الأخلاقيات المتعلقة بمهنة التحاليل الطبية
المحتويات
مقدمة عن الأخلاقيات الطبية- 2 -
القدرات المهنية والإدارية لاخصائي التحاليل الطبية- 16 -
الحقوق المتعلقة بمهنة التحاليل الطبية- 21 -
الجوانب القانونية لمهنة التحاليل الطبية- 27 -
أخلاقيات البحث الطبي والعلمي. - 30 -
تقييم الأداء الوظيفي. - 43 -
قوانين مزاولة مهنة التحاليل الطبية- 45 -
مقدمة عن الأخلاقيات الطبية
تعريف الأخلاق:
تعرف الأخلاقيات بأنها المبادئ الأساسية التي تقوم عليها القوانين والأعراف وفقاً للقواعد المعمول بها التي تلتزم بها الفئات المهنية المتخصصة ، بوصفها قواعد بناءة لضبط السلوك تستهدف تحديد الأفعال والعلاقات والسياسات التي ينبغي اعتبارها صحيحة أو خاطئة.
ولابد لكل ما " ينبغي" أو " يجب" في مفهوم الأخلاقيات من أن يكون مقنعاً للعقل ، وذلك باعتماده على المنطق، واتصافه بالتناسق والتماسك، وارتكازه على الحقائق والمعطيات الدقيقة، وقابليته للتطبيق على الناس كافة بالعدل والإنصاف.
وإننا لنجد مبادئ الحق مبثوثة في مختلف صيغ القَسَمْ الطبي المتداولة قديماً وفي الدساتير المهنية المتعلقة بأخلاقيات البحوث الطبية.
ولا تحول الحدود الجغرافية دون تطبيق أخلاقيات الطب في أي مكان، فالناس على الرغم من اختلافهم وتباين ثقافاتهم ، إلا أنهم جميعاً يتفقون على قيم معينة ، أهمها كرامة الإنسان التي تمثل قيمة لا تقبل المساومة.
الممارسة الطبية والأخلاقيات:
منذ بواكير الحضارة الإنسانية والممارسات الطبية في جميع الثقافات تنظمها مدونات أو دساتير للأخلاقيات ومن هذه المدونات المعروفة " قَسَمْ أبقراط" ووصية الطبيب المسلم صلاح الدين بن يوسف الكحال الحموي.
قسم أبقراط:
" أقسم بالله العظيم رب الحياة والموت وواهب الصحة وخالق الشفاء وكل علاج ، أن المعلم لي هذه الصناعة بمنزلة آبائي وأواسيه وإذا احتاج إلى مال واسيته وواصلته من مالي، وسوف أسعى لمنفعة المرضى بكل أمانة دون تفريط وسوف لا أخجل – إذا كنت لا أعرف شيئاً – وسأستشير زملائي في المهنة من أجل شفاء المريض.
سأحترم خصوصية المريض
ولا أعطي إذا طلب مني دواءً قتالاً ولا أشير بمثل هذه المشورة
ولا أساعد في إسقاط جنين.
واحفظ نفسي في تدبيري وصناعتي على الزكاة والطهارة ، وأحافظ على أسرار البيوت.
ولن أحنث بهذه القسم ما حييت.
وصية الطبيب المسلم صلاح الدين بن يوسف الكحال الحموي لتلميذه الذي يأخذ عنه الطب
" واعلم أن هذه الصناعة منحة من الله تعالى يعطيها لمستحقها، حتى تجري العافية على يديه، فيحصل له الثناء من الناس، ويشار إليه في صناعته ويطمأن إليه فيما يعتمده، وفي الآخرة الأجر والمجازاة من رب العالمين، لأن النفع لخلق الله عظيم خصوصاً الفقراء والعاجزين ، مع ما يحصل لنفسك من كمال الأخلاق ، وهو خلق الكرم والرحمة فيجب عليك حينئذ أن تلبس ثوب الطهارة والعفة والنقاء والرأفة ومراقبة الله تعالى ، وخاصة في عبورك على حريم الناس، كتوماً على أسرارهم ، محباً للخير والدين ، مكباً على الأشتغال في العلوم ، تاركاً الشهوات البدنية، معاشراً للعلماء مواظباً للمرضى، حريصاً على مداواتهم، متحلياً في جلب العافية لهم وإن أمكنك أن تؤثر الضعفاء من مالك فافعل".
مبادئ الأخلاقيات المتعلقة بالمهن الصحية ومنابعها:
إن القيم الدينية والفلسفية والعقائدية والثقافية هي المنابع الرئيسية لأخلاقيات المهن الصحية. ويتفرد الشرق الأوسط بأنه مهد الأديان السماوية ، ومن المبادئ التي تتوافق عليها الآراء بوجه عام وإن اختلفت في بعض تفاصيلها من ثقافة إلى أخرى المبادئ الآتية:
1. الحياة حق لكل إنسان ، وهي مقدسة محترمة ُمدافَع عنها، وقيمة النفس البشرية الواحده تعدل قيمة البشر جميعاً، والاعتداء على حياة أي نفس بشرية ولو كانت جنيناً أو شيخاً أو معوقاً... عدوان على البشر جميعاً... علماً بأن هذا الإحياء في مفهوم الإسلام ليس مقصوراً على الإحياء البدني ، بل يتعداه إلى الإحياء النفسي والروحي والاجتماعي.
