انه اعطاء قيمة لشيء ما وفقا لمستويات حددت مسبقاً.  

   كما يعرف أحمد عودة  التقويم بأنه عملية منظمة لجمع وتحليل المعلومات بغرض تحديد درجة تحقيق الهداف التربوية واتخاذ القرارات بشانها لمعالجة جوانب الضعف وتوفير النمو السليم المتكامل من خلال إعادة تنظيم البيئة التربوية وإثرائها.

الوضعية المسألة:

الوضعية المسألة مجموعة من المعلومات التي ينبغي تمفصلها و الربط بينها للقيام بمهمة في سياق معين.
و بعكس وضعيات الحياة اليومية التي يفرضها الأحداث التي تعيشها , تكون الوضعيات –المسألة مبنية و مدرجة في صيرورة منظمة من التعلمات ..
و تتشكل الوضعية حسب دوكتل من ثلاثة مكونات أساسية:

معينات ، أنشطة ، و تعليمات للقيام بالمهام

المعينات : هي مجموعة من العناصر المادية التي تقدم للتلميذ : نص مكتوب , صورة , ...وتعرف بما يلي
-السياق الذي يصف المحيط
المعلومات التي على أساسها يتصرف التلميذ؛ و تكون حسب الحالات , إما مفيدة أو مشوشة ، كاملة أو تشوبها فجوات
الأنشطة : و هي ما سيقوم به التلميذ في إطار وضعية معينة..
تعليمات العمل : تعطي للتلميذ تعليمات بشكل صريح للقيام بالمهام.
.

التدريس :
ــــ عرف "غانم" (1995م) التدريس على أنه  "هو تلك العملية التي يقوم بها المدرس بدور المرشد والمدرس والمعد للبيئة التعليمية وللمواد وللخبرات التعليمية، التي يكون فيها المتعلم حيويا ونشطا وفاعلا".
ــــ أما "كوثر كوجك" فذكرت تعريف "ستيفن كوري" Stephen Cory للتدريس حيث عرفه بأنه "عملية متعمدة لتشكيل بيئة الفرد بصورة تمكنه من أن يتعلم القيام بسلوك محدد أو الإشتراك في سلوك معين، وذلك تحت شروط محددة أو كإستجابة لظروف محددة ".

ذكر "زيتون" (2001م)(ص54-55) أن التدريس يندرج تحت ثلاث عمليات أساسية :
أولها : عملية التصميم ( التخطيط )، ويتم بمقتضاها تنظيم مدخلات التدريس في صورة خطة تدريسية بشكل معين لتحقيق أهداف تعليمية محددة.
ثانيها : عملية التنفيذ، ويتم فيها تطبيق هذه الخطة واقعيا" في الفصول الدراسية.
ثالثها : عملية التقويم، ويتم فيها الحكم على مدى تحقيق نظام التدريس لأهدافه.

التعليم :
- عرفه "غانم" (1995م) بقوله "نشاط يهدف إلى تحقيق التعلم ويمارس بالطريقة التي يتم فيها احترام النمو العقلي للطالب وقدرته على الحكم المستقل وهو يهدف إلى المعرفة والفهم".
- أما "الخلايلة واللبابيدي" (1990م) فقد عرفاه بقولهما :"هو مجرد مجهود شخصي لمعونة شخص آخر على التعلم. والتعليم عملية حفز واستثارة لقوى المتعلم العقلية ونشاطه الذاتي وتهيئة الظروف المناسبة التي تمكن المتعلم من التعلم، كما أن التعليم الجيد يكفل انتقال أثر التدريب والتعلم وتطبيق المبادئ العامة التي يكتسبها المتعلم على مجالات أخرى ومواقف متشابهة".

التعلم :
- عرفه "فاروق فهمي" و"منى عبد الصبور" (2001م) بأنه "تغير في البنية المعرفية للمتعلم كميا" بتراكم الخبرات والمعلومات وكيفيا" بالتفاعل المستمر بين مكوناتها، ولاكتساب معنى جديد لابد أن يتكامل هذا المعنى مع المعاني التي سبق للفرد تعلمها بحيث تشكل أو تعطي علاقات جديدة ".
- وذكر "الشرقاوي" (1991م) تعريفا "للتعلم من وجهة نظر أوزوبل " هو عملية إحداث عاقات وارتباطات بين المعلومات الموجودة بالفعل في البناء المعرفي للمتعلم وما يقدم له من معلومات جديدة ".
- ويعرفه الدكتور "أنور الشرقاوي" (1991م) على أنه "عملية تغير شبه دائم في سلوك الفرد لا يلاحظ بشكل مباشر، ولكن يستدل عليه من السلوك ويتكون نتيجة الممارسة، كما يظهر في تغير الآداء لدى الكائن الحي ".

فالتعلم، إذن، هو العلم الذي يبحث في اكتشاف القوانين التي تحكم ظاهرة تغيير في سلوك الأفراد والتعلم عملية مقصودة تتميز من القوانين التي يكشف عنها علم التعليم، فالتعلم علم والتعليم تكنولوجيا من حيث أن التعليم تطبيق وتوظيف ما كشف عنه العلم من مواقف حياتية.
- تعريف التعلم من وجهة نظر العلماء:
بناء على ما تقدم، يمكن تعريف التعلم بأشكال مختلفة منها:
1.  تعريف دود ورث: إن التعلم هو نشاط يقوم به الفرد ويؤثر في نشاطه المقبل.
2.   تعريف جيلفورد: إن التعلم هو أي تغيير في سلوك ناتج عن استشارة.
3.   تعريف جيتس: إن التعلم هو عملية اكتساب الوسائل المساعدة على إشباع الحاجات وتحقيق الأهداف وهو غالبا ما يأخذ أسلوب حل المشكلات.

4   تعريف ماكجويس: إن التعلم كما تعنيه هو تغيير في الأداء يحدث مع شروط الممارسة.

الهدف التربوي :
        الهدف التربوي هو عبارة دقيقة تجيب على السؤال التالي :ما الذي يجب على المتعلم أن يكون قادرا على فعله، ليدل على أنه قد تعلم ما نريده أن يتعلم ؟
      إنه التعبير المرغوب المتوقع حدوثه في سلوك المتعلم، والذي يمكن تقييمه بعد مرور المتعلم بخبرة تعليمية معينة. يعرف الهدف التربوي بأنه وصف دقيق وواضح ومحدد لنتائج التعلم على هيئة سلوك قابل للملاحظة  والقياس.

      يقول "بلوم" : الهدف التربوي هو كل التغييرات المراد تكوينها أو تنميتها في سلوك المتعلم وجدانيا ،عقلانيا، أو حركيا سواء على المستوى القريب أو البعيد. هو الوصف المسبق للنتائج المنتظرة لفعل تربوي.
- الأهداف الخاصة: هي أهداف على درجة عالية من التحديد وتحدد لنهاية درس معين أو جزء من الموضوع في حصة أو أكثر. و يرى بعض الباحثين "أنها الأهداف المصاغة بعبارات واضحة ومحددة، تعبر عن السلوك المراد تحقيقه عند المتعلم " و تظهر في نهاية درس معين، و يسهر المعلم على تحقيقها مع التلاميذ. و من مميزات هذه الأهداف أنها:

ـــ  تكون مباشرة عند إنجاز يتم في حصة أو درس أو محور.
ـــ  ترتبط بمحتوى معين سيكتسبه التلميذ.

ـــ  يمكن قياسها بدقة و تقويمها.

الأهداف الإجرائية:  تأتي في آخر سلسلة الأهداف التربوية، وهو كل تغيير عند التلاميذ يكون قابلا للملاحظة و القياس في نهاية درس معين أو جزء منه يسعى المعلم إلى تحقيقه مع التلاميذ.
يعرفها "بلوم" بأنها صياغة دقيقة للتغييرات السلوكية المتوقعة المرتبطة بمجال محتوى محدد. و من خلال هذا التعريف، نستنتج أن الأهداف الإجرائية هي صياغة لعبارات دقيقة ومركزة غير قابلة للتأويل وتدل على السلوك الذي سيظهر عند المتعلم أثناء أو آخر درس معين .
الغايات:
      هي عبارات فلسفية عامة وواسعة، طموحة، تتسم بالتجريد والمثالية والتعقيد، بعيدة المدى غير محددة من حيث مدة تطبيقها. إنها تمثل المستوى النظري الذي يضبط التوجهات الكبرى للنظام التربوي اعتمادا على فلسفة وقيم مجتمع ما.
ويعرفها مادي الحسن: "عبارة عن صيغ يطبعها التجريد والعمومية، تعبر عن المقاصد العامة والبعيدة المدى التي تريد التربية أن تحققها".
     إنها نواتج مستقبلية متعلقة بالفرد والمجتمع، ترغب في تحقيقها سلطة سياسية قائمة، في ضوء مقومات فلسفية، دينية، أخلاقية لمجتمع ما، وعليه فهي تختلف من مجتمع لآخر باختلاف الأنظمة السياسية والتربوية السائدة.
      وتمثل بذلك المجال الذي يتم فيه العمل التربوي مراعيا طبيعة الفرد والمجتمع الذي يطمح إليهما. وتزود المربين بالمرجعية والمسار القيمي. وهذا ما جاءت به أمرية 16 أبريل 1976 التي ترسم الأبعاد المعبرة عن خصائص المواطن الجزائري.

المرامي-المقاصد:
      وهي أقل عمومية وتجريدا، وأكثر وضوحا وتحديدا من الغايات، لكنها لا تخلو من العمومية والتجريد، وترتبط بالنظام التربوي والتعليمي. وتظهر على مستوى التسيير التربوي، وهي تعبر عن نوايا المؤسسة التربوية ونظامها التعليمي، وتتجلى في أهداف البرامج والمواد التعليمية وأسلاك التعليم. وتعتبر المرامي وسيلة لتحقيق الغايات، كما أنها أكثر تعرضا للإصلاح والتغيير. وأنها تلك النوايا التي تعلن لآفاق أقصر أمد من الغايات وتبقى نوعية.

     وبذلك فالمرامي أقل أمد من الغايات، وأنها عبارات مجزأة وتحليلية للغايات، وترتبط المرامي بالقرارات والمناشير السياسية والتربوية.

 

 

 

المصادر المعتمدة:

- أوزي أحمد :المعجم الموسوعي لعلوم التربية ،مطبعة النجاح الجديدة، 2006.

- محمد الدريج: الكفايات في التعليم من أجل تأسيس علمي للمنهاج المندمج ، منشورات سلسلة المعرفة للجميع ، 2003.

- العربي أسليماني: المعين في التربية مرجع للامتحانات المهنية والكفاءة التربوية مبارات التفتيش ، ط 3 ، 2009.

-  زيتون , حسن حسين . تصميم التدريس رؤية منظومية , ط 2 , القاهرة : عالم الكتب,1421ه/2001م. 

-   غانم , محمود محمد . التفكير عند الأطفال تطوره وطرق تطويره , ط 1 ، عمَان : دار الفكر , 1416ه/ى1995م.
-   فهمي ، فاروق وعبد الصبور  منى . المدخل المنظومي  في مواجهة التحديات التربوية المعاصرة والمستقبلية ط 1 ، القاهرة : دار المعارف ،2001م .
-   كوجك , كوثر حسين . اتجاهات حديثة في المناهج وطرق التدريس ,ط 2,القاهرة :عالم الكتب,1997م,

 

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 3885 مشاهدة

ساحة النقاش

عدد زيارات الموقع

14,891