موسوعة المؤرخ بسام الشماع

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

*- المهندس المعمارى “إيمحتب” .. الوزير المخلص.. مستشار ملك مصر أم الدنيا.


وصف مصر – خاص       


للأسف ، نحن فى مدارسنا نعلم الكثير عن الملوك والملكات والقليل عن الشعب المصرى القديم والذى كان يتميز بالعبقرية والفطنة والإبتكار.


 دعونى أعرفكم على بعض الشخصيات المصرية العبقرية مثل “إيمحتب”، ” النطق الصحيح لاسمه هو “إيمحتب”، اسم هذا العبقرى ظهر على صفحة التاريخ المصرى حوالى عام 2980 قبل الميلاد فزادها بريقاً وتألقاً.


”إيمحتب” كلمة هيروغليفية تتكون من فقرتين الأولى “إيم” والثانية “حتب” ، وكلاهما يعنى “الذى يأتى فى سلام”.

وقد تعددت ألقابه ومنها الوزير المخلص للملك “دجيسر” أو “زوسر” ،وهي تسمية غير صحيحة من الناحية اللغوية ، لأنه لم يكن هناك حرف الزاى فى الهجائية الهيروغليفية ، وأيضاً لقب “الطبيب المعالج ،والكاهن الأعلى لمعابد الملك المقدسة ، والمهندس المعمارى الذى شيد الهرم المدرج والمجموعة الجنائزية والمعمارية بسقارة.


وكانت ولادته فى إحدى ضواحى ميت رهينة بالجيزة من أب كان يعمل كمهندس أيضاً وأم ذات شخصية حنونة ، ولا بد أنها كانت مثقفة أيضاَ حتى تفرز للمجتمع فى ذلك الوقت هذه الشخصية العبقرية التى أصبحت أشهر الحكماء والوزراء فى تاريخ مصر كله.

وقد تأكدت لنا مكانة “إيمحتب” العالية عندما تم ترجمة نص هيروغليفى منقور على قاعدة تمثال تم اكتشافها فى عام 1926 ميلادياً بالقرب من هرم “دجيسر” أو “زوسر” المدرج بسقارة.


يفصح النص عن ألقابه قائلاً “مستشار ملك مصر أم الدنيا .. أكبر رجال ملك “مصر العليا” ، مدير البيت الكبير ، النبيل بالوراثة ، كبير كهنة أون هيليوبوليس  “إيمحتب”.


ومن أهم الأحداث التاريخية التى شارك فيها هى حادثة الجدب والجفاف الذى أصاب مصر من جراء توقف الفيضان فى زمن الملك “دجيسر” إبان الأسرة الثالثة .


وقد وجه العامة اللوم للملك لأنه لم يهتم بالرب المسئول عن ارتفتع المياه النيلية وظاهرة الفيضان،وطبقاً للنص القديم سأل الملك وزيره الحكيم “إيمحتب” عن مكان هذا الرب الأسطورى لكى يتم إرضاؤه و إعطاؤه الهدايا إنه الرب “خنوم” العائش بالنوبة.


وبالفعل تم استرضاؤه فرجع الفيضان يزور مصر وامتلأت الترع والمصارف بمياه الرى واكتظت صوامع الغلال بالبذور والخيرات .


وقد تم تسجيل هذه القصة ووثقت فى مراحل أخرى من تاريخ مصر وذلك لأهميتها، ولا نعرف نسبة الحقيقة من الأسطورة فى هذا النص بالضبط، ولا يخلو متحف فى العالم من تمثال أو أكثر  لـ “إيمحتب” وكان دائما ما يظهر جالساً فى هدوء وسريرة ووجه متواضع وهو ممسك بورقة بردي، ومن هذه المتاحف بروكلين واللوفر ، وقد تم تبجيله فى مناظر معبدية كثيرة بعد موته بسنين طويلة مثل المناظر الموجودة فى معابد إدفو وفيلة والكرنك ومقبرة “با إتن إم حاب” الكائنة حالياً بمتحف “ليدن” والمشهورة بمنظر عازف القيثارة.


وقد بجله اليونان الإغريق بوضعه فى نفس المستوى العقائدى للرب “أسكيليبيوس” رب الطب عند اليونان ،وبالتالى يصبح “إيمحتب” من الشخصيات العامة النادرة فى تاريخ مصر القديمة التى وصلت إلى هذا المستوى العالى من التبجيل ولم تكتشف مومياؤه حتى الآن.

 

bassamalshammaa

المؤرخ بسام الشماع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 378 مشاهدة
نشرت فى 26 أكتوبر 2016 بواسطة bassamalshammaa

باحث المصريات بسام رضوان الشماع

bassamalshammaa
»

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

138,635