2. الإنسان مكرم " ولقد كرمنا بني آدم" بغض النظر عن لونه وجنسه ومعتقده، ويقتضي تكريمه هذا المحافظة عليه في صحة تامة ومعافاة كاملة ، كما يقتضي تكريمه احترام شخصيته، واحترام خصوصياته وأسراره، واحترام حقه في الحصول على جميع المعلومات التي تتعلق بأي اجراء طبي سوف يتعرض له، واحترام حقه في كونه وحده هو صاحب القرار فيما يتعلق بشئونه الصحية مادام ذلك في إطار هذه القيم.
3. العدل هو قيمة جوهرية في نظر الدين لأنه غاية أساسية من غايات إرسال الرسل " إن الله يأمر بالعدل والإحسان". ومن الضروري تحقيق العدالة والمساواة في تقديم الرعاية الصحية على الصعيد الفردي والمجتمعي سواء كانت رعاية وقائية أو علاجية دون أدنى تمييز بينهم بسبب الجنس أو العرق أو الانتماء السياسي.
4. الإحسان وهو قيمة جوهرية أمر الله سبحانه وتعالي بها " إن الله يأمر بالعدل والإحسان". وهي تتضمن معنى الجودة في تقديم الرعاية الصحية. وهي تتضمن أيضاً صحوة الضمير ومراقبة الله في كل تصرف وسلوك كما يقول صلى الله عليه وسلم " الإحسان أن تعبد الله كأنك تراه" ونحن نعلم أن مفوهم العبادة في الإسلام يشمل كل تصرفات الإنسان في هذه الحياة والتي تتوجها النية الخالصة لله في كل عمل من الأعمال.
5. لا ضَررَ ولا ضِرار ويراد به عدم جواز الإضرار بالنفس أو بالغير أو الإضرار بالمجتمع بأي شكل من الأشكال ويترتب على ذلك عدم تعريض المريض إلى أي إجراء تشخيصي أو علاجي يكون من شأنه تعريضه إلى الضرر أو الخطر.
6. مكارم الأخلاق ومنها:
a) الصدق: وهي صفة أساسية من صفات المؤمنين.(يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَكُونُوا مَعَ الصَّادِقِين(.التوبة 119.
b) الأمانة والنزاهة.
c) التواضع واحترام الآخرين.
d) الصبر والحلم.
e) العطف والمحبة.
f) الإنصاف والاعتدال.
g) محاسبة النفس.
h) البعد عن محقرات الأمور وصغائرها.
مقدمة:
إن آداب مزاولة مهنة الطب موجودة منذ القدم، ومازالت عليه حتى الآن، فقد وضع أبقراط" القسم الطبي" ، وكتب ابن سينا عن ذلك، إلا أن أهميتها اليوم هي أكثر بكثير من السابق وذلك بسبب أن هذه الآداب والأخلاق المهنية كانت قديماً مرتبطة بتعاليم الدين وحيث كان التدين عند الناس معلماً واضحاً في حياتهم.
أما في نهاية القرن الهجري الرابع عشر فقد أصبح الدين هامشياً في حياتهم وأصبحت آداب المزاولة وأخلاق المهنة مقلقة ومؤرقة .. وذلك لسببين:
الأول: تطور التقنيات الطبية التي أدت إلى ظهور معضلات طبية جديدة مثل انعاش الحياة وأطفال الأنابيب وغيرها مما اصبح له أبعاداً خلقية وأدبية على حياة الناس.
الثاني: زيادة نسبة الخروقات الأدبية والأخلاقية من قبل الأطباء الممارسين. فقد وجد الطبيب الغربي نفسه محاطاً بمعضلة، لأن القيم الأخلاقية وارتباطها بالدين ليست جزءاً من ممارسته الطبية في حياته ، لذلك كان لابد من صياغة وتهذيب آداب هذه الممارسة من جديد.
لم يواجه المسلمون مثل هذه المعضلة، لأن النظام الإسلامي يختلف عن النظام الوضعي، فالنظام الإسلامي مبني على أسس متكاملة من الآداب والأخلاق بحيث يستطيع من خلال ذلك التعامل مع جميع المشكلات الطبية وحلها بطرق مشروعة، ناهيك عن مرونته وقابليته للتكيف والتفاعل مع الكثير من القضايا المعاصرة.
وفي الحقيقة أن المسلمين ليسوا بحاجة إلى نظام وضعي جديد يتحدث عن الآداب والأخلاق لأن مثل هذا النظام موجود أصلاً في منهاج حياتهم اليومي.
نقض نظرية الآداب والأخلاق الغربية:
يواجه الغرب ( وليس المقصود به المكان الجغرافي بل الثقافة الغربية) معضلة متزايدة باستمرار مع المفاهيم الأخلاقية لآداب مزاولة المهنة وذلك بسبب إبعاد الدين عن ممارسات حياتهم اليومية.
فمنذ بداية الخمسة قرون الماضية من المدنية التي أعقبت حركة النهضة الأوروبية وقواعد الأخلاق لديهم تتطور وتتبدل بحسب المنطق من خلال مشاكلهم التي يواجهونها في حياتهم، ، فالأخلاق بالنسبة إليهم هو مفهوم عام جماعي متفق عليه عما هو صحيح وعما هو خاطئ. إن المنطق قد يكون ضعيفاً أو متغيراً إذا لم يرتكز على نظام مترابط يحمي هذه القيم الأخلاقية ويحافظ على بنائها.
