كتب: آية المليجى
لا يزال مسلسل تهريب الآثار المصرية مستمرا، فيما اعتبر بعض الخبراء الأثريين، إن الآثار التى تقبع بالخارج من أهم الآثار المصرية، والتي تستطيع أن تغير التاريخ المصرى، وتعتبر سببا من أسباب تقدم الدول الأجنبية.
يقول بسام الشماع الخبير الأثرى، لـ"الوطن"، إن الآثار المصرية المهمة والنادرة يقبع أغلبها بالخارج، مثل تمثال حم إيونو مهندس الهرم الأكبر، الموجود حاليا بمتحف هليديسهايم بألمانيا، حيث إن أهمية هذا التمثال لم تقتصر فقط على أنه مهندس الهرم الأكبر بل أنه التمثال الوحيد له.
وأضاف الشماع، أنه يوجد فى المتحف البريطاني جدريات ملونة للمصري القديم "نب أمون" وهو شخصية مصرية كانت تحتل مكانة عالية فى المجتمع المصرى القديم، ما جعل الإنجليز يقومون بتأليف كتاب عنه.
وذكر أيضا أن من ضمن التمثايل المهمة الموجودة بالخارج، تمثال مهندس الهرم الثانى "عنخ حا أف" موجود بمتحف بوسطن بأمريكا، وأيضا معبد دندور والتى أهدته الحكومة المصرية إلى أمريكا، ويقع حاليا بمتحف المتروبوليتان بنيويورك، وتعجب الشماع من قرار الحكومة المصرية بإهدائها الكامل للمعبد حينما ساعدت منظمة يونسكو وأمريكا فى إنقاذ الآثار النوبية.
وأشار الشماع أيضا، إلى أهمية لوحة الأبراج السماوية والتى تشرح علوم الفلك، وهى تزين الآن سقف متحف اللوفر بباريس، إضافة إلى حجر رشيد الموجود بالمتحف البريطانى.
وذكر الشماع، من أهم الآثار المصرية المهربة للخارج أقدم رداء كتانى فى التاريخ يعود تاريخه ما بين 4000 إلى 5000 سنة قبل الميلاد، تم اكتشافه فى مقبرة بمنطقة طراخان بجنوب القاهرة، ويقبع حاليا بمتحف بيترى بلندن، ويطلق عليه أقدم فستان فى التاريخ.
وتابع الشماع أن عملة كليوباترا توجد بالمتحف البريطاني، موضحا أن أهمية هذه العملة تكمن في توضيح محدودية جمال الملكة كليوباترا، عكس ما صورته الأفلام السينمائية بجمال الملكة كليوباتر، وتستطيع هذه العملة تغيير فصل من فصول التاريخ.
وأيضا وجود مخطوطة من أعمال العالم المسلم الجزرى والتى توضح شرح بالألوان لأول ساعة مائية أوتوماتيكية، بمتحف الفن الإسلامى بالكيان الصهيونى.
واتفق معه الدكتور عماد مهدى الخبير الأثرى، حيث ذكر أن الآثار المصرية الموجودة بالخارج من أهم القطع الأثرية المصرية، واعتبر مهدى أن البرديات الموجودة أهم من التماثيل والقطع الأثرية، حيث تعتبر البرديات من مصادر التوثيق للتاريخ المصرى.
وأضاف من أهم البرديات الموجودة بالخارج، لوحة "باليمر" الموجودة بإحدى المتاحف فى إيطاليا، حيث ترصد اللوحة قائمة الملوك من الأسرة الثالثة إلى الأسرة الخامسة، وتحتوى على تفاصيل إحصاء عدد الماشية والحقول والبساتين فى مصر، إضافة إلى حصد لنسبة الفيضان فى عصر كل ملك، وهو ما اعتبرها مهدى من أهم مصادر التوثيق.
وأيضا، بردية أيبور الموجودة حاليا فى متحف ليدن بهولندا، وتعتبر من أهم البرديات والتي ذكرت فترة بني إسرائيل في مصر، وتوثيقها لسنين العجاف التي مرت بها مصر إبان عصر سيدنا يوسف عليه السلام.
إضافة إلى بردية إديون سميث، والتي تكشف أسرار الطب والأطباء عند المصرى القديم، وأرجح مهدى أن سبب تقدم أوربا فى العلوم والتى كانت تعيش فى عصور الظلام هو اهتمامها بالبرديات المصرية، والتى تعتبر من أهم مصادر التوثيق للتاريخ.