من بلاغة الوصف

د. صالح هويدي

في جمال الوصف وصف بعض الأدباء العرب الكِتاب أوصافاً شتى معروفة، اشتهر منها وصف الجاحظ. وممن وصفوه وصفاً جميلاً بليغاً أيضاً، هذه الكلمات التي تصف فضله وأدواره

إنْ وعظَ أسمعْ، وإن ألهى أمتع، وإن أبكى أدمعْ. يفيدك ولا يستفيد منك، ويزيدك ولا يستزيد. قبر الأسرار، ومخزن الخزائن

وقيل في الموازنة بين الصمت والكلام: الصمت منام العلم، والنوم يقظته، ولا منام إلا بتيقظ، ولا يقظة إلا بمنام

فروق لغوية

الفرق بين الجور والظلم: إن الجور خلاف الاستقامة في الحكم، ففي سيرة الملوك والحكام نقول جار الحاكم في حكمه والسلطان في سيرته إذا فارق الاستقامة في ذلك، أما الظلم فضرر يوقع، سواء كان من سلطان أو حاكم أو غيرهما. إن أخذ ذلك على وجه القهر، وأصل الظلم نقصان الحق، أما الجور فالعدول عن الحق. نقول: جار عن الطريق إذا عدل عنه. وقيل في نقيض الظلم الإنصاف وهو إعطاء الحق على التمام، وفي نقيض الجور العدل وهو العدول بالفعل إلى الحق

فوائد لغوية

ينطق بعض الكتّاب لفظة نبذة (بفتح النون) للدلالة على الخلاصة أو النزر اليسير من الكلام، والصواب أن يقال نُبذة (بضم النون)

وينطق بعضهم لفظة لَعَق (بفتح العين) للدلالة على مص الإصبع أو سواه، والصواب أن يقال لَعِق (بكسر العين)

وينطق كثير من الناس اسم المتفجرات التي يزرعها الجيش تحت الأرض في أثناء الحروب بقولهم (لُغم) بضم اللام، والصواب أن يقال (لَغَمٌ) بفتح اللام والغين

مغزى مثل

أسد علي وفي الحروب نعامة: قال هذا المثل الشاعر عمران بن حطان وغزالة الحرورية من الخوارج، لما دخلت على الحجاج هي وشبيب بن شبة بالكوفة، تحصن منها وأغلق قصره عليه، فكتب إليه عمران بن حطان، وقد كان الحجاج لجّ في طلبه 

وغزالة من الخوارج، شجاعتها مضرب الأمثال، كما كان زوجها (شبيب بن يزيد الشيباني) الذي كان أميراً للخوارج ومضرب الأمثال في الشجاعة. وكانت تحارب وتقاتل معه، وكانت بارعة في الخطابة غير آبهة للمخاطر دون أن تخشى منازلة أحد، بمن فيهم تحديها للحجاج في غلظته ووحشيته. وقفت أمامه غزالة في إحدى المعارك، فخاف منها وهرب. قتلت العديد من فرسانه. فعيره الشاعر عمران بما فعلت بهم