كما أن القانون الغربي قد يتغير أو يتبدل في مواجهة المواضيع الأخلاقية وحتى أنه لا يوجد تعريفاً واضحاً عما هو لا أخلاقي ، ونتيجة لذلك فهو لا يعتبر جميع الممارسات اللاأخلاقية غير مقبولة ولا يعتبر جميع الممارسات الأخلاقية مقبولة، فهو يمنع أحياناً بعض الممارسات المقبولة ويتعامل بتناقض مع بعضها الآخر. فعلى سبيل المثال يعاقب القانون بشدة الرجل المتزوج من امرأتين ولكن من جهة أخرى لا يعاقب القانون الرجل نفسه إذا كانت له ارتباطات مع أربعة نساء اتخذهن كصديقات له وأنجب منهن الأولاد.. بل ويعترف بأبوته لهم وبالحقوق المالية والميراث والنفقة على المرأة والأولاد.
هذه هي النظرية الأخلاقية التي استمدت تشكيلاتها من حكم المنطق ، بل ولا توجد نظرية غربية واحدة متكاملة تستطيع حل هذا الموضوع لأن ذلك يعود لأسباب تاريخية وقديمة حيث تأثرت الديانة المسيحية بالديانة الرومانية واليونانية الوثنية ، وخلال عصر النهضة أصبح دور الكنيسة المسيحية هامشياً ومحدوداً مما أتاح لبعض الأفكار والمعتقدات الرومانية واليونانية بالظهور من جديد مما شكل وضعاً معقداً وفلسفياً لمفهوم الأخلاق في الثقافة الغربية، ثم انتشرت العلمانية بالتدرج حتى أصبحت في القرن العشرين متغلغلة في شتى مناحي الحياة.
على أن سمه هذه الظاهرة هي تهميش وتحجيم دور الدين في القيم الأخلاقية وحصره في دائرة ضيقة من المعتقدات الشخصية لكل فرد في الأمة.
إن عولمة القانون الغربي هو في جوهره انكارا للقيم الأخلاقية لأن الأخلاق مرتبطة بالدين، لذا فشل نظام العولمة في مجال الطب وأداب المزاولة ، لأن المواضيع التي استجدت في هذا المضمار قد احتاجت إلى اعتبارات دينية ، فوجد الأطباء والمجتمع بمجمله أنفسهم غير قادرين على مواجهة هذا التحدي لحاجتهم إلى هذه الاعتبارات الدينية، ولافتقار هذا النظام لعماد الأخلاق.
كما أنهم فشلوا في استحداث نظام أخلاقي طبي جديد لافتقارهم إلى تطبيق قوة القانون من سلطة الدولة وافتقارهم إلى تطبيق قانون الأخلاق بقوة من وازع الذات أو الضمير.
وأنه لمن المؤسف حقا أن المسلمين اليوم قد تركوا تراثهم الغني بالافكار ( أصول الفقه) واتبعوا جحر الغربيين ونظرياتهم وقوانينهم.
يعتبر الغربيون أن نقطة الارتكاز الأولى في المنطق لأخلاقيات المهنة الطبية تكمن في قسم " أبقراط" وقد عزز ذلك برؤية الفلاسفة والمفكرين الغربيين لتطوير النظرية الأدبية لحل المشكلات العملية..
إلا أن Beauchamps & JF Childress يعتبران الرائدان في ارساء قواعد وأسس آداب الممارسة الطبية الحديثة عند الغربيين.
نظرية الأخلاق الغربية:
حسب نظرية من Beauchamp's و FJ Childress فهناك العديد من النظريات الأخلاقية والتي تعجز كل منها على حده أن تضع حلا لجميع المعضلات الأدبية والأخلاقية ، ولا يتوفر في أي منها وضوحاً أو ترابطاً أو كمالاً أو إدراكاً واضحاً أو بساطة وواقعية تستطيع من خلالها تحقيق الغاية منها ، وقد تحتاج إلى عدة نظريات مجتمعة لحل مشكلة أدبية معينة وهذا بالطبع ثقيل ومربك.
1. فهناك مثلاً نظرية المنفعة أو الفائدة ، حيث يحكم على الفعل بأنه جيد أو سئ من خلال مقارنته بنتائجه جيدة أم سيئة؟؟ وبأن المنفعة تتحقق بتقديم أقصى ما يمكن من إيجابيات وبأقل ما يمكن من سلبيات ، إلا أنها أخفقت حين تعاملت مع الأفعال الغير أخلاقية على أساس المنفعة.
2. وهنالك نظرية الالتزام وهي معتمدة على فلسفة Kantian عمانوئيل كان (1804– 1724م) والذي أشار بأن الأخلاق تعتمد على المنطق فقط ، ورفض بدوره التقاليد والفطرة والضمير والعواطف في الحكم على الأخلاق ،وادعى بأن السبب المقبول اجتماعياً هو الذي يبرر الفعل ، وبأن الفعل مستند أساساً على الالتزام الاخلاقي.
