>فى البداية سألته عن حال الآثار المصرية بالداخل؟
- أجاب فى أسى تعانى من الإهمال والقمامة المتواجدة فى حرم الآثار وأشياء تدعو إلى الغضب والشك والريبة لأن المسئولين يتجاهلون من ينصحهم ويرفضون النصح والإرشاد كما حدث مع زميل عضو الاتحاد الأثرى حاول دخول «عرب الحصن» وتم منعه ولكنه صور القمامة داخل المواقع الأثرية وعرض الصور على الوزير وهم يقولون إنهم مسئولون عن القمامة داخل الحرم الأثرى وغير مسئولين عنها خارجه، وزميل آخر مُنع من دخول مسجد «الظاهر بيبرس» الذى يعانى من المياه الجوفية، ووزير الآثار، رفض يواجهنى فى برنامج تليفزيونى ومن قبل أقصيت «مونيكا حنا» و«أحمد شهاب» وكأننا رجعنا إلى عصر «زاهى حواس» عهد المسئول الذى يتكلم ولا يجد إلا صدى صوته، وعدم الاستماع إلى أى إنسان لا يتبع الحكومة لأن الوزير يريد الاستماع إلى كلمة: كله تمام يا افندم!!
ولذلك لن ينصلح حال الآثار طالما يوجد إقصاء للناصحين وعدم وجود جسر بين الشعب والحكومة لأن الآثار لن يستطيع الجيش أن يحافظ عليها بل الشعب هو الذى عليه القيام بتلك المهمة، ولكن يوجد «بارانويا» لدى البعض والخوف الدائم والاعتقاد بنظرية المؤامرة.
>وكيف يكون هنا تعاون بين المواطنين ووزارة الآثار؟
- على وزارة الآثار أن تقوم بدورها فى تثقيف الشعب لعدم الكتابة على الأثر أو إلقاء القمامة داخل حرم الآثار، وعندما يصبح لدى الشعب حاله ثقافية، يتم تطبيق القانون بمنتهى الحزم والحسم، وأيضاً يجب إصدار قانون يسمح بتسليم الأثر الذى يجده المواطن وبعد دراسة حالته والتأكد من نزاهته يمنح مكافأة (20) أـلف جنيه وإذا كان التمثال من الذهب تكون المكافأة (200) ألف جنيه أو ربع مليون جنيه حسب أهمية الأثر الذى يسلمه، وتغير القانون الحالى بزيادة حرم الأثر لأنه (3) كم وهذا لا يكفى لأنه يوجد دهاليز تحت هرم سقارة المدرج بطول (7) كم والعمل على استصدر فتوى من الأزهر والكنيسة ليقولا ما هو رأى الدين فى بيع الأثر؟ لأن البعض يقول إنها «لقية» وبيعها حلال!!
>هل يتم بيع الآثار المصرية فى مزادات علنية فى الخارج؟
- نعم ويوجد كارثة جديدة ببيع آثار مصرية فى مزاد يومى 23 و24 أكتوبر الجارى الساعة 8 صباحاً فى «بولدر» بولاية كوليرادو الأمريكية ويوجد على النت إيميل موظفة تدعى تريزا ووتش وتليفون صالة المزاد وصندوق البريد الخاص بهم واتصلت بهم وردوا، وهم يبيعون الآثار حسب القانون الأمريكى تحت اسم كود ثقافى (14 و2600) لدرجة أنهم تجرأوا فى يونية الماضى وعرضوا رأس إنسان مصرى محنط فبعد أن باعوا الحجر يبيعون البشر، وقبل ذلك عرضوا فى «دالاس» تكساس رأس إنسان مصرى آخر وعرض فيها (40.500) ألف دولار ولم يوافق المستحوذ على الثمن واتصلت بهم وسالت عنها فقالوا الثمن غير مرض وفى لندن باعوا أكبر دينار ذهبى فى دولة الإسلام لعصر عبدالملك بن مروان.
> وماذا عن القانون 117 لسنة 1983؟
- هم يقولون لنا هذا قانون مصرى داخلى وليس له علاقة بدول العالم.
