نادرا ما تجد الآن شركة او مصنع او فندق اومستشفي اوحتي بعض المؤسسات الحكومية بدون شهادات جودة ترصع وتزين حوائط وواجهات تلك المؤسسات وتتباري الشركات في الحصول علي اكبر عدد ممكن من تلك الشهادات حتي تؤكد جودة منتجاتها وخدماتها لتجتذب اكبر عدد من المستهلكين وبالتالي ترتفع نسبة مبيعات تلك الشركات مما يؤدي الي تعظيم ارباحها.
والسؤال هنا هل معني حصول اي شركة علي احدي شهادات الجودة يؤكد سلامة وكفائة السلع والخدمات ام انها مجرد ديكور؟
وللجواب علي هذا السؤال يجب الاقرار بأن الكثير من الشركات الحاصلة علي شهادات الجودة ملتزمة الي ابعد الحدود واذ حدث خطأما نتيجة العامل البشري او غيره يمكنها تداركه بسرعة والعودة الي كامل كفائتها السابقة.ولكن الحديث هنا عن الشركات غير الملتزمة والتي تسعي لمجرد الديكور فقط
فالمنظمات المانحة لتلك الشركات مثل الايزو 9001 واخواتها و 14001 الخاصة بالبيئة والهاساب الخاصة بسلامة الغذاء وغيرها من الشهادات المتخصصة بصناعات معينة مثل مراقبة الصناعات الدوائية او السيارات او التعليم تنتهج شروط صارمة وتدريبات معينة للحصول علي تلك الشهادات ونتيجة لانتشار وكثرة عدد السركات التي تطلب خدماتها اصبح لديها فروعا في اغلب الدول .وبذلك قد تفقد جزءا كبيرا من تركيزها في عملية المراقبة وبالتالي قد تحتاج هي نفسها لمنظمات اخري تراقبها!!!! يعني باب النجار مخلع
والدليل علي ذلك حدوث بعض المشاكل والازمات لبعض الشركات في جودة منتجاتها خصوصا بعد حدوث الازمة المالية العالمية اصبحت الشركات تتجه الي التوفير في التكاليف فمن الممكن ان تتغاضي عن جودة المنتج معظم الوقت وتقوم بالالتزام فقط في حالات التفتيش الدورية من منظمات الجودة!!!! يعني ان غاب القط العب يا فار
ولعلنا جميعا علمنا ما حدث في الاشهر القليلة الماضية لحوالي خمس شركات عملاقة في صناعة السيارات من سحب لكميات هائلة لسياراتها بعد حدوث حوادث طرق مميتة نتيجة استخدام المستهلك لتلك السيارات . وهنا لا نقول ان تلك السيارات في فترة التجارب ولكنها منتج نهائي ادي استخدامه الي حوادث خطيرة والمنتج النهائي لابد ان لا يخرج من المصنع قبل اجتياز الشروط الازمة والمؤكدة لسلامته بحسب قواعد مراقبة الجودة بالمصنع ثم بحسب شروط شهادات منظمات الجودة الخارجية
وقيس هذا الكلام علي بعض المؤسسات الاخري كمصانع الاغذية والفنادق وحتي المستشفيات
وهو ما لم يحدث لوجود قصور شديد في نظام عملية الجودة وهو ما يؤكد علي صحة نظريتنا. اي ان تلك المصانع والشركات تتعامل مع شهادات الجودة كديكور فقط. والذي يدفع الثمن النهائي هو المستهلك الاخير الذي انساق وراء الداعايات المؤكدة بجودة المنتج.فهل تنتبه جمعيات حماية المستهلك من جهة واجهزة الدولة من جهة اخري
المصدر: المدونة الاقتصادية
نشرت فى 17 إبريل 2010
بواسطة belvedere
عدد زيارات الموقع
189,672
ساحة النقاش