https://www.youtube.com/watch?v=z6hlz2HxA0o

القصر الأحمر


ذكر السيد يعقوب يوسف الحجي في كتابه ”الكويت القديمة صور وذكريات“ أن القصر الأحمر قد بني عام 1897 م ، ليكون القصر الصيفي للشيخ مبارك الصباح ويقع القصر في منطقة الجهراء التي تبعد 33 مترا عن العاصمة وهي عبارة عن واحة فيها عدة آبار ماء وبساتين ونخل وقد قام الشيخ سالم الصباح ببناء سور حولها عام 1921م . ويعتبر القصر الأحمر أحد أهم المعالم التاريخية لدولة الكويت لارتباطه بمعركة الجهراء الشهيرة. والقصر عبارة عن بناء مربع الشكل تبلغ مساحته تسعة عشر ألف مربع تقريباً، ولا يزيد طول ضلعه عن سبعين متراً، وترتفع جدرانه إلى مسافة 4.5 متر، ويبلغ سمكها أكثر من 80 سنتمتر. وترتفع فوق هذه الجدران أبراج يطلق عليها الغولة عند زوايا القصر الأربعة مسافة 2.5 متر، وتتخللها الكثير من الثقوب متفاوتة الأحجام حيث كانت تستخدم في أعمال الدفاع وإطلاق النار. ويضم القصر 33 غرفة وستة أحواش أحدهما كبير يتوسطه بئر ماء غير صالح للشرب. وله ثلاث بوابات رئيسية، شرقية كبيرة وشمالية متوسطة الحجم وصغيرة في جهة الشمال وخاصة بحوش الحريم

يعتبر القصر الأحمر نموذجاً معماريا هاماً يعبر عن الأسلوب الهندسي القديم الذي يتلاءم مع البيئة المحلية ويحقق الأهداف الدفاعية المنشودة. ويرجع السبب في تسميته بهذا الاسم إلى نوع ولون الطين الذي استخدم في بنائه. وقد بني القصر بطريقة اللبن الطيني، دون استخدام صخور بحرية للحوائط والأسقف من الشندل والباسجيل والبواري. ويتألف القصر من ثلاث أقسام، هي: سكن الأمير والمسجد والديوانية. أما سكن الأمير وحرمه، فهو يشغل الجهة الشمالية الغربية من القصر ويتألف من تسع غرف، وبه سلمين واحد يؤدي إلى السطح والآخر إلى غرفته، وهي الغرفة الوحيدة التي بنيت على السطح. وتشغل الديوانية الجهة الغربية من القصر وهي مكان خصص لجلوس الشيوخ وضيوفهم، بينما خصصت الجهة الجنوبية لمرابط الخيل وعلفها. ويوجد المسجد بالقرب من غرفة الحراسة وله حوشه الخاص، وهو مخصص لصلاة الموجودين في القصر ويستخدم القصر الأحمر حاليا كمقر لمركز تراث البادية ويتبع المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب

القصر الأحمر ومعركة الجهراء
هاجم فيصل بن سلطان الدويش، زعيم قبيلة مطير، قرية الجهراء في شمال الكويت صباح العاشر من أكتوبر 1919م بأربعة آلاف مقاتل. فأصدر الشيخ على الخليفة الصباح أوامره بفتح النار، وكان على رأس حامية قوية قوامها خمسمائة مقاتل، وأخذوا يحصدون المهاجمين حتى نفدت ذخيرتهم. وعندما أحس الدويش بنفاد ذخيرة الحامية أمر أتباعه بالتقدم إلى داخل الجهراء، فترك الكويتيون مراكزهم ولجئوا إلى القصر الأحمر. ودخل معهم كثير من أهالي الجهراء.

وخوفا من أن يطول الحصار عليه، ومخزون الطعام لا يكفي إلا ليوم أو يومين وليس هناك سوى بئر واحدة لا تصلح للشرب، رأى الأمير سالم أن يرسل من يذيع أخبار الحصار. فأرسل اثنين من رجاله، هما مرزوق الرشيد ومرشد الشمري، الذين خرجا إلى الكويت وأخبرا الشيخ أحمد الجابر بالأمر. فأمر الشيخ بأن تجهز السفن الشراعية بالذخيرة والطعام ووجهت إلى الشاطئ المحاذي للجهراء يتقدمها يخت ”مشرف“ الخاص بالشيخ أحمد الجابر. كما سارت قوة برية ما إن رآها الدويش حتى طلب الصلح.