> وأين دور منظمة اليونسكو فى حماية التراث الإنسانى؟
- عندما نتحدث عن آثارنا أمام العالم يجيب أن نحدد أنها آثار مصرية ولا تقول إنها تراث إنسانى لأن هذا اللفظ هو الدهليز الذى يدخل منه الصهاينة وأعداء الوطن وأعداء الحضارة المصرية ليسرقوا حضارتنا بادعائهم أن بنى إسرائيل هم الذين بنوا الهرم، وتقول إنه تراث مصرى.
> وماذا عن اتفاقية اليونسكو التى وقعت مصر عليها؟
- مصر وقعت على اتفاقية اليونسكو 1970 ونصت هذه الاتفاقية «لا يوجد أثر لدولة ما لدى دولة أخرى فعليها المحاولة فى إعادة الأثر من الدولة المستحوذة عليه قبل الشكوى فى اليونسكو!! ومصر لديها آثار فى متاحف أمريكية وألمانية وفرنسية وإنجليزية والمسئولون المصريون يقولون إن هذه الآثار خرجت بطريقة شرعية ولا يحق لنا المطالبة بها!!
> وما حجتهم فى هذه الشرعية؟
- حكاية خروج الآثار بطريقة شرعية تهريج لأن الإنجليز سرقوا الآثار المصرية أثناء احتلالهم لمصر، والحملة الفرنسية خرجت ومعها حجر رشيد ثم يتذرعون باتفاقية اليونسكو، وأيضاً اتفاقية الاتجار غير الشرعى للممتلكات الثقافية وقع عليها العالم كله فى «باريس» وبها مادة اكتشفت فى أحد القراءات أن المستشار القانونى لهيئة الآثار الدكتور أشرف عشماوى يفسر فى كتابه مادة 4 وأطلقت عليها مادة العار لو دولة أعطت دولة أخرى أثراً أو تراث ثقافى أو حضارى طوعاً أو مبادلة وفى مصر الرئيس السادات أهدى تمثال أبى منجل كهدية والرئيس عبدالناصر فى الستينيات عندما ساعدتنا اليونسكو فى إنقاذ آثار معبد أبوسمبل ومعابد النوبة من المياه أهدى إسبانيا معبددابور بمساحة 15كم2 ووضعته إسبانيا فى ميدان كامل عام 1972.. ومعبدآخر اسمه «داندور» فى النوبة ووضع فى متحف المتروبولدان بنيويورك ومن قبلهما محمد على أهدى الملك فيليب ملك فرنسا مسلة رمسيس الثانى الموجودة فى ميدان الكونكورد وذهب إلى فرنسا 82 مليون سائح العام الماضى ليشاهدوا المسلة والكل يرفض رجوع آثارنا بحجة المادة 4 من قانون اليونسكو التى اعتبر هذه الآثار ممتلكات ثقافية حضارية وجزء من التراث الثقافى للدولة المستحوذة على الأثر.
هل يوجد حصر كامل للآثار الموجودة فى مصر؟
- لا.. ولا أعلم سر عدم تسجيل الآثار المصرية حتى الآن، وأطالب وزير الآثار بالإعلان عن أرشيف للآثار المصرية الأكثر من 100 ألف قطعة فى المتحف المصرى وفى المخازن ولن يفعل لأنه لا أجد وزير فى الآثار يأتى ويفتح ملف الوزير الذى يسبقه.
> ماذا تقصد بفتح الملفات؟
- فى 2004 تمت سرقة 38 قطعة أثرية فى المتحف الحربى ولا نعلم شيئاً عنها حتى الآن وفى 2010 تمت سرقة منبر أثرى من مسجد «فانى باى الرماح» وهذا المسجد مغلق وضياع المنبر بين مسئولية وزارتى الآثار والأوقاف وقام الشيخ حماية إمام مسجد السلطان حسن بتقديم بلاغ إلى النائب العام فى هذه السرقة ولم يظهر المنبر حتى اليوم ونمى إلى علمى عن طريق أحد أمناء الآثار فى المنطقة أنه تم وضع منبر آخر مزور مكان المنبر المسروق، وأيضاً تمت سرقة منبر مسجد الشيخ مؤيد وسرقة أجزاء من بوابة المسجد.
