حروب عوالم الأعمال هي حروب حول المعلومات من يملك معلومات أكثر عن السوق أو المستهلك أو المنافس أو المورد أو ما غير ذلك من بيئة العمل فإنه يملك فرصاً أفضل. ومنذ أمد بعيد كان مبدأ اعرف عدوك مبدأ حكيماً وفعالاً في الحرب أو التجارة.
الاستخبارات التنافسية –Competitive Intelligence - هي عملية قانونية وأخلاقية تعتمد على جمع المعلومات المتفرقة حول المنافسين من المصادر المختلفة ثم إعادة بناءها بحيث تعطي صورة جيدة حول أداء المنافس وأحواله وخططه وظروفه المحيطة. من العجيب حقاً أن تلك المصادر قد تكون الصحف أو التقارير الدورية أو المجلات أو الانترنت وكلها مصادر متوفرة للجميع دون استثناء وليست في صناديق مغلقة في غرف مغلقة خلف أبواب مغلقة لا يسمح بالدخول إليها إلا لحاملي التصاريح الخاصة. مجرد تصريح صحفي غير محسوب قد يكون سلاحاً في يد المنافس الذي يتطلع لمعرفة خطواتك القادمة. من النقاط المهمة حول الاستخبارات التنافسية أنها تختلف تماماً عن عملية التجسس الصناعي الشهيرة والتي تعتمد غالباً على عمليات غير أخلاقية وغير قانونية مثل الرشوة لسرقة المعلومات حول طرق التصنيع.
الاستخبارات التنافسية هي طريقة تفكير منهجية فهي تعتمد على تحليل كل ما تصل إليه العين من معلومات ثم تصنيف المعلومات وتخزينها بصورة صحيحة ثم استرجاعها في اللحظة المناسبة لتشكيل الصورة الصحيحة حول خطط المنافس التسويقية أو المالية أو التوسعية أو منتجاته أو عملاءه. بالنسبة لخبير الاستخبارات التنافسية فإن أبسط المعلومات قد تكون ذات فائدة فمعلومات بسيطة عن ترقيات الموظفين في المناصب العليا عند المنافس أو أخبار حول اعتزامه تنويع استثماراته قد تعطي الكثير من المعلومات حول توجهاته وخططه المستقبلية. من الأفضل دوماً الحصول على المعلومات من أكثر من مصدر وذلك للتأكد من حصة ودقة المعلومة حتى وإن تعسر الوصول إلى الدقة الكاملة.
أحياناً تتناسى بعض الشركات مبدأ السرية – من باب الصلف أو الإهمال – فتكون تلك فرصة جيدة للمنافس المتيقظ والمترصد لسبق دائماً بخطوة.
الاستخبارات التنافسية قد يكون سلاحاً في يدك إذا طورت أسلوباً جيداً لجمع وتحليل المعلومات حول المنافسين ولكنها كذلك قد تكون سلاحاً ضدك اعتمد المنافس ذلك المنهج لقراءة خططك ونقاط قوتك وضعفك إذا ما تسربت المعلومات منك لذلك فإن التزام الصمت والسرية يحسن من فرصك في استغلال الفرص الجيدة في غفلة من الآخرين كما يقلل من فرصهم في التعلم من إخفاقاتك أو نجاحاتك.
المصدر: المدونة الاقتصادية
http://tawfik-business.blogspot.com/2009/10/blog-post_09.html
نشرت فى 20 مايو 2010
بواسطة belvedere
عدد زيارات الموقع
189,665
ساحة النقاش