وتقدم رسول الدويش للشيخ سالم وقال له: إن الدويش يريد مسالمتكم، وهو يدعوكم للإسلام والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وإلى تكفير الأتراك وهدم المستشفى الأمريكي وترحيل أطباءه من الكويت. فإن أطعتم ترككم وشأنكم وإلا فسيرخص للإخوان بمهاجمتكم. فرد عليه الشيخ سالم: أما الإسلام، فنحن مسلمون ولسنا بكفار، والإسلام بني على خمسة أركان، ونحن نحافظ عليها. وأما الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فنحن نعمل ما في وسعنا ونفعه يعود علينا. فذهب الرسول إلى قومه، ولما حان وقت الغروب ولم يأتي أحد من الكويت، أخذت حامية القصر في الاستعداد للدفاع، وبدأ هجوم الإخوان ومعهم معاول وفؤوس لفتح ثغرة بجدار القصر ففتحت النيران عليهم حتى تراجعوا مخلفين عدد كبير من القتلى.

فلما علم الدويش بالهزيمة التي لحقت باتباعه قرر الهجوم بنفسه، ولم تكن النتيجة أفضل من الهجوم الأول، وبعد هذه الخسائر قرر فتح باب الصلح مرة أخرى. فتقدم عالمهم، عثمان بن سليمان، وأتفق مع الشيخ سالم على أن يرحل الدويش وأتبعه إلى منطقة الصبيحية. وعند الموعد المحدد رحل الدويش وأتباعه فخرج الناس من القصر وهم يتنفسون الصعداء. وقد قدر عدد القتلى من الكويتيون في هذه المعركة بثلاثمائة وخمسون رجلاً ومن جماعة الدويش بألف وخمسمائة رجل

الشيخ مبارك الصباح
هو الحاكم السابع للكويت، وقد تولى الحكم في الفترة من 1896-1915م. ولد عام 1844م، وهو الابن الثالث للشيخ صباح الثاني بن الشيخ جابر، الذي حكم الكويت في الفترة من 1859-1865م. عرفته الكويت حاكما شجاعا مقداما في المحن والخطوب، صعب المراس ذكيا لا يلين أمام الصعاب، وقد لقب بـ"أسد الجزيرة" لدهائه وحنكته السياسية.

الشيخ سالم مبارك الصباح
ولد عام 1877م ، وتولى الحكم في 7 فبراير 1917م، ليصبح الحاكم التاسع للكويت بعد أخيه الشيخ جابر المبارك. عرف عنه التدين وهدوء الطبع والعفو عند المقدرة ومحاربة الرذيلة والفسق والفجور وملاحقة كل خارج عن القانون حتى عاشت البلاد بأمن وأمان. وهو صاحب الحكمة المشهورة ”لو دامت لغيرك ما اتصلت إليك“ ، وهو من أمر بوضعها على قصر السيف. وقد كان عهده مليئا بالأحداث، التي منها: وصول أول خط للتلغراف إلى الكويت، و موقعة ”حمض“ التي خاضها لمحاربة الدويش في يونيو 1920م، وبناء الكويتيين للسور بعد الموقعة، ومعركة الجهراء في صبيحة يوم الأحد 10 أكتوبر 1920م ضد جيش الأخوان التابع للدويش. وقلدته الحكومة البريطانية وسام ”نجمة الهند“ 25 مارس 1919م. وقد توفى في ليلة الأربعاء 23 فبراير 1921م.”

 


ألبوم الصور

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 1115 مشاهدة
نشرت فى 26 ديسمبر 2019 بواسطة biariqk

بيارق كويتية المقداد الجهراء

biariqk
بيارق كويتية برنامج وطني وفريق عمل كويتي يعمل على تعزيز مفهوم الهوية الكويتية والأمن الفكري لحماية شبابنا من متغيرات العصر خاصة التطرف ونبذ العنف والسعي نحو التنمية المستدامة لكويت 2035 م »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

43,264