تربية الابناء تربية نفسية صحيحة
يحتاج الأبناء منذ ولادتهم إلى الأمان ولن يحصلوا على هذا الامان إلا عن طريق الأبوين و يعد الأمان عامل هام جداً فى نمو الطفل ، فالطفل إن لم يشعر به فلن يتعلم ولن يتطور أدائه وسيكون شخص خائف دائماً متردد وسوف يؤثر ذلك على شخصيته حينما يكبر لذلك نقدم لكم بعض النصائح لإعطاء طفلك الأمان
1-إعطاء الطفل مساحة من الحرية وعدم تقييده :
يشير علماء النفس إلى أهمية إعطاء الطفل مساحة من الحرية وتمكينه من التعبير عن نفسه وطرح آرائه والتواصل مع الآخرين ،أما إذا تم كبت حرية الطفل والتعنت فى الحوار معه فإن ذلك سوف يخلق العديد من المشكرت النفسية والاجتماعية لديه تتمثل فى الإحساس بالتهديد والخوف وفقدان الثقة بالنفس وضعف الانتماء للأسرة وفى بعض الأحيان تؤدى إلى الإنطواء والعزلة
2-عدم العقاب البدنى أو التهديد المستمر :
الأطفال دائما مايخطئون ويتراوح الخطأ مابين خطأ صغير وخطأ كبير وهذا أمر طبيعى وتكون مهمة الآباء هى تصحيح وتعديل تلك الأخطاء بشكل سليم وهذا التصحيح أو التعديل للخطأ يختلف من أسرة لأخرى فبعض الأباء يبالغون فى عقاب أبنائهم بصرف النظر عن أن هذا العقاب سيأتى بما هو مطلوب أم لا.
وبالرغم من ان تصحيح او تعديل أخطاء الأبناء يتطلب أحياناً العقاب إلا أنه ينبغى عليك أن تختار نوع العقاب الذى يتناسب مع طبيعة الخطأ فعليك أن تختار بين العقاب المعنوى أو المادى أو الإجتماعى وفقاً لشخصية ابنك ووفقاً لخبرتك فى التعامل معه ، والعقاب البدنى أو التهديد به يؤثر فى نفسية الإبن فيجعله يكره هذا الشخص الذى يقوم بعقابه أو بالتهديد بعقابه أو قد يجعله يعتاد بل ويتلذذ أحياناً بالعقاب أو قد يستمتع بتعذيب الآخرين سواء كانوا بشراً او حيواناً .
ومن أكثر الآثار ضرراً للنفس نتيجة العقاب أو التهديد به هو إحساس الطفل بالخوف وعدم الأمان والتردد دائما ، وهناك طرق أخرى بديلة للعقاب يدب أن يعلمها ويؤديها الآباء ومنها الحرمان من الإمتيازات ، المصروف ، الخروج مع الأصدقاء ، عدم مشاهدة التلفاز ، أو عدم إستخدام الكمبيوتر .... إلخ
3- عدم الشجار أمام الأبناء :
لا تخلو الحياة بين الزوجين من الخلافات سواء كانت بسيطة أو كبيرة ، وهذه الخلافات يتبعها شجار وصوت عالى وإتهاامات متبادلة من الزوجين بالاهمال وعدم المسئولية أو سوء التقدير وبالرغم من أن هذا الشئ طبيعى بين الزوجين إلا أنه يجب ألا يحدث أمام الأبناء لأن الأب والأم هما أهم شخصين بالنسبة للأبناء ويجب ألا تهتز صورة أحدهما فى عيون أبنائهم.
ولأننا نطلب دائماً من أبنائنا ألا يصرخوا ويتعالى صوتهم و ألا يتشاجروا فيجب علينا أن نكون قدوة لهم ولا يجب أن نطلب منهم ألا يتشاجروا ثم نقوم نحن بالشجار أمامهم.!