ولكن نظرية Kantian اخفقت في حل الالتزامات المتناقضة لأنها تعتبر القوانين الاخلاقية كاملة أو مطلقة.
3. وهنالك نظرية الحق والمعتمدة على احترام حقوق الإنسان وخصوصياته وحياته وحريته والتعبير عن آرائه ، ولكنها تركز على الحقوق الفردية مما يخلق جوا عدائياً بينهم ، ناهيك عن أن الحقوق الشخصية قد تتعارض في بعض الأحيان مع الحقوق العامة.
4. وهنالك النظرية الاجتماعية التي تنص على أن الأخلاق مرتبطة بالتقاليد الاجتماعية والمتضمنة لاعتبارات الأفعال الحسنة والأهداف الاجتماعية والتقاليد... .
هذه النظرية ترفض نظرية الحق الفردي ، إلا أنها واجهت مشكلة تكمن في صعوبة الوصول إلى إجماع على مفاهيم القيم الاجتماعية في حياتنا المعقدة اليوم وما تحويه من خلافات اجتماعية.
5. وهنالك نظرية الروابط الاجتماعية والتي تستند أساساً على العلاقة بين الطبيب والمريض وعلى الروابط العائلية ، فعلى سبيل المثال قد يرتبط العمل الأخلاقي بمنع حدوث أي شئ من شأنه قطع الروابط العائلية.
والمشكلة في هذه النظرية صعوبة التعامل وتحديد المشاعر العاطفية والنفسية التي تشتمل عليها هذه العلاقة.
6. وهنالك نظرية الحالة أو الوضع والتي تعتمد على قرارات عملية تناقش فيها كل حالة على حدة ولكنها قد تعطي نتائج مختلفة لحالات متشابهة في طبيعتها وهي أيضاً عرضة بشدة للتحيز.
الأسس الأخلاقية عند الغرب:
حسب تصنيف Childress and Beau champs فهنالك أربعة قواعد لهذه الأسس:
1. قاعدة الذاتية: وهي منح المريض الحق في ابداء رأيه والأخذ بقراره في الاجراء الطبي.
2. قاعدة دفع الضرر: وهي الابتعاد عن كل ما يؤذي المريض.
3. قاعدة المنفعة: وهي كل ما يحقق الفائدة والمعقولية ومواجهة التكاليف أمام حدوث المخاطر.
4. قاعدة العدالة: وهي النظر والبحث في المنفعة والتكلفة والمجازفة من المخاطر المحتملة بطريقة موضوعية.
إن هذه الأسس وإن وجد فيها بعض التطابق مع قواعد الشريعة الإسلامية إلا أنها ليست في شمولية مقاصد الشريعة ، وتبقى عاجزة عن تغطيتها الكاملة للموضوع، كما أن تطبيقها العملي يتطلب سن قانون يحميها وينظم عملها
ولكن النظام الإسلامي يمكنه أن يفيد كثيراً في تعديل وتصويب نظرية الآداب والأخلاق عند الغرب من خلال ضوابطه الفقهية الشمولية.
الصفات العامة للأخلاق الإسلامية:
إن الأداب والأخلاق في الإسلام أمر حتمي لأنها مستمده من مصدر إلهي " الخالق" ، أما القوانين الوضعية فهي لا تستمد من تشاريع إلهية لذلك تفشل في واقع الحياة.
فما على الإنسانية سوى تطبيق تعاليم الإسلام في حياتها اليومية وبالتالي ستتجنب تلقائياً جميع الممارسات اللاأخلاقية ( الحرام) وتقوم بجميع الممارسات الثابتة الأخلاقية ( المباح).
كما أن هذه التعاليم ثابتة وفي نفس الوقت متغيرة. فالأسس الثابتة للأخلاق تصلح لكل زمان ومكان، أما التطبيقات المفصلة والدقيقة لهذه الأسس فهي متغيرة حسب تطور العلوم والتكنولوجيا، فالإسلام لا يفصل بين الآداب والأخلاق، كما أنه لا يفصل بين الآداب والشريعة، والشريعة الإسلامية تضم مجمل هذه الآداب والأخلاق والقوانين.
ويعتبر الإسلام أن العقل الإنساني ( إذا لم يتأثر بوساوس الشيطان) له القدرة على التمييز بين ما هو صواب وما هو خاطئ في معظم مشكلات الحياة ما عدا بعض المعضلات الغامضة التي يحتاج فيها العقل الإنساني إلى مؤشرات خارجية لحلها ( كالوحي) للوصول إلى النتائج الصحيحة.
كما يعتبر الاسلام الأخلاق الطبية كباقي الممارسات الأخلاقية في شتى مجالات الحياة، وليس للأطباء أخلاقيات خاصة بهم دون غيرهم، وما نتحدث عنه اليوم عن أخلاقيات المهنة الطبية ما هو إلا أسس أخلاقية عامة استخدم فيها هذا المصطلح لأغراض وأهداف طبية.
قد يستغرب البعض أن بعض المشكلات الطبية يمكن حلها بتجنبها، وهذا جزء من التعاليم الإسلامية في اجتناب الشبهات، فالرسول صلى الله عليه وسلم علمنا كيف نتجنب الشبهات " دع ما يريبك إلى ما لا يريبك".
