موسوعة المؤرخ بسام الشماع

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

حوار : نرفانا محمود

تمثال رمسيس الثانى اكتشاف أثرى كبير تم استخراجه من منطقة المطرية الأثرية يوم الخميس الماضى تحت إشراف البعثة المصرية الألمانية, وقد آثار جدلا واسعا فى الشارع المصرى حول طريقة استخراجه؛ الأمر الذى أفقد المصريين فرحتهم بهذا الاكتشاف ، وحول حقيقة منح رمسيس الثانى 3 دولار لأهالى المطرية، وكسر رأس التمثال أثناء استخراجه تحير الشعب المصرى..


آثرت “دار المعارف” أن تقف على الحقيقة فأجرت هذا الحوار مع عالم المصريات بسام الشماع ليوضح لنا حقيقة الأمر فكان الحوار كالآتى:


بداية ما رأيك فى هذا الاكتشاف الأثرى ؟


– اكتشاف مذهل وألف مبروك لمصر ويجب على المصريين أن يفرحوا به, ولكى نوضح أهميته يجب أن نرجع إلى الخلف قليلا ونرى الصورة بشكل أوضح وأعم ونوضح أهمية المطرية نفسها.


فالمطرية تعد أهم عاصمة في تاريخ مصر القديم, ويطلق عليها مدينة أون أو مدينة أيونو وهى مكان أول حجر وضعه المصرى القديم فى معبد كبير, وقال إن هذا الحجر الذى على شكل هرمى هو أول حجر سقطت عليه الشمس, وهذا هو الاعتقاد الدينى, ومعنى ذلك أن المطرية هى أول من صدرت لمصر وللعالم فكرة المسلة وفكرة الشكل الهرمى وذلك أثر فى المعمار ليس فى مصر فقط بل فى العالم بأكمله.


كما كانت أون القديمة معهدا دراسيا وكانت تشع ثقافة وعلم وابتكار لدرجة أن أفلاطون الذى علم العالم الفلسفة جاء المطرية ( أون) ودرس فيها.


أُطلق على المطرية أيضًا “مدينة المسلات” من قبل كهنة “أون”، واشتهرت بوجود مسلة الملك سنوسرت الأول الذي حكم مصر لمدة 45 عامًا، وما زالت واقفة في مكانها حتى يومنا هذا، ويبلغ طولها 20.4 متر ووزنها 121 طنا, كما قال المؤرخ عبداللطيف البغداداي عام 1190، أنه رأى إلى جوار تلك المسلة أخرى مكسورة إلى نصفين، ولم تعد موجودة لأسباب غير معلومة، غير أن المسلة الموجودة في لندن وأخرى في نيويورك والمسلة الموجودة بالمتحف المصري من مكتشفات منطقة المطرية.


ويوجد “معبد أون” تحت أرضها، وهو أشهر معبد للشمس في مصر القديمة، ويكبر مرتين عن حجم معابد الكرنك، لذا يطالب الآثار بالتنقيب عنه.


ما رأيك فى الشائعات التى أثيرت حول كسر التمثال وما حقيقة ذلك؟


شائعات لا أساس لها من الصحة و حدث تسرع فى اتهام الوزارة بكسر التمثال فلا يوجد عالم آثار فى العالم يريد أن يخرج تمثالا مكسورا, كما أنه لو كان تم كسر التمثال فلن يخرج الكسر بهذه الحرفية, فإذا نظرنا للتمثال نجد أنه مقطوع بشكل حرفى كقطع السكين لقطعة زبد وبطبيعة الحال لو كان الكسر تم باللودر فستكون الكسور عشوائية.


لماذا لم يخرج الجسم أولا؟


يعد هذا تصرف مهنى فلو قاموا بسحب الجسم أولا وحدث أن انزلق فسوف يسقط على الرأس والأذن ويقوم بكسرها، لذا قاموا بسحب القطع الصغيرة أولا.


إذن كيف ترى أداء الوزارة فى ترك التمثال دون حراسة؟


هناك بعض السلبيات دونما شك فمثلا أنا غير موافق على استخدام اللودر لرفعه وذلك لأن كان من الممكن عندما يتم شفط المياه التحت أرضية – والتى أطلقت عليها المولتوف السائل لأنها تحتوى على صرف صحى ومجارى ويوريا ومياه جوفية.. مولتوف قاتل بالفعل لأى شىء – الذى قاموا به كان من الممكن حدوث خلل فى التربة يؤدى لهبوط أرضى وكارثة بشرية وكسر للتمثال لذلك أنا لست مع استخدام اللودر. كما أننى أرى أنه لم يكن من المفترض رش التمثال بالماء بمجرد خروجه من التربة بينما كان الأصح أن يوضع فى مياه حلوة فى خزان.


أما عن تركه هكذا دون حراسة فكارثة كبرى والأخطر هذه الصورة التى التقطت لأطفال بجوار التمثال وفوقه, و لا ألوم على الأطفال بينما اللوم على المصور الذى جمعهم هكذا من أجل دعاية أكبر للجريدة التى يعمل بها، وكان من الأحرى أن ينبههم ويبعدهم عنه إذا رآهم كذلك.


الأرض موقع الاكتشاف هل هى بالفعل تابعة إلى وزارة الأوقاف؟


لست متأكد من هذا الأمر تحديدا ولكنها إذا كانت تابعة لوزارة الأوقاف فأنا أطالب وزارة السياحة الاتفاق معهم وعدم تسليمهم الأرض بقرار سيادى وذلك لإعطاء الفرصة للبحث عن آثار أخرى قد تتواجد فى هذه الأرض.


أخيرا كيف ترى تبعات ذلك على السياحة المصرية؟


هذا الاكتشاف الملحمى سيعود بالنفع على السياحة المصرية ويجذب كل العيون إلينا إذا ما استطعنا استغلاله جيدا فمثلا هذه القطعة سيتم ترميمها ووضعها فى المتحف المصرى وأنا أرى ضرورة ألا يتحرك هذا الأثر من المطرية وتبنى حوله غرفة زجاجية ويعمل بها المرممين المصريين، وتعرض على السياح فكرة جديدة على مصر وهو سياحة مشاهدة العلماء، وهذه الفكرة رأيتها بأحد المتاحف بأوربا وكان هناك عالم ينظف حفرية ديناصور والسياح مأخوذين به وبمشاهدته.


على أن تكون مثلا تذكرة الذهاب للمطرية بـ ١٠ دولار ويكتب على التذكرة بكل لغات العالم أن هناك ٣ دولار مخصصة لأهالى المطرية للنهوض بهم اقتصاديا واجتماعيا ومن كافة النواحى.


هذه الفكرة تفيدنا فى سياحة خارج الصندوق كما أنها ستعيد ثقة العالم فى المصمم المصرى بعد حادث ذقن توت عنخ آمون.


وأخيرا أقول للمصريين يجب أن تفرحوا بهذا الاكتشاف، كما أنصح بتسوير كل المنطقة الأثرية وعدم التوقف عن التنقيب وأنصح أيضا بحتمية قيام حملة تطوعية لتوعية أهالى الأماكن المجاورة للمناطق الأثرية وإشعارهم بأنهم جزء من هذا الاكتشاف.. وأنا أول المتطوعين.

 

bassamalshammaa

المؤرخ بسام الشماع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 83 مشاهدة
نشرت فى 9 يوليو 2017 بواسطة bassamalshammaa

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

bassamalshammaa
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

121,748