فالشجار المستمر بين الأب والأم أمام الأبناء يؤثر سلباً على نفسية الطفل ويشعر الطفل بعدم الأمان وعدم الاستقرار وربما يؤدى ذلك إلى أن يصبح الطفل إنطوائى ، أو يصبح عكس ذلك تماماً فيصبح طفلاً مشاكساً و ذا صوت مرتفع و دائماً مايضرب الآخرين ويأخذ حقه بيده
كما أن الشجار امام الأبناء غالباً مايشعر الطفل الصغير بعدم الراحة والقلق وعدم الأمان وذلك نتيجة شعور الطفل الصغير بعدم الراحة والقلق وعدم الأمان وذلك نتيجة شعور الطفل بأن هذا الشجار ربما يؤدى لإنفصال الأبوين وبالتالى سيفقد أحدهما.
4- الاشتراك مع الطفل فى حل المشكلات الشخصية :
أحياناً يلاحظ الوالدين على أبنائهم تغييراً ما فى سلوكياتهم أو عدم تكيف فى البيت أو خارجه قد يرجع هذا إلى وجود مشكلة لدى الطفل وقد تكون جسدية أو نفسية أو حتى مشكلة متعلقة بالأسرة وهنا ينبغى على الأبوين مساعدة الطفل فى حل المشكلة التى تواجهه عن طريق تحديد المشكلة ،ثم تحليلها ثم إقتراح حلول لهذه المشكلة وبعد ذلك تجريب الحلول المقترحة حتى الوصول للحل الأمثل ، كما ينبغى تعليمه عد الانزعاج من أى مشكلة وتعويده على الصبر واستخدام الإمكانيات المتاحة لحل تلك المشكلة ، والطفل إذا لم يجد مساعدة من الوالدين على حل مشكلاته الشخصية فسيشعر بكبر المشكلة وعدم قدرته مواجهاتها وبالتالى سيشعر بالقلق والتوتر
5-الاعتراف بالخطأ أمام الأبناء :
من أسس التربية السليمة للأبناء هو أن يتعلموا الاعتراف بالخطأ بدون خوف من اللوم أو العقاب ،والأطفال فى السن الصغير قد يصعب عليهم فهم الإعتذار أو النطق به وهذا أمر طبيعى ،ولكن بعض الأطفال فى العمر الأكبر قد يلجأون إخفاء الخطأ ويرجع ذلك إلى :
1- خشية الطفل من العقاب
2-عدم إدراك الطفل وتميزه بين الصواب والخطأ
3-عناد الطفل وتكبره
لذا كان لزاماً على الأبوين محو كل هذه الأسباب لدى الطفل وذلك من خلال أن يكونا قدوة لأبنائهما حيث على الأب والأم فى حال حدوث خطأ من أحدهما أن يعترف به أمام الأبناء ويعتذر عنه لأنه حينما يفعل ذلك يرسل رسالة لأبنائه تستقر فى عقولهم ووجدانهم وهى ( أن الإقرار والاعتراف بالخطأ والاعتذار عنه لايقلل من قيمة الشخص ولا ينقص من قدره ، وأن يوضح للطفل أن هناك صواب و خطأ ومع تكرار الأمر يتعلم الأبناء التمييز بين الصواب والخطأ وكذلك هذه الرسالة التى يرسلها الآب والأم للأبناء تكسر من حدة العناد والتكبر لدى الاطفال وبالتالى سيشعر أنه إذا أخطأ فإنه آمن غير قلق لأن ذلك وارد الحدوث
6- عدم تعارض كل من توجيهات الأب والأم
من الطبيعى أن تختلف وجهات النظر كلاً من الأب و الأم فى بعض شئون الأبناء ولكن يجب أن يوجد بين الزوجين إتفاق على أن الأب مثلاً مسئول عن كل مايتعلق بالأبناء خارج البيت وهو الذى يتخذ القرارات فى ذلك كالذهاب إلى النادى أو التنزه ...إلخ
وتكون الأم هى المسئولة عن شئون الأبناء داخل البيت كوقت النوم ومشاهدة التلفاز والمذاكرة ... إلخ فلا تتدخل الأم فيما هو من مسئولية الأب ولا يتدخل الأب فيما هو من مسئولية الآم حتى لايشعر الأبناء بالتعارض بين مايطلبه الأب وماتطلبه الأم ، لأن التعارض بين طلبات كلاً منهما يشعر الطفل بوجود عدم إتفاق بين الأب و الأم ومن ثم وجود خلاف قد يؤدى بالطفل إلى الشعور بالقلق وعدم الأمان .