ومما سبق نخلص إلى القول بأن النظرية الأخلاقية في الإسلام تتمحور حول منظومة مقاصد الشريعة والتي تعمل وفق خمسة أهداف هي:
1. حفظ الدين
2. حفظ النفس
3. حفظ النسل
4. حفظ العقل
5. حفظ المال
وأن أية مداخلة طبية يجب أن تحقق جميع هذه الأهداف الخمسة حتى تعتبر أخلاقية، وحتى يتم تحقيقها يجب أن تكون هذه الأهداف مرتبطة ووثيقة الصلة بالممارسة الطبية المستمدة من الأسس الشرعية الاتيه:
· النية " القصد"
· التأكد " اليقين"
· الأذى " الضرر"
· التعب " المشقة"
· الأعراض " العادات"
الأهداف الطبية = مقاصد الشريعة :
1. حفظ الدين:
وهو مرتبط بحفظ الصحة الجسدية والصحة العقلية.
وحفظ الدين مرتبط بالعبادة التي يسعى كل إنسان لتحقيقها ، لذلك يعتبر العلاج الطبي مساهماً رئيسياً في العبادة بتوفير الصحة الجيدة للإنسان العابد سواء العقلية أو الجسدية كي يقوم بواجب العبادة من الصلاة والصيام والحج، أما الإنسان الضعيف فليست له المقدرة على آدائها بشكلها السليم. كما أن التوازن العقلي هام جداً للفهم الصحيح للعقيدة السليمة البعيده عن الانحرافات الخاطئة ولأن العقيدة هي أساس الدين.
2. حفظ النفس:
إن الطب لا يمكنه منع او تأخير حصول وقت الوفاة لأن ذلك بيد الله وحده، ولكنه يحاول الحفاظ على أفضل مستويات الصحة لحين وقت الوفاة. فالطب يساهم في الحفاظ على الحياة واستمراريتها بواسطة المحافظة على الوظائف الفسيولوجية للجسم بشكلها الجيد.
والتخلص من المؤثرات المرضية التي تفتك به سواء بالوقاية أو بالعلاج أو بإعادة التأهيل.
3. حفظ النسل:
يولي الطب اهتماماً بالأطفال وبصحتهم ويعتبرها أساساً لنشأتهم بشكل صحي وسليم لحين البلوغ، كما يهتم بمعالجة العقم عند الذكر أو الأنثى لتحقيق الانجاب. بل ويتعداه إلى العناية بالمرأة الحامل وبالمولود بعد الولادة لتتم تنشئته بشكل صحي وسليم.
4. حفظ العقل:
إن دور الطب مهم جداً في هذا المجال ، فإذا ما وجد مرضاً جسمياً عند المريض وأدى هذا المرض لتوتر او قلق نفسي وعقلي عنده فإن القلق يزول بمجرد زوال العلة المسببة للمرض كما أن معالجة حلالات العصاب أو الذهان تجعل المريض يحافظ على وظائفه النفسية والإدراكية بشكلها السليم والمتوازن. كما أن معالجة الادمان الكحولي والإدمان على العقاقير تمنع حدوث الاضطرابات السلوكية المختلفة.
5. حفظ المال:
إن صحة الأفراد مهمة جداً لأنهم مصدر الثروة الحقيقية للمجتمع ولهذا يتوجب رعايتهم ومعالجة أمراضهم والوقاية من حدوثها ، فالمجتمعات التي تنتشر فيها الأمراض هي قليلة الانتاج نسبة إلى المجتمعات ذات الأفراد الأصحاء.
إلا أن هذا المفهوم قد يتعارض في بعض الحالات الاستثنائية مع بعض الامراض التي تستعصي على العلاج وتستهلك طاقات وأموالاً طائلة قد يفيد استخدامها واستغلالها في أمراض أخرى يمكن شفاؤها، وإن مثل هذه الحالات يمكن حل الخلاف فيها بالرجوع إلى تطبيق مفهوم قواعد الشريعة.
الأسس في الممارسة الطبية = قواعد الشريعة
1. قاعدة النية:
وهي أولى الأسس وتسمى " بالقصد" وتضم تحت عنوانها حل الكثير من المعضلات الطبية التي تواجه الطبيب خلال ممارسته والتي يمكن الحكم عليها من خلال النية أو القصد على اعتبار أن "الأمور بمقاصدها" وهذا يستدعي من الطبيب أن يستنير بضميره، فهنالك الكثير من الاجراءات والممارسات الطبية التي تخفي عن أعين الناس ، فقد يتخذ الطبيب قراراً بشأن مريضة قد يبدو في ظاهره مقبولاً ومرضياً إلا أن في نيته أمراً مختلفاً تماماً عما هو ظاهر، ومثالاً على ذلك الطبيب الذي يحقن المورفين لمريض يشرف على الموت ويشكو من آلام مبرحة بقصد إحداث تثبيط تنفسي يسبب له الوفاة.
فأساس العمل النية وليس المعنى الحرفي أو اللفظي للكلمة أو الموضوع " المقاصد والمعاني لا الألفاظ والمباني".
والنية في الحكم الفصل في مسائل الجدل القانوني المعتمدة على التعابير اللفظية المختلف عليها في الأفعال ، كما يحدث مثلاً في حال اتخذ الطبيب قرارا في اجراء الاجهاض للمرأة الحامل قبل مرحلة نفخ الروح في الجنين.