> وماذا حدث للآثار بعد 25 يناير؟
- زادت السرقات ولكنها ليست بالشكل الدرامى مثلاً قام 40 ملثماً يهاجمون مخزنين سليم حسن فى منطقة الهرم وبالطبع هاجموا حارس مسكين ببندقية تسليح شخصى، ولهذا لابد من توفير مواصفات لمن يقومون بحراسة الآثار بأن يكونوا مدربين على أعلى مستوى مثل المجموعة 777 ومعهم من السلاح ما يكفى لردع كل من تسول له نفسه بالاعتداء على الآثار، ولكن بعد الأربعين ملثم أين على بابا اللص الكبير؟!! لا نعلم حتى الآن وأرى سرقات مخازن القنطرة أهم وأخطر من سرقة 54 قطعة من المتحف الحربى يوم 28 يناير 2011 مع أنه كان هناك مومياء لطفل 11 سنة محنطة وتم خلع رأسها من الجسد وإلقاؤها على بوابة المتحف، وهذه إهانة للموتى يمنعها الدين.
> ولهاذا طالبت بعودة المومياوات إلى مقابرها؟
- نعم ومنذ زمن وأنا أطالب بهذا المطلب، وقدمت طلباً إلى دار الإفتاء وتناقشت مع الدكتور محمد وسام أمين عام الإفتاء، وقال الموضوع كبير وجديد ويحتاج إلى دراسة قبل تقديم الفتوى لأن له زوايا اقتصادية.. مع أن السادات أغلق غرفة المومياوات فى المتحف المصرى ولكنها فتحت فى التسعينيات وزاد عدد المومياوات المعروضة وأتساءل: هل يرضى المسئول لأجداده أن يضعوا فى فتارين زجاجية ويكونوا فرجة لمن يدفع ثمن التذكرة، وهل يرضى لهم أن يضع فى جثثهم مزبار حديد حتى يخرج شىء من الحوض ليعرف من هم أبناؤهم هذا تمثيل بالجثث، وقلت للدكتور عبدالحليم مندور هل ترضى بعد 500 عام أن يحدث فى جسدك كما يحدث للمومياوات؟ فقال: إنه ضد العبث بالمومياوات.
> هل يتم العبث بالمومياوات بالداخل والخارج؟
- يوجد فيلم يظهر مومياء توت عنخ آمون وهذه المومياء لم تخرج نهائياً إلا فى عهد زاهى حواس لعمل سكان لها فى يوم رياح والجهاز عطل وأصبح أمامهم دقائق والمومياء تتحلل لأنها فى الهواء، ثم جاء شخص ومعه مروحة بلاستيك ووضعها أمام الجهاز الذى يبلغ ثمنه آلاف الدولارات، وأعاد تشغيل الجهاز مرة أخرى لأن الحل المصرى يكسب دائماً.. المهم أن الفيلم أظهر د. زاهى ينظر إلى المومياء بدون كمامة أثناء فحصها وأمسكها بيديه وتنفس داخلها، وخرج الرجل المصرى وقال: هذه المومياء ستتحلل بعد 25 سنة فعاقبوه وحولوه إلى الرقابة الإدارية.
> لماذا أعلنت أن سرقة المتحف الحربى كانت ممنهجة؟
- لأن أول 18 قطعة وضعها د. حواس على صفحة الجارديان وهذه الجريدة هى التى صممت له الويب سايت الخاص به أعلن عن سرقتها، وقرأت تفاصيلها وجدتها جميعاً تتبع الأسرة الـ18 وهى الأكثر طلباً فى عالم بيع الآثار لأن بها «تحتمس الثالث» و«حتشبسوت» والملك الرهيب أمنحتب الثالث وإخناتون والملكة تى ونفرتيتى كلها أسماء أكثر أهمية فى التاريخ المصرى القديم.
