بدا برشلونة في مباراتيه الاخريين ضمن بطولة الدوري الاسباني لكرة القدم «عملاقا حقيقيا» رغم ان كثيرين وجهوا نحوه اصابع الاتهام وعدم الرضا عن الاداء.
لقد اثبت جوسيب غوارديولا عبقريته، ففي هذه المرحلة الحاسمة من الموسم، يبدأ مخزون اللاعبين بالشح، ويقع على عاتق المدرب ايجاد التركيبة اللازمة كي يرسو في نهاية المطاف على شاطئ الألقاب.
غوارديولا يدرك ان عليه قيادة الفريق الكاتالوني للاحتفاظ بكأس دوري ابطال اوروبا آملا في تحقيق الخماسية (بعد ضياع كأس الملك)، لذا راح يتمسك بالواقعية في الوقت المناسب من خلال الفوز على اوساسونا 2/صفر دون امتاع وعلى مايوركا 1/صفر دون بريق.
هذه هي صورة البطل «الواقعي» وبهذه الطريقة قد لا يخسر برشلونة بعد اليوم.
الصورة نفسها تنطبق على مانشستر يونايتد الانكليزي الذي لطالما بدأ مواسمه بتواضع قبل ان ينهيها في القمة، وذلك بفضل حنكة مدربه الاسكتلندي اليكس فيرغوسون.
في المباراة الاخيرة امام بولتون، بقي واين روني، ماكينة التهديف، على دكة الاحتياط، بيد ان «الشياطين الحمر» فازوا وحافظوا على صدارة الدوري الممتاز، وحظوا بأفضل استعداد للمواجهة المرتقبة امام بايرن ميونيخ الالماني غدا في ذهاب ربع نهائي دوري الابطال.
كثيرون ادعوا ان انتر ميلان الايطالي وبايرن ميونيخ دفعا غاليا على الصعيد المحلي ثمن المشاركة في دوري الابطال، وان المسابقة الاوروبية تستلزم تضحيات.
لكن الواقع نفسه ينطبق على برشلونة ومانشستر يونايتد اللذين ابدعا في كيفية الاستمرار بإصابة النجاح رغم حروبهما على اكثر من جبهة.
وفي الوقت الذي سقط فيه انتر امام روما معرضا لقبه المحلي للخطر، وفي الوقت الذي انتحر فيه بايرن ميونيخ على ارضه امام شتوتغارت (1-2) واضعا حظوظه، في انتزاع درع ال«بوندسليغه» في المجهول، رسخ مانشستر يونايتد وبرشلونة اقدامهما ومعنوياتهما محليا سعيا للاستمرار في المغامرة الاوروبية حتى النهاية.
ساحة النقاش