موسوعة المؤرخ بسام الشماع

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

authentication required

تسبب مؤلفو كتاب الدراسات الاجتماعية للصف الرابع الابتدائي في إثارة جدل بين أولياء الأمور بسبب درس عن الحياة الاقتصادية في عهد قدماء المصريين، حيث ذكر الكتاب معلومة تؤكد أن بلاد "النوبة" دولة خارجية، وكانت ترسل لها مصر بعثات تجارية ضمن تجارتها الخارجية.

وثار جدل بين أولياء الأمور على صفحة "مبادرة حوار لتطوير المناهج"، وهي إحدى الصفحات التي تناقش تطوير المناهج الدراسية المصرية، على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" حول جزئية في درس خاص بتاريخ الفراعنة وتحديًدا فقرة خاصة بالتجارة الخارجية وما كانت ترسله مصر من بعثات تجارية إلى دول الخارج، وذكر الكتاب أن من ضمن هذه الدول "النوبة" واعتبار مؤلف الكتاب أن "النوبة" بلد منفصلة عن مصر، وهذا ما اعتبره البعض أمرًا خطيرًا.

تقارير ومتابعات


مصر تتجه للطاقة البديلة بقوة.. و"الأطلس الشمسي" الدليل لتنظيم إنتاج "الكهرباء"‎ بشكل موفر

"الذئاب المنفردة".. أشباح الدمار التي تحركها داعش بـ"الريموت"

مثقفون يجيبون: هل يُهدد "قانون الطوارئ" حرية التعبير والرأي في مصر؟

واستغرب أولياء الأمور كيف أن مؤلف كتاب الدراسات الاجتماعية، ذكر أن "النوبة" كانت منفصلة عن مصر واعتبرها دولة خارجية، متسائلين: ما الهدف من وراء وضع مثل هذه المعلومة لطفل عمره تسعة أعوام؟


وردت إحدى مدرسات الدراسات الاجتماعية على البوست الذي نشرته الصفحة، قائلة: "أنا لاحظت الفقرة دي فعلا ومردتش أذكرها للولاد".


فيما ذكرت والدة طفل، أن ابنها بالفعل سألها قائلًا: "هي النوبة مش في مصر"؟ مضيفة أنها نفسها لم تعرف الإجابة.


بينما أفاد أولياء أمور آخرون بأن "النوبة" كانت بالفعل في عهد الفراعنة إمبراطورية لا علاقة لها بمصر، وأن المؤلف ذكر ذلك في سياق الدرس الذي يتحدث عن تاريخ الفراعنة وليس في العصر الحديث مؤكدين أنه كان يجب عليه التوضيح.


لفت أولياء أمور آخرون أنه الآن معروف أن النوبة في أسوان، وكان يجب على مؤلف الكتاب أن يشير إلى ذلك بين قوسين، أو كمعلومة إضافية إثرائية لا يمتحن فيها التلميذ، أو أن لا يذكر كلمة الـ "النوبة" من الأساس حتى لا يثار لغط حولها.


"بوابة الأهرام" بحثت عن الحقائق التاريخية عن منطقة النوبة، ولكن محرك البحث على جوجل جلب العديد من اللغط التاريخي الدائر حول "النوبة"، خصوصًا والكل يعلم خطورة ملف النوبة وحساسيته، مما يؤكد وجهة النظر القائلة بأنه كان يجب على المؤلف إما أن يوضح الحقائق التاريخية حول الأمر أو أن لا يذكر كلمة النوبة من الأساس.


الدكتور بسام الشماع أستاذ علم المصريات، أشار إلى حقائق مهمة حول "النوبة" مؤكدًا أن التاريخ يذكر أن النوبة ومصر كانا مكانين مختلفين؛ ففي بعض فترات التاريخ القصيرة احتلت النوبة مصر، وفي كثير من الأحيان احتلت مصر النوبة وهاجمت كلاهما الأخرى.


ودلل الشماع على ذلك بوجود رسومات لأشكال جنوبية أي من النوبة على جدران المعابد كأسرى حرب، وهذا يدل على أنه كان بينهما معارك، لافتًا إلى أنه على مر التاريخ كانت هناك حضارات نوبية عظيمة، ومنها حضارة مروي في شمال السودان وبلغ عدد الأهرامات التي تركها النوبيون هناك 200 هرما تقريبًا ما بين كامل البنيان أو محطم، وهذا عدد يفوق عدد أهرامات مصر والتي تبلغ 124 هرمًا، كما يوجد تمثال لأميرة نوبية تدعى أمينرديس في الأقصر، وعلى جانب آخر نجد تماثيل الإله رع في السودان. 


وتابع عالم المصريات لـ"بوابة الأهرام"، أن الملك طهارا وهو من ملوك النوبة الأشداء حكم مصر، فترة طويلة، وهناك آثار للنوبيين في الأقصر وفي متحف النوبة بأسوان.

وأشار أن الجنوب المصري دائمًا به اختلاف ولايعني هذا أن النوبيين في أسوان أعداءنا فالفرق في الصراعات آلاف السنين، بين التاريخ القديم والحديث، مؤكدًا على أن نسبة النوبيين في أسوان قليلة جدًا.


ولكن الشماع عاد ليؤكد أن النوبة الدنيا أو السفلى في مصر، أما النوبة الوسطى والعليا فهي في السودان، لذلك، نجد أن كلاهما احتل الآخر وأثر في تاريخه، لذا فإنه يشير إلى أنه وجب على واضعي كتاب الدراسات الاجتماعية الإشارة إلى تلك التفاصيل، حتى لا يختلط الأمر على التلاميذ وأولياء الأمور، أو أنه كان يجب حذف هذا الجزء، أو يذكره بدون النوبة، وكان يمكن أن يأتي به في مرحلة دراسية متقدمة يستطيع الطفل أن يعي تفاصيل هذه القضية.


الدكتورة بثينة عبد الرءوف الخبير التربوي، أكدت أنه من المعروف أن التعامل التجاري في مصر كان مع النوبة في السودان، وأن كتاب الدراسات الاجتماعية كان يجب أن يشير، إلى تلك النقطة ويوضح الحدود المصرية، لافتة إلى أنه بذلك يقوم بعمل تشويش على عقل الطفل في تلك المرحلة العمرية التي تكون فيها مداركه محدودة للغاية.


وتابعت عبد الرءوف لـ"بوابة الأهرام"، أنه يجب أن تكون المعلومة التي تعطى للطفل في الصفين الرابع والخامس الإبتدائي، هي آخر ما توصل له التاريخ من حقائق، لافتة إلى أن اكتساب القيم في مرحلة الطفولة يعتبر اكتساب نهائي أو شبه نهائي بمعنى أنه يصعب تغييره فيما بعد، خصوصًا في الفترة من سن 4-15 سنة.






bassamalshammaa

المؤرخ بسام الشماع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 215 مشاهدة
نشرت فى 18 إبريل 2017 بواسطة bassamalshammaa

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

bassamalshammaa
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

139,316