>ولكنهم أعلنوا عن استرداد عدد من القطع؟
- هذا الاسترداد كان فى غاية الغرابة لأنهم أعلنوا أن عالم آثار وجد شنطة فى مكان ما وفتحها فوجد 4 قطع آثار من الـ18 قطعة المسروقة وسألت أحد المسئولين فى التليفزيون المصرى على الهواء كم كاميرا فى المتحف المصرى، وأين فيلم سرقة المتحف؟ والشعب يريد عرض فيلم سرقة المتحف لأنهم قالوا إن كاميرات المتحف صورت الثوار فى مجمع التحرير، فهل صورت فى الخارج ولم تصور فى الداخل؟ فما هذه السذاجة؟ فقال: ربما يكونون جذبوا سكينة الكهرباء!! فقلت: أكاد أجزم أننى لا أتوه فى المتحف المصرى وربما أتوه فى منزلى وحتى اليوم لا أعرف مكان سكينة الكهرباء الخاصة بالمتحف المصرى، وهل الكاميرات لا تصور فى الظلام؟ المهم لم يقدم المسئولون أى إجابات حتى الآن.. ثم علمت من أحد المصادر الهامة أن الشرائط تم مسحها بالأمر المباشر ولو كان هذا غير حقيقى فليعرضوا فيلم سرقة المتحف المصرى.
> لماذا كاميرات وزارة الآثار فى الغالب لا تعمل حيث الذى لم تسجل أيضاً سرقة لوحة زهرة الخشخاش؟
- نعم.. سرقت لوحة زهرة الخشخاش من متحف محمود خليل وحرمه فى عهد مبارك ووزيره فاروق حسنى وقال لى مدير عام فى هيئة الآثار إن الكاميرا لم تصور لأنه كان فيه سلكة بـ15 جنيهاً تالفة ولم يتم تغييرها، ولكن لو نظرنا إلى إطار اللوحة المسروقة سنجدها أغرب من الخيال، لأنها مقطعة بطريقة فنية بدون شراشيب أى أن اللوحة لم تنزع بعنف وهذا دليل على أن السارق كان لديه الوقت الكافى للسرقة بكل أمان واطمئنان ويعلم أنه غير مراقب والكاميرات لا تعمل.
> وماذا عن مفاجأة 25 يناير التى كشفتها وتخص السفارة الأمريكية؟
- بعد 25 يناير اكتشفنا أن السفارة الأمريكية لديها مخزن آثار إسلامية تحت الأرض من بعثات التنقيب الأمريكية فى الفسطاط وهذه آثار نادرة لأن مدينة الفسطاط حرقت بالكامل.
> كيف تم هذا الاكتشاف؟
- خرج مسئول آثار وقال: اللصوص أوشوا على بعض والسرقات تم اكتشافها، ولكن السؤال: كيف لا تعرف الدولة هذه المعلومات؟ وماذا حدث فى متابعة لهذا الملف وأكرر مرة أخرى: لماذا لا يفتح وزير الآثار ملف الوزير السابق لعهده؟
> هل تتهم المسئولين فى العهود السابقة؟
- لا..لا أقول إن المسئولين السابقين هم الذين سرقوا، وقد سألت هذا السؤال فى أحد المليونيات بميدان التحرير خاصة عن زاهى حواس فقلت: أنا عمرى ما رأيته بيسرق رغم الخلاف الكبير الذى بينى وبينه لمدة سنوات.
> وما سبب هذا الخلاف؟
- فى عام 2007 أعلنت أن تحت تمثال أبوالهول مياهاً جوفية، ودشنت حملة بعنوان «انقذوا أبوالهول» فخرج حواس وقال: إن مكانى الطبيعى هو مستشفى الأمراض العقلية، واستمرت الحملة 7 شهور فقلت إن لم تنقذوا أبوالهول سينهار خلال شهرين واستمر حواس فى سبى وفاروق حسنى يرفض وعلمت اليونسكو بحملتى فانقلبت الدنيا وبالفعل اكتشفوا المياه وأعلنوا فى التليفزيون المصرى أن المياه تحت أبوالهول بعمق 4.60م، واتصلت بى البرامج ووسائل الإعلام لأرد اعتبارى فقلت: المسامح كريم، وللأسف د. زاهى ترك مكتبه بعد الثورة بطريقة سيئة، حيث هرب فى تاكسى والناس حطموا تاكسى الرجل المسكين وهتفوا ضده أمام ساقية الصاوى رغم أن كان عليه حراسة وأنا ضد هذه الممارسات.
