المورينجا الشجرة المعجزة بين الحقيقة والخيال؟!

كثر الكلام فى الأونة الأخيرة عن شجرة المورينجا وقد وصفها البعض بأنها معجزة فهى تشفى من كذا وكذا بينما عارضها الأخرون لا يمكن لشجرة أن تكون لها كل هذه المميزات وأين كانت هى من المشكلات الصحية التى يعانى منها الإنسان كى تهبط فجأة وتكون بمثابة الحل السحرى لكل هذه الأمراض ومن هنا كان لابد أن نتعرف على هذه الشجرة عن قرب ونحدد سوياً هل هى منحة من المولى عز وجل فى ظل الأوبئة والصراعات التى يعانى منها بنى البشر أم هى شجرة كأى شجرة فتعالوا بنا نقترب أكثر منها.
تعتبر شجرة المورينجا واحدة من أكثر النباتات فائدة فى العالم وهذه الشجرة تعتبر كذلك من الأشجار سريعة النمو وتنمو فى المناطق الاستوائية والمعتدلة وتستخدم كغذاء للإنسان والحيوان ولها استخدامات أخرى عديدة فى الطب والأصباغ وتنقية المياه كما تعتبر أوراق وثمار الشجرة من أكثر الأغذية فائدة لمكوناتها من (البروتين - فيتامينc - الكالسيوم - البوتاسيوم - الحديد).
تعد المورينجا من الأشجار متعددة الفوائد ويطلق عليها البعض (الشجرة المعجزة) وتتبع أشجار المورينجا عائلة moringaceae واسمها العلمي moringa oleifera ولها عدة أسماء عربية هي (شجرة اليسر أو اليسار - شجرة البان - شجرة الثوم البرى شجرة فجل الحصان - شجرة عصا الطلبة - شجرة الحبة الغالية) كما تسمي (شجرة الرواق) لاحتواء بذور ثمارها على مركبات زيتية لها القدرة على تجميع وترسيب المواد العالقة بالماء فيصير رائقاً صالحاً للشرب، كما أنه يمكن أن تضاف تلك الزيوت إلى الطعام الآدمى وتستخدم فى الطهى وقد عرفت زيوت المورينجا فى الصناعة ولها عدة استخدامات مهمة فى صناعة العطور ومستحضرات التجميل لقدرتها على تثبيت بعض المكونات الطيارة فى هذه المستحضرات.
تعد الهند هى الموطن الأصلى للمورينجا وهى معروفة أيضاً فى السودان وفى جنوب مصر فى المنطقة الغربية بالمملكة العربية السعودية وفى الفلبين.
مزايا أشجار المورينجا:
الإحتياجات المائية محدودة جداً حيث تجود على معدلات الأمطار
400: 300 مم - سنة.
تستخدم فى تحسين خواص التربة.
تستخدم فى عدة مجالات مثل مكافحة الآفات وتغذية الحيوانات وتربية النحل إلى جانب استخدام جميع معطيات الأشجار فى الدواء والعلاج.
لم تسجل إصابتها بالآفات أو الأمراض إلا إذا زرعت تحت ظروف غير مناسبة مثل الزراعة بالأماكن الغدقة أو الأراضى رديئة الصرف.
الوصف النباتي:
اشجار وشجيرات هذا الجنس متساقطة الأوراق سريعة النمو صغيرة إلى متوسطة الحجم ارتفاعها من 15: 7 مترا ذات ساق قائمة منتشرة القمة.
الأوراق:
ريشية فى أزواج من 3: 2 والوريقة الطرفية أكثر طولاً خضراء باهته والأوراق مركبة ريشية.
الأزهار:
تبدأ الأشجار فى التزهير فى شهر مايو على هيئة نوارات ذات رائحة زكية والزهرة مكونة من خمس بتلات متحدة والأزهار عطرية ذات لون أبيض تتكون فى نوارات طرفية وبعد عملية التلقيح الخلطى بين الأزهار وتمام الإخصاب يتكون بكل نورة من 6: 3 ثمار على هيئة قرون خردلية.
الثمار:
عبارة عن قرون مثلثة الشكل فى مقطعها العرضى والقرون تتباين فى الطول بين 90: 25 سم حسب الصنف ويصل طول القرون عند النضج إلى 120سم وعرضها 8.1 مم ويحتوى القرن على 20 بذرة ويمكن للشجرة أن تنتج حوالى 3كجم بذور.
