العنوان : بقلم المؤرخ بسام الشماع
المقال : الفجر
معبد أبو سمبل والذي يرتحل إليه بني البشر من كل أنحاء المعمورة بغية مشاهدة ما تركه الأقدمون وكيف أنهم إستطاعوا بإمكانياتهم البدائية نحت وصناعة هذا الفن الراقي، إضافة إلي عبقرية الفن فهناك عبقرية التصميم، والذي يؤدي إلي تعامد الشمس علي وجه تمثال رمسيس كل عام في أوقات محددة.
ولكن كل ما سبق يبدو أنه لم يكن يمثل أهمية كبري لمسئولينا عن الأثار المصرية القديمة، فهم وبكل أريحية قاموا بتثبيت كشافات إضاءة والكابلات الخاصة بها علي أجسام التماثيل الموجودة علي واجهة معبد أبو سمبل.
وصف "بسام الشماع" خبير الآثار "أن كشافات الإضاءة المثبتة منذ عدة سنوات علي أقدام تماثيل واجهة معبد أبو سمبل للإضاءة هي بمثابة قنبلة موقوتة ففي حالة حدوث أي خلل كهربائي لا قدر الله، قد نفاجئ بإنفجار كهربائي قد يطيح بجزء من التماثيل، ثم تساءل: "هل هذه الكشافات تابعة للصوت والضوء؟ فلو كانت تابعة للصوت والضوء فكيف تم تثبيتها؟ وهل هي فقط موضوعة بهذا الشكل دون تثبيت؟ أم أنها مثبته في جسم الأثر؟ وكيف يتفق وجود كابلات كهرباء متدلية من علي التماثيل الأثرية الضخمة مع سلامة الأثر وصيانته؟.
وأضاف أنه يطالب وزارة الأثار بسرعة رفع هذه الإضاءات والكابلات، وأن يتم الإضاءة بواسطة كشافات من علي بعد وليس بواسطة كشافات مثبتة علي الأثر.
وفي رد من وزارة الأثار قال المهندس "وعد الله أبو العلا" رئيس قطاع المشروعات بالوزارة، "أن هذا الإضاءات أو الكشافات مثبتة منذ عام 2001م، بواسطة خبراء ومهندسي "الصوت والضوء" وأنها بالفعل مثبتة في أجساد التماثيل الأثرية، حيث أن التمثال إرتفاعة 30 متر، وكان من الضروري تثبيتها بهذه الكيفية للحصول علي الإضاءة البانورامية للصوت والضوء".
وهنا يأتي دور المتخصصين وخبراء الترميم، وكما نعرف فإن مصر لها باع كبير في الترميم، وتضم معامل الترميم المصرية كفاءات قلما تتواجد في مكان آخر بالعالم.
فيقول د أحمد عادلي أنه لم يشاهد الصور حتي الآن ولكنه وبشكل قاطع يؤكد أن وجود أي جسم غريب مثبت في جسد التماثيل الأثرية هو خطر شديد وخصيصاً لو كانت التماثيل من الحجر الجيري أو الرملي ويجب إزالة هذه الإضاءات بشكل فوري أياً كانت أهميتها وتوفير البديل لها.
أما الدكتور محمد شحاته أستاذ ترميم الأثار فقال أيضاً وبشكل قاطع أن تثبيت كابلات الكهرباء بجوار الأثر وملاصق له هي أمر في منتهي الخطورة، حيث أن كابل الكهرباء له ذبذبة تؤثر علي البناء والذي سيتضرر خلال سنوات ويتساقط.
وأضاف أن تثبيت كشافات إضاءة بجسم التمثال يُعد جريمة في حق هذا التراث الذي حافظ عليه الأجداد آلاف السنين، ثم نأتي نحن ونقوم بعمل من شأنه أن يهدم هذا التراث، فمن قام بتثبيت كشافات إضاءة وكابلات كهرباء بهذه الطريقة هو غير متخصص، وليس علي دراية بطبيعة أجسام التماثيل أو الأبنية الأثرية.
وأوضح أنه يجب أن يكون هناك حرم للأثر "ممنوع الإقتراب منه أو اللمس أو الإضافة" وفي هذا الحرم يتم عمل الإضاءات والكابلات وكل ما نريد عمله، ولكن أن يتم تثبيت كشافات الإضاءة علي جسم الأثر فهذا ممنوع ومخالف لأبسط قواعد الحفاظ علي الأثر.