> هل تظاهر الشعب الإنجليزى لعدم بيع الآثار المصرية وخروجها من إنجلترا؟
- نعم.. وذلك بسبب بيع تمثال سينحم كا من قبل متحف فى بريطانيا بـ18 مليون جنيه إسترلينى وكنت صاحب حملة لا لبيع سينحم كا، والوزارة تحركت متأخرة والوزير أعلن أنهم فشلوا فى وقف بيعه، والشعب الإنجليزى خرج يتظاهر لعدم بيعه حتى لا يخرج من إنجلترا وقالوا لديهم 600 مدرسة ابتدائى فى المقاطعة وإذا بيع تمثال سينحم كا فلن يستطيع أى طفل من أطفالهم مشاهدة سينحم كا وهذه كانت مشكلتهم.
>وماذا عن خراطيش خوفو والألمانى الذى اخترق المنظومة الأمنية للهرم؟
- لم نعثر على خراطيش منحوتة للملك خوفو داخل الهرم أو فى غرفة الدفن حتى الآن، ولكننا اكتشفنا شخصاً ألمانياً بداخل الهرم وفى منطقة لا يدخلها بشر لأنها فوق غرفة الدفن ويوجد طوبة وفجوة ثم كتلة رهيبة وفجوة ثم حجر وفجوة ويتكرر هذا التركيب 5 مرات وهذا الألمانى وضع كيساً وأخذ يضرب عليه حبر أحمر على مكان كان العمال تركوه، ويريد إخفاء هذا الخرطوش وإذا حدث فلن يكون لدينا إثبات كتابى أن هذا الهرم مصرى وبناه المصريون وهنا يدخل الصهاينة بحججهم الباطلة أنهم هم الذين بنوا الهرم، وهذه كانت خطة ممنهجة، والمدهش أننا اكتشفنا أن هذا الألمانى كان يدخل إلى هذا المكان على مدار سنوات والدكتور محمد إبراهيم، الوزير السابق، هو الذى فتح هذا الملف، والغريب أن الألمانى وضع الفيلم الذى صوره على النت فمن الذى سهل له الدخول إلى هذه المنطقة بدون تصريح وأن يحصل على عينات من الهرم ويسافر بها إلى ألمانيا ويضعها فى المختبر، وقبل ظهور النتيجة أعلنت أن هذا الرجل سيقول أن هذا المداد ليس منذ 2400 سنة قبل الميلاد لأنه فى عام 1700 أو 1800 عندما فجر الكولونيل فاليس الديناميت داخل الآثار وضع اسمه بالمداد الأحمر ليثبت أن الاكتشاف الذى اكتشفه كبير وعظيم.
> لكن هذه العينات عادت إلى مصر؟
- نعم.. ولكن بعد أن قامت قائمة الوزارة وفى أول أكتوبر الجارى استرجعنا العينات ولكن لم يعاقب المجرم الذى سهل له الدخول على مدار سنوات ولم يتحدث وزير الآثار عن نتيجة العقوبات من السلطات الألمانية على هذا الشخص الذى عبث بالهرم.. وعندما حاولت الـBBC أن تسجل معى حواراً عن هذا الشأن وحاولت الحصول على تصاريح التصوير سألوا عن الضيف فقالوا بسام الشماع فتم رفض التصوير وهذه أول مرة يحدث معى مثل هذا السلوك فعلى مدار 25 عاماً لم أمنع فيها من قبل ولا حتى فى عهد زاهى حواس الذى كان يهاجمنى فى وسائل الإعلام وأيضاً رفض وزير الآثار حضورى فى برنامج تليفزيونى معه فى عصر الحريات بعد قيام ثورتين من أجل الحرية.
> ولماذا اعتبرت أن سرقات مخازن القنطرة أخطر سرقة للآثار؟
- هى بالفعل أخطر سرقة فى الآثار لأنها تضم مخزن القنطرة شرق ومنطقة آثار القناة وسيناء وتمت سرقة وتدمير 800 قطعة أثرية، وتم استرداد 293 قطعة منهم.. ويوجد أيضاً سرقة مخازن تل الفراعين فى مارس 2011 بدسوق محافظة كفر الشيخ لأنها تعتبر من أقدم عواصم مصر الفرعونية.
> ترى ما هو أهم تمثال أثرى خارج مصر؟
- فى متحف هيلدز هايمن فى هانوفر بألمانيا يقبع أهم تمثال فى تاريخ مصر لأنه التمثال الوحيد فى العالم لـ«حم إيونو» بمعنى كاهن عين شمس والمطرية وهو مهندس الهرم، لأكبر ذلك العبقرى الذى أدهش العالم كله فى الهندسة المعمارية وحساب المثلثات وكيف استطاع وضع 2300000 حجر فى مكان واحد بدون سم واحد أساس تحت الأرض، ومن الذى ينقل 6 ملايين طن حجر ويضعها فوق بعض بارتفاع 147 متر كل حجر يزن متوسط 2.5 طن وهذا الهرم لم يؤثر فيه زلازل أو تحركات رملية أو عوامل أرضية أو رياح موسمية ولهذا أتساءل: لماذا لا تهتم الدولة بعودة هذا التمثال ولقد شنت حملة شعبية ومعى الآلاف من المؤيدين للمطالبة بعودة «حم إيونو» حتى نقول للعالم كله هذه هى عبقرية مصر القديمة، وعلى قاعدة التمثال جميع الألقاب مكتوبة بشكل عبقرى وكأنه منحوت بالأمس، فقد كان المسئول عن كل الإنشاءات المعمارية للملك خوفو وهو ما يفضح الصهاينة بشأن مزاعمهم حول قصة العبودية التى يروجونها لأننا سنؤكد أن العمال مصريون والمهندس مصرى.
> ماذا عن لقائك بممثلة الأمم المتحدة عن العبودية والرق والاتجار بالبشر؟
- بالفعل قابلت جولى أرماند الممثلة الشهيرة فى مصر وكنت المرشد السياحى لها ووقفنا أمام الهرم فنظرت إليه، وقالت: أنتظر أنتم تقولون إن الهرم لم يبن بالرق ونحن نضع الهرم المثال الواقعى للرق والعبودية فى العالم.. فشرحت لها بالدلائل والبراهين أن الهرم بنى بعيداً عن الرق والعبودية فقالت: أنت بهذا تشكك فى التوراة، أمهلنى حتى أتصل بصديقى الحاخام فى إنجلترا وأخبره بكل المعلومات التى قلتها.. ثم قالت أستاذ بسام يسعدنى أن أخبرك أن الحاخام رد علىّ وقال: كلام المرشد بسام حقيقى وهذه كانت أول وآخر مرة أسمع إن صهيونياً يؤكد ويوافق على كلا من أبنائهم لم يشتركوا فى بناء الهرم، وكان إنجازاً لأن «جولى» كانت ممثلة الأمم المتحدة، وصدرت الجرائد ووسائل الإعلام العالمية تؤكد أن بسام أقنع ممثلة الأمم المتحدة بأن اليهود لم يبنوا الهرم وأن مصر القديمة بدون رق أو عبودية، وكان المفترض على وزارة الآثار أن تجهز لقاءات إعلامية لممثلة الأمم المتحدة لتعلن اقتناعها بهذا الكلام لكن ثانى يوم الشركة التى كنت أعمل بها جاء إليها تليفون من د. زاهى حواس يسألهم بسام ماذا يفعل وماذا يقول؟
> ما أغرب شىء صادفك خلال عملك؟
- أغرب ما رأيت محلاً يبيع آثارنا فى القدس المحتلة لأن الكيان الصهيونى غير مشترك فى اتفاقية «اللايلست» الخاصة بالاتجار غير المشروع ولهذا القانون الصهيونى لا يجرم