authentication required

يعد التداول عبر الإنترنت في الأسواق المالية من أكثر الأنشطة الاقتصادية إثارة وديناميكية في العالم. سواء كان التداول يتم في الأسواق العالمية أو الأسواق المحلية، فإنه يتطلب فهماً عميقاً للأسواق والقدرة على التنبؤ بالتقلبات والفرص. ولكن هناك العديد من الاختلافات والتشابهات بين التداول في هذه الأسواق، والتي سنتناولها بالتفصيل في هذا المقال.

التشابهات بين الأسواق العالمية والمحلية

إذا كنت من المبتدئين في مجال التداول، عليك معرفة أهم التشابهات بين كلاً من التداول في السوق العالمي مقابل السوق المحلي:

مبادئ التداول الأساسية

   في كلا السوقين، يعتمد التداول على المبادئ الأساسية مثل العرض والطلب. في حال زاد الطلب على سلعة أو عملة معينة، فإن سعرها سيرتفع، والعكس صحيح. هذا المبدأ ينطبق على جميع الأسواق، سواء كانت عالمية أو محلية. المتداولون في كلا السوقين يستخدمون التحليل الفني والأساسي لتحديد اتجاه السوق واتخاذ قراراتهم.

التقلبات السوقية

   الأسواق المحلية والعالمية تشهد تقلبات مستمرة. قد تحدث هذه التقلبات بسبب أحداث سياسية أو اقتصادية أو تغييرات في السياسات النقدية. في السوق المحلي، يمكن أن تؤثر أحداث محلية مثل الانتخابات أو التقارير الاقتصادية على الأسعار. بينما في الأسواق العالمية، فإن الأحداث مثل التوترات الجيوسياسية أو تقارير اقتصادية من دول كبرى تؤثر بشكل مباشر على حركة الأسعار.

أنواع الأوامر

   في الأسواق العالمية والمحلية، يتم استخدام أنواع الأوامر نفسها مثل أمر الشراء (Buy) وأمر البيع (Sell) أوامر التوقف (Stop Orders) وأوامر الحد (Limit Orders) لتنفيذ العمليات. هذه الأدوات تساعد المتداولين في اتخاذ قراراتهم وتحديد سعر الدخول والخروج من الصفقة.

إمكانية استخدام الأدوات المالية المتقدمة

  سواء في الأسواق المحلية أو العالمية، يستطيع المتداولون استخدام الأدوات المالية المتقدمة مثل العقود المستقبلية (Futures) والخيارات (Options) و العقود مقابل الفروقات (CFDs)  للتحوط أو لتكبير الأرباح. هذه الأدوات تسمح لهم بالتداول على حركة الأسعار دون الحاجة لامتلاك الأداة المالية بشكل فعلي.

الاختلافات بين الأسواق العالمية والمحلية


حجم السيولة وحجم السوق

   السوق العالمي يتمتع بحجم سيولة أكبر بكثير من الأسواق المحلية. على سبيل المثال، سوق العملات الأجنبية (الفوركس) هو أكبر سوق مالي في العالم، حيث يبلغ متوسط حجم التداول اليومي أكثر من 6 تريليونات دولار. بالمقابل، الأسواق المحلية مثل سوق الأسهم المحلي قد تكون أصغر بكثير من حيث السيولة وحجم التداول، مما قد يؤدي إلى تقلبات أكبر وتأثيرات أكبر من الأحداث المحلية.

التنوع في الأدوات المالية

توفر الأسواق العالمية تنوعاً أكبر في الأدوات المالية مقارنة بالأسواق المحلية. فمثلاً، يمكن للمتداولين في الأسواق العالمية تداول أزواج العملات، السلع مثل النفط والذهب، والأسواق الناشئة، بينما الأسواق المحلية قد تقتصر على الأسهم المحلية أو بعض أدوات الاستثمار المحدودة مثل السندات المحلية. هذا التنوع في الأسواق العالمية يوفر للمتداولين خيارات أوسع للتداول والاختيار بين أصول متنوعة.

التأثيرات الاقتصادية العالمية مقابل المحلية

في الأسواق العالمية، تتأثر الأسواق بشكل مباشر بالأحداث الاقتصادية العالمية مثل قرارات البنك الفيدرالي الأمريكي أو بيانات الناتج المحلي الإجمالي في الصين. في المقابل، تتأثر الأسواق المحلية بشكل رئيسي بالأحداث الاقتصادية والسياسية التي تحدث داخل الدولة نفسها. على سبيل المثال، قد تؤثر سياسة البنك المركزي المحلي أو تغيير القوانين الضريبية على حركة الأسعار في السوق المحلي.

الساعات الزمنية وأوقات التداول

من أبرز الفروق بين الأسواق العالمية والمحلية هو ساعات التداول. الأسواق العالمية مثل سوق الفوركس والأسواق الأمريكية والأوروبية تعمل على مدار الساعة، مما يسمح للمتداولين بفرص تداول على مدار اليوم. أما في الأسواق المحلية، فتقتصر أوقات التداول على ساعات محددة، حيث تبدأ الأسواق في ساعات العمل المحلية وتغلق بنهاية اليوم. هذه الساعات المحدودة في الأسواق المحلية تعني أن المتداولين ليس لديهم نفس المرونة التي توفرها الأسواق العالمية.

التنظيم والرقابة

الأسواق العالمية عادة ما تخضع لرقابة وتنظيم صارمين من قبل هيئات تنظيمية كبيرة مثل هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) أو هيئة السلوك المالي (FCA) في المملكة المتحدة. هذه الهيئات تضمن الشفافية وتضع معايير صارمة لحماية المستثمرين. بالمقابل، قد تكون الأسواق المحلية أكثر عرضة للتأثر بضعف الرقابة أو القوانين المحلية غير الفعالة، مما قد يؤدي إلى بعض المخاطر الإضافية للمستثمرين.

المخاطر السياسية والجيوسياسية

الأسواق العالمية تتعرض للتأثيرات الجيوسياسية على نطاق واسع. فالتوترات السياسية بين الدول الكبرى، مثل النزاعات التجارية أو الحروب، قد تؤثر على الأسواق العالمية بشكل سريع ومباشر. أما الأسواق المحلية، فإن تأثير المخاطر السياسية يقتصر على البلد نفسه. ولكن قد يكون التأثير أكثر دراماتيكية في حال حدوث أزمات سياسية كبيرة مثل الانقلابات أو الحروب الأهلية.

 

على الرغم من التشابهات الكثيرة بين الأسواق المحلية والعالمية، مثل المبادئ الأساسية للتداول وأدواته، إلا أن الاختلافات الجذرية بينهما تظهر في حجم السيولة، تأثير الأحداث الاقتصادية والسياسية والتنوع في الأدوات المالية وأوقات التداول. تعد الأسواق العالمية مثالية للمتداولين الذين يبحثون عن فرص تداول واسعة النطاق، بينما توفر الأسواق المحلية فرصاً للتداول ضمن نطاق أكثر تخصصًا ووضوحًا في بعض الأحيان. في نهاية المطاف، يعتمد اختيار السوق على أهداف المتداول واستراتيجيته ومدى معرفته بالأسواق التي ينوي التعامل فيها.

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 279 مشاهدة
نشرت فى 29 أكتوبر 2024 بواسطة blogcontent

عدد زيارات الموقع

39,455