وضمن هذا المبدأ فهنالك قاعدة أخرى تقول بأن " الوسائل لها حكم المقاصد" ، ما يعني عدم فائدة الأعمال الطبية إذا تمت بوسائل غير أخلاقية.
2. قاعدة اليقين:
إن الطب الحديث لم يستطع حتى الآن بلوغ المعايير الدقيقة لليقين والتأكد من التشخيص أو العلاج، تلك المعايير التي حددتها القوانين والأنظمة المعمول بها، بل هي تعتمد في أغلب الأحيان على غلبة الظن، وحيث لا يمكن اتخاذ قرار ما لمجرد الظن أو الشك أو التردد كذلك فلا وجود لليقين أو التأكد دون وجود للشك أو الظن أو التردد في المفهوم الطبي.
إن غلبة الظن تكون حين يوجد دليلاً ظنياً لخيار ما دون الآخر.
أما الظن فهو رغبة لخيار ما دون وجود دليل كاف على ذلك الخيار.
أما الشك فالدليل على أن الخياران متساويان.
إن المعالجات التجريبية اليوم تجرى دون التأكد من نتائجها ، وفي كثير من الأحيان يكون العلاج مبنياً على تشخيص افتراضي، وقد تكون المعالجة عرضية دون العثور على مسبب للمرض.
كل ما في الطب هو احتمالي ونسبي بما في ذلك العلاج، وعندما يشخص الطبيب مرضا ما فإن تشخيصه يبقى كما هو لحين الحصول على معلومات مؤكدة تشير إلى عكس ذلك ، عملاً بالقول "الأصل بقاء ما كان على ما كان".
وتنطبق هذه القاعدة أيضاً على التبديلات المرضية والحالات السريرية ، حيث ترد الأشياء إلى ما كانت عليه سابقاً إلا إن وجد دليلاً يخالفها ، فالحالات المرضية التي لا يعرف لها سبب للمنشأ يجب تركها على حالها ما لم يتوفر دليل يخالف ذلك " القديم يترك على قدمه".
وهذا المبدأ يمنع من اجراء المداخلات الطبية الغير ضرورية للتشوهات والإعاقات التي لا تسبب ضرراً يذكر لصاحبها. وهذا الأمر مقبول عرفا منذ زمن بعيد حيث أن كل ما لا يضر يترك على حاله.
ومن هذا المفهوم " اليقين" فإنه يسمح بإجراء جميع الممارسات الطبية مالم يثبت بدليل واضح ما يحرم ذلك الإجراء " الأصل في الأشياء الإباحة".
3. قاعدة الضرر:
من المعروف بأن المداخلات الطبية تهدف إلى إزالة الضرر وحدوث الشفاء " الضرر يزال" ، وعلى الطبيب أن لا يحدث ضرراً للمريض خلال عمله عملا بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم " لا ضرر ولا ضرار" بل من واجبه تفادي الضرر قدر الامكان " الضرر يدفع بقدر الامكان".
والضرر عند حدوثه يفترض به أن يكون حديث المنشأ " الضرر لا يكون قديماً" ولهذا السبب يجب أن يزال إلا إذا توفر دليلا يخالف هذه القاعدة.
كما أن الضرر لا يعالج بوسيلة تؤدي إلى ضرر آخر يماثل حجم الضرر الأول فإن " الضرر لا يزول بمثله".
ومن هذا المنطق فإنه عند توقع حدوث تأثير جانبي لعلاج أو مداخلة ما فإننا ننظر هل الضرر بنفس حجم الفائدة؟ فإن كانت كذلك فإننا نتبع مبدأ الأولوية في تجنب الأذى عن الفائدة " درء المفاسد أولى من جلب المصالح" . أما إن غلبت الفائده على الضرر فإن الفائدة هي الأولى.
وفي بعض الأحيان يواجه الأطباء معضلة طبية (ذات حدين) يمكن أن تقبل التحريم أو التحليل ، وما يشير إليه الشرع في هذه الاحوال أن التحريم له الأولوية على التحليل إذا ما خير المعالج في الأخذ بأحد الأمرين " إذا اجتمع الحلال والحرام غلب الحرام الحلال".
وكذلك إذا توجب على الطبيب اتخاذ أحد القراران الطبيان الضاران بالمريض وليس هنالك من طريقة أخرى سوى الخيار بينهما ، فإنه يختار أقل الضرران لتفادي الضرر الأكبر " الضرر الأشد يزال بالضرر الأخف" ويطبق الأمر نفسه على المداخلات الطبية التي تغلب فيها المصلحة العامة على المصلحة الخاصة " المصلحة العامة مقدمة على المصلحة الخاصة". فقد يتحمل المرء ضرراً لنفسه من أجل المصلحة العامة " يتحمل الضرر الخاص لدفع الضرر العام".
فعلى سبيل المثال عندما يجتاح وباء ما بلداً ما فإن الدولة قد تحد من حرية وحركة المواطن، علماً بأنها لا تستطيع انتهاك حق المواطنين إلا إن كان ذلك لمصلحتهم.
