موسوعة المؤرخ بسام الشماع

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

authentication required

مصريات


" الحياة في مصر القديمة( معاملة الزوجة)  "

 

عودة إلى الحكيم "آني" وكيف نعامل الزوجة:
في موضوع أخر يضع لنا "آني" شروط نجاح العائلة ناصحاً (ابنه) : "اتخذ لك زوجة وأنت لا تزال في ريعان الشباب وأسس بدورك أسرة وأسهر إذن على رعاية وتنشئة أولادك مثلما فعلت أمك من أجلك "،  وكأن "آني" من أنصار الإنجاب الذي يجلب الفرحة والقوة .
وقد كتب وترجم نصائحه العالمة " كلير لالويت" والدكتور طاهر عبد الحكيم
يقول "آني" : اتخذ لنفسك زوجة وأنت لا تزال شاباً فتعطيك ابنا وتنجب لك وأنت في مقتبل عمرك ومن الحكمة أن ينجب المرء أطفالا وتغمر الإنسان السعادة كلما كانوا كثيرين وعزوته رهن بعدد ذريته" .
ولكن من المهم هنا أن نذكر أن هناك عبارة أخرى مصرية قديمة قد تنصح الزوج أن لا يهجر زوجته إذا لم تكن تنجب الأطفال وهو قمة الحكمة والقرار الصحيح والحكيم و يذكر "آني" مرة ثانية عن المرأة الأجنبية وخطأ انجذاب الرجل لها : " تحاشى المرأة الأجنبية غير ألمعروفه في مدينتها ولا تنظر إليها عندما تمر مجرد نظرة" .. أحسنت قولا .
 
أما عن حرمة المنزل وخصوصية الحياة البيتيه فهناك محاذير وقوانين اجتماعية مفيدة جدا تنم عن أدب اجتماعي :
ينصح "آني" : "لا تدخل منزل غريب قبل أن يدعوك إلى الدخول ويستقبلك وإذا ما دخلت منزله لا تطل النظر أكثر من اللازم ولكن راقب بعينك في حين تظل صامتا ولا تثرثر بعد ذلك في الخارج حول هذا الموضوع مع شخص أخر لم يكن معك" .
يتكلم هنا "آني" عن كشف أسرار البيوت وفضح العائلات والنميمة والكلام عن الغير مما يؤدي إلى أحداث جسيمة وهو من الخطأ وفي قسم المحاكمة أو يوم المحاكمة في "الأوراد للطلوع في النهار" والمعروف لدى الكثيرين ب" كتاب ألموتي" (هي تقسيمه غير صحيحة) ، يوجد الاعتراف السلبي أو النفي الذي ينفي فيه المتوفى عن نفسه فعله لأشياء مخالفة وأخطاء جمة يؤكد:
"لم أعرف ما لا ينبغي معرفته"
"لم ارتكب خطيئة"
"لم أتسبب في تعاسة أحد"
أما عن الحكيم الشهير "بتاح حتب" وهو وزير وعمدة مدينة في زمن الملك "إسمي" (حوالي 2400) ق. م  فله رأي غاية في الأهمية في موضوع السعادة الزوجية وربما تفضل بعض النساء هذا الرأي
ينصح بتاح حتب الرجل قائلا :
"إذا كنت رجلا رفيع المقام فأسس بيتا وأعز زوجتك في منزلك كما ينبغي"،  ثم يبعث لنا بفعلين هامين الأول : " أملأ بطنها"، ويعني أطعمها والثاني: "أكس ظهرها"، ويعني هنا بالادهنه ( ربما يقصد الادهنة المعطرة لأنه بعد تلك العبارة يشرح أن هناك سبب مفيد أخر للادهنه والادهنه هي أيضا علاج حقيقي لأعضائها ومن ثم جعلها سعيدة ما دمت حيا .
أما عن معاملة الزوجة فيقول "بتاح – حتب" لا تحكم عليها ولكن يحذر الحكيم المصري  في نفس السياق والنص من المشاكل التي قد تنجم عن ترك قيادة الحياة الزوجية في يد الزوجة قائلا :
"لا تحكم عليها بل أبقها بعيدا عن القيادة" وإذا تساءلنا نحن بدورنا لماذا تقول هذا يا حكيم؟ يسترسل "بتاح حتب": "لأنها قد تثير العواصف"، ولكنه سرعان ما يعود إلى ألحنيه والشعور الدافئ قائلا : "ربت على قلبها"،  (وهذه عبارة في غاية الرقة والبلاغة المستحبة لدي ) بما يتأتى لك من (سعادة)
هذه روشتة المصري القديم لعلاج أمراض مجتمعية في اى مجتمع .

 

bassamalshammaa

المؤرخ بسام الشماع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 175 مشاهدة
نشرت فى 1 يناير 2017 بواسطة bassamalshammaa

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

bassamalshammaa
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

139,286