قال بسام الشماع كاتب المصريات والمرشد السياحى ان ظاهرة تعامد الشمس على تمثال الملك الفرعوني رمسيس الثاني داخل معبد أبوسمبل جنوبي مصر،له جوانب أخرى لا تحظى بالاهتمام الكافي تتعلق بظاهرة التعامد نفسها،فالشمس تضيء ثلاثة تماثيل ولا تضيء الرابع المجاور مشيراً الى ان ظاهرة التعامد هى عبقرية لمهندس ونحات وفلكى .
وأضاف الشماع خلال لقاء خاص لبرنامج صباح الخير يا مصر بالتليفزيون المصرى الاربعاء ان الشمس تضىء ثلاثة تماثيل أثناء عملية التعامد ولا تضىء الرابع الذى يمثل الاله بتاح الذى يمثل رمزا للعالم السفلي، وهو العالم المظلم في عقيدة المصري القديم، ومن ثم فإن إضاءة هذا التمثال ستكون متناقضة مع وظيفته مضيفاً انه في معتقدات المصري القديم يمر الانسان خلال 24 ساعة من وفاته على العالم السفلي المظلم، وهناك يدخل في صراعات مع شخصيات شريرة ويساعده الرب بتاح وفقا لأعماله قبل الوفاة، وفي حال نجاحه في اجتياز هذه المرحلة يصل إلى العالم الأبدي، ولهذا السبب وجد تمثال بتاح في معبد أبو سمبل.
وأشار الى ان هناك لوحة جدارية على يمين المعبد تظهر مجموعة من الجنود وهم يضربون باستخدام العصا جاسوسا من الحيثيين، الذين حاربوا الملك “رمسيس الثاني” في معركة قادش الثانية خلال تعامد الشمس على وجه رمسيس ومعركة قادش الثانية التى وقعت بين قوات الملك رمسيس الثاني ملك مصر والحيثيين بقيادة الملك مواتللي الثاني بمدينة قادش التي تقع على الضفة الغربية لنهر العاصي في سوريا جنوب بحيرة حمص بعدة كيلومترات، وهذه المعركة مؤرخة في العام الخامس من حكم الملك رمسيس الثاني، أي حوالي عام 1274 ق.م على وجه التقريب.
وأقترح الشماع بالتحضير لتعامد الشمس على وجه رمسيس فى فبراير قبلها بفترة كافية بعمل أفلام تسجيلية ومحاضرات بعشرة لغات عن الحدث يوزع على السائح حتى يعرف المعلومات الكافية عن ظاهرة التعامد والخلفية التاريخية عن معبد أبو سمبل وبخاصة مع صعوبة دخول المرشدين السياحيين وشرحهم لظاهرة التعامد داخل المعبد مشيراً الى ان منطقة المطرية بها الكثير من الأثار المصرية التى لم تكتشف بعد وعلى رجال الجيش والشرطة حماية هذه المنطقة حتى لا يذهب بعض اللصوص بالبحث والتنقيب فيها عن الأثار.
وأردف انه لا يوجد نص فرعونى أو بردية تؤكد ان تعامد الشمس على وجه رمسيس يحدث يومى ميلاده وجلوسه على العرش مؤكداً الى انه كانت هناك علاقة قوية بين معبد أبو سمبل والمزارعين ويمكن ان يكون المعبد مع الشمس يوصل رسالة للفلاح بموعد الزرع والحصاد.
من ناحية أخرى قال اللواء مصطفى يسرى محافظ أسوان ان ظاهرة تعامد الشمس على وجه رمسيس الثانى يشهده عدد كبير من السياح فى شهر فبراير عن أكتوبر وذلك نتيجة برودة الجو فى أوروبا مشيراً الى انه تم وضع أسس للنظام وتلافى أخطاء الأعوام السابقة وجعل السياح يشاهدون ظاهرة التعامد التى تستغرق نحو 20 دقيقة أولاً قبل المصريين لافتاً ان هناك أصحاب شركات سياحية يابانية جاءوا الى مصر لمشاهدة الحدث ونقله للشعب اليابانى وهذا سيساهم بشكل كبير فى تنشيط الحركة السياحية.