نظام المهنة
الضوابط الفقهية
إن ضوابط الفقه عبارة عن مبدأ عام يطبق في الحالات الخاصة في مجال واحد من القانون (الشرع) والضبط أضيق شمولية من القاعدة وفيه اعتبارات استثنائية أقل من القاعدة الفقهية ويعالج فقط فصلا واحدا من الفقه بينما القاعدة تعالج فصولاً متعددة.
ما ينظم عملية المراقبة والضبط:
- على الطبيب أن يكون ذا كفاءة عاليه ( الاتقان)
- أن يقدم العمل المميز والممتاز ( الاحسان)
- أن يكون متوازناً في أفعاله ومواقفه.
- أن يدرك أنه مسؤول عن أمانة كبرى ( الأمانة)
- أن يكون دائماً ناقداً لذاته ( المحاسبة)
وقد ذكر الإمام النووي في كتاب الأذكار ما يزيد عن الثلاثين حديثاً شملت جوهر القيم الإسلامية " مدار الإسلام" وهي بمثابة مؤشرات عامة لكيفية آداء العمل الطبي.
إنما الأعمال بالنيات ، والأفضل اجتناب الشبهات ، وترك ما لايعنيك ، وأحبب للآخرين ما تحبه لنفسك، ولا تؤذ أحداً وأد النصيحة باخلاص وأمانة، واجتنب المحرمات ، وواظب على الفروض ما في وسعك، واجتنب الجدل العقيم وكثرة السؤال ، وازهد عن المباهج الدنيوية وعما بين أيدي الناس وعش حياتك بنظام وفق شرع الله ، وليكن ادعاؤك بدليل، أما في المسائل الخلافية فاتبع ما يمليه عليك الضمير ولو خالفك الآخرون رأيك فالعمل الصالح يطمئن القلب بينما الإثم يثقل عليه.
يجب أن يكون أداؤك كطبيب عالي الجودة والكفاءة في كل مساعيك ، وأن تحفظ لسانك من أذى الآخرين وأن السكوت أفضل من التكلم بما يؤذي الناس.
واجتنب الغضب وسوراته ، ولا تنتهك حدود الله ومحارمه واستحضر وجوده في جميع مواقفك وأفعالك، وافعل الحسنة لتذهب السيئة وخالق الناس بخلق حسن، وعود نفسك على كبح جماحها وعلى عادة التواضع والاحتشام واحرص على أن تكون موضوعياً متفاعلاً مع المجتمع، واطلب العون من الله واجتنب الظلم وانتهاك المحرمات .... الخ
الالتزام الطبي:
انه لفرض عين على كل طبيب أن يقدم خدماته الطبية لكل مريض في البلده ان لم يكن فيها طبيبا غيره أو جاءه مريضا طالباً منه أن يعالجه وأن كان في البلدة طبيباً غيره.
أما أن وجد في البلدة أكثر من طبيب كفؤ فإن هذه الخدمة المقدمة تصبح فرض كفاية عليه.
ويعتبر الطبيب مسؤولا عن مريضه ما أن يبدأ العلاج له حتى وان وجد أطباء آخرون بنفس الكفاءة في مجتمعه المحلي.
احترام الذات للمريض:
ان احترام الذات متعلق بالمبدأ الشرعي " النية" أو القصد، وعلى جميع العاملين في الحقل الطبي أن يوجهوا جل اهتمامهم وقصدهم لمصلحة المريض. فالمريض وحده يملك قرار نفسه بينما الآخرون لا يملكون حق تقرير مصيره خوفاً من التأثر بالاعتبارات الشخصية في اتخاذ القرار.
لهذا السبب يجب أن تتم جميع الاجراءات الطبية بموافقة المريض ولا يسمح بأي تدخل طبي عليه دون موافقته إلا في حال عدم أهليته القانونية أو الشرعية لأخذ الموافقة منه ، وفي هذه الحالة يسمح الشرع لأشخاص آخرين باتخاذ القرار عنه .
الحقيقة وكشف السر الطبي:
من أدب المهنة أن يصارح الطبيب مريضه بكامل الحقيقة ، فله الحق في معرفة الفوائد والمخاطر التي قد تنجم عن العمل الطبي ولافساح المجال أمامه كي يحكم بنفسه على إمكانية تحمل مثل هذا الاجراء أم لا.
كما أن على الطبيب أن يناقش مريضه بصراحة وأن يوضح له خلفيات الأمور وتوابعها...ألخ
وعليه التنبه إلى المرضى الذين قد تؤثر المعلومات الزائدة أو الصراحة الكاملة في قرارتهم الشخصية بحق أنفسهم فيصبحون في حيرة وقلق، أما البعض الآخر فلا يتأثر بذلك. والرسول صلى الله عليه وسلم كان يكلم الناس بحسب قدرة فهم عقولهم.
الخصوصية و االسرية:
ان افشاء سر المريض يعتبر انتهاكا للأمانة والثقة مما يؤدي لتزعزع الرابطة وضعفها بين الطبيب والمريض، كما أنه يؤذي المريض ( قاعدة الضرر) ولا يمكن افشاء السر إلا في حالات ملحة فقط ( الضرورات).
ويجب على الطبيب أن يحفظ سر مريضه، وعلى المريض ألا يبوح بعيوب نفسه ( ستر المؤمن على نفسه).