استخدامات أجزاء الأشجار وفوائدها الصحية والاقتصادية:
1 - الأوراق والأغصان فى الحالة الخضراء الطرية:
- الأوراق تؤكل طبيعياً بواسطة الماشية والأغنام والماعز والدجاج والأرانب كما يمكن استخدامها كغذاء للأسماك لان بها نسبة مرتفعة من البروتين قد تصل إلى 25% وقد أظهرت العديد من الدراسات فى دول الهند وأمريكا اللاتينية والكاريبى أنه يمكن استخدام نسبة لا يستهان بها من الأعلاف التقليدية بأوراق المورينجا وتذكر الدراسات أنه تحقق زيادة فى وزن الحيوانات مقارنة مع الأعلاف التقليدية عند استبدال 50% من العلف بالمورينجا فى بعض الدول مثل نيكاراجوا استخدمت علف المورينجا بنسبة من 50: 40% من أوراق المورينجا مع خلطها بالمولاس ومصاصة قصب السكر والعشب الأخضر لكن بالرغم من ذلك فإن الإسراف فى التغذية بالمورينجا يمكن أن يؤدى إلى نتائج عكسية منها انخفاض فى الوزن وقد وجد أن الحيوانات المغذاة على علف المورينجا بنسبة 80% انخفض وزنها مقارنة بالمغذاة على 50% مورينجا.
- وأيضاً كغذاء للإنسان لأنه ذو محتوى غذائى مرتفع من المكونات الغذائية والفيتامينات حيث تقوم بعض شعوب أسيا وأفريقيا بطبخ المورينجا.
2 - عند تجفيف الأوراق:
- كعلف مركز به نسبة بروتين حوالى 29% وكغذاء مكمل للاستهلاك الآدمى منتشر عالمياً يمكن حفظه لمدة تقارب من العام وهناك تجارب عديدة منها 100جم من الأوراق تزود الطفل عمر من 3: 1 سنوات من احتياجاته اليومية من الكالسيوم بنسبة 100% و75% من احتياجاته من الحديد و50% من احتياجاته من البروتين + نسبة من البوتاسيوم وفيتامين ب والنحاس والأحماض الأمينية الأساسية.
- المورينجا تحتوى على كالسيوم 4 أضعاف الموجود بالحليب.
- المورينجا تحتوى على فيتامين (أ)
4 أضعاف الموجود بالجزر.
- المورينجا تحتوى على فيتامين (ج)
7 أضعاف الموجود بالبرتقال.
- المورينجا تحتوى على بوتاسيوم 3 أضعاف الموجود بالموز.
الفوائد الطبية المثبتة:
- الأوراق: تعالج القرح بالقناة الهضمية والإسهال وعلاج لمن يعانون من سوء التغذية لاحتوائه على نسبة مرتفعة من البروتين والألياف.
- البذور: إذا كانت نية فإنها تزيل الديدان وتعالج مشاكل الكبد والطحال وآلام المفاصل.
- الزيت: يستخدم كمضاد للالتهابات ولعلاج المفاصل والنقرص وإصابات التمزق العضلي.
وبالتالى فإن مختلف أجزاء الشجرة يساعد على علاج أنيميا الدم وأمراض القلب والمخ والأعصاب والسرطان والسكر إلى جانب مفعوله فى الوقاية من الإصابة بفقدان البصر الناتج عن نقص فيتامين (أ) كما أجمع العلماء على القيمة الفعالة للشجرة فى علاج أمراض التهاب المثانة والبروستاتا والسيلان والزهرى والحمى الصفراء والروماتيزم.
استخدام أجزاء الشجرة فى الطب القديم أو الطب الشعبي:
يقول داود الأنطاكى فى شجرة البان أنها. شجرة مشهورة كثيرة الوجود لها زهر ناعم الملمس مفروش يخلف قروناً داخلها حب يميل إلى البياض كالفستق.
وأهل مصر تشرب من زهرة هذه الشجرة زاعمين التبريد به وجميع أجزاء هذا النبات تمنع الأورام وتطيب العرق وتشد البدن وتدمل الجراح ودهنه ينفع فى الجرب والحكة والكلف والنمش وينقى الأحشاء مع الماء والعسل والخل.
ويقول ابن سينا فى البان ''أن حبه أكبر من الحمص مائل إلى البياض وأنه يستخدم مع الخل والماء لتنقية السدد فى الأحشاء.
ويقول ابن هاشم فى كتابه ''فاكهة السبيل'' فى البان أنه يفيد فى علاج العقم عند النساء كما يفيد فى علاج الاسترخاء عند الذكور.
والآن. وبعد هذا العرض عن شجرة المورينجا أو الشجرة المعجزة كما يلقبونها هل أصبحت مع الفريق المؤيد لها أم مع الفريق الذى مازال يعترض.
الإجابة. هذا العرض ليس لتحديد إجابتك ولكن لتوضيح أن الله خلق لنا النفع فى كل شيء من حولنا ويوماً بعد يوم نكتشف فيه أسرار وقدرة الله ورحمته بالخلق أجمعين فللإجابة لابد أن تبحث وتجرب وتنشر الخير لعلها تكون الشجرة المنقذة من الأمراض التى تحاصر الإنسانية والمجاعة التى تأكل آلاف بل وملايين الأطفال فى إفريقيا، فلابد أن تكون إيجابيا بكل المعطيات التى تعطى إليك بأى وسيلة وتحلل النتائج والبراهين حتى تنشر الخير فى الدنيا وتعمر فيها كما أمرنا الله ولنؤدى رسالتنا التى خلقنا الله من أجلها. فالمورينجا شجرة معجزة. نعم. ونعمة من الله
<!--