يضرب الفقر بجذوره في أعماق السودان ويتركَّز الجانب الأعظم منه في المناطق
الريفية. وفي عام 2002 بلغ عدد من يعيشون دون خط الفقر على أقل من دولار
أمريكي واحد يومياً زهاء 20 مليون نسمة. وتشير التقديرات إلى أن نحو 19 مليون
شخص، أو 85 في المائة من سكان الريف، يرزحون تحت وطأة الفقر المدقِّع.
ويقاسي معظمهم من أجل الحصول على لقمة العيش لأنفسهم ولأسرهم، وتنعدم أو
تضيق سبل حصولهم على مياه الشرب الآمنة والخدمات الصحية. ويحتل السودان المرتبة
الحادية والستين في مؤشر التنمية البشرية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي بين الدول السبعة
والسبعين الأقل نمواً في العالم.
ويتفاوت انتشار الفقر تفاوتاً شديداً تبعاً للإقليم، وهو ما يرجع في جانب منه إلى تفاوت
توزيع النمو الاقتصادي، ولكنه ناجم كذلك عن الدمار الاقتصادي والاجتماعي الذي خلفه
الصراع في أنحاء معيَّنة من البلاد. وتعاني مختلف المناطق من تفاوت شديد في فرص
الحصول على التعليم، والإصحاح، والمياه النظيفة، والوصول إلى البنية الأساسية والموارد
الطبيعية، والحصول على الدخل، والعدالة، والحماية السياسية. ومثال ذلك أن الخدمات
الصحية في جنوب السودان لا تصل إلا لما نسبته 25 في المائة من السكان. والسكان الأشد
تعرُّضاً للفقر هم الذين يعيشون في المناطق التي تضررت أو ما زالت تتضرر من الجفاف
والصراع، لا سيما الجنوب ودارفور.
هيئة تنمية البطانة
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
ساحة النقاش