والقرآن الكريم حرم ما هو فاضح أو مخجل إلا ان كان فيه رفعاً للظلم ، فعندئذ لا يستطيع الطبيب الادلاء بتصريحات خاطئة، كما يحدث في الدعاوي القضائية والشهادة في حالات الجرائم التي فيها ظلم.
الاخلاص:
هذا المبدأ يتطلب من الأطباء الوفاء والاخلاص مع المرضى وهذا يشمل الوفاء في العمل والوفاء على ما جرى الاتفاق عليه والوفاء على الرابطة والثقة والأمانة.
فإذا ما تخلى المريض عن العلاج في أي مرحلة من مراحله دون علم الطبيب بذلك فإن ذلك يعتبر خيانة وانتهاكاً للثقة.
وقد يجد الطبيب نفسه مكبلاً بتعهده والتزاماته ويرى في نفس الوقت أن من واجبه حماية طرف ثالث بضرورة الكشف عن مرض معد أو سلوك خطر يتعلق بمريضه أو يواجه وضعا يتطلب منه ولائين أحدهما لمريضه والآخر للعرف والتقاليد، أو وضعاً أمام حالتين مرضيتين تنشآن معا كالام الحامل وجنينها.
أو يواجه دورا مزدوجاً خلال آداءه لمهنته كطبيب ومحقق على سبيل المثال .. وكثير من المواضيع الآخرى التي يمكن حلها جميعا بالرجوع إلى " المقاصد" و " القواعد" الشرعية الإسلامية.
القدرات المهنية والإدارية لاخصائي التحاليل الطبية
حيث إن إتقان العمل جزء لا يتجزأ من منظومة الأخلاق الإسلامية لقول الرسول صلى الله عليه وسلم " إن الله يجب إذا عمل أحدكم عملاً أن يتقنه" ولكي يتقن أخصائي التحاليل الطبية عمله لابد من التزود بالعديد من المهارات لأن فاقد الشئ لا يعطيه ومن هنا ركزت مبادئ الأخلاق الطبية على ضرورة أن يكون الممتهن لهذه المهنة حاذقاً حتى يمكنه آداء عمله بصورة جيدة.
1) هناك شطران رئيسان يصبان في إيجاد القدرات المهنية الجيدة
1. الشق النظري
وهو ما تم تعلمه من الكتب ، الأساتذه ، حلقات النقاش، الاحتكاك بالزملاء ، مواكبة المستجدات في هذا المجال عن طريق برامج التعليم المستمر سواء كان عن طريق التعلم الذاتي أو عن طريق مؤسسة تعليمية أو مهنية.
2. الشق العملي
ويمثل اكتساب المهارات العملية اللازمة لآداء المهنة بصورة جيدة ومنها:
التدرب على طرق الحصول على العينات الصحيحة من المريض لأنها خطوة مهمة وأساسية حيث أن العملية التحليلية تعتمد في البداية على أخذ العينة الصحيحة من المريض ، وهذا البند فيه تفصيلات كثير نذكر منها:
· معرفة نوع التحليل المطلوب
· التعليمات الواجب اعطاؤها للمريض مثل أن يكون صائماً ، مستلقياً على ظهره.....
· الوقت المحدد لأخذ العينة " الصباح الباكر، بعد الأكل , قبل أو بعد تناول العلاج....
· طبيعة العينة " دم ، بول ، براز.......
· الإناء الذي توضع فيه العينة ، " أنبوبه عادية، أنبوبة معقمة ، أنبوبة بها مادة مانعة للتجلط...
· الاحتياطات اللازمة لضمان وصول العينة للمختبر مثل نقلها بسرعة أو في صندوق الثلج ، عدم تعرضها للهز الشديد ، الحماية من الضوء ، عدم تعرضها لدرجة حرارة عالية ، عدم تحلل الكرات الحمراء.....
· البطاقة المرفقة بالعينة واحتوائها على معلومات كافية تشمل اسم المريض – عمره – وقت سحب العينة – الفحص المطلوب، التاريخ ..........
· التدرب على اجراء التحاليل اللازمة بطريقة صحيحة ومهنية وبدقة متناهية وفي هذا السياق يلزم:
· معرفة اسم التحليل المطلوب
· معرفة معلومات دقيقة حول طبيعة التحليل، الأساس الطبي وأهميته ، التفاعلات الموصلة للنتيجة السليمة ، مصادر الاخطاء....
· الأجهزة المطلوبة لاجراء التحليل والتدرب عليها وعلى طرق صيانتها لضمان الآداء الجيد لها.
· الكواشف المطلوبة وطرق تحضيرها.
· اختيار الطريقة المناسبة والتي تم تجربتها وأثبتت فعاليتها في الحصول على نتائج دقيقة.
· اجراءات السلامة والوقاية من أية مخاطر اثناء عمل التحليل ، عدم التعرض للأمراض المعدية ، مخاطر التعامل مع الكواشف والأجهزة.
· تفاصيل الخطوات العملية ، وكيفية استخدام المحاليل القياسية ، والمحاليل الضابطة وطرق المحافظة عليها وتخزينها بطريقة سليمة.
· معرفة القيم الخاصة بالتحليل سواء في الحالات العادية أو المرضية وحسب العمر والجنس.
· الإشارة إلى القيم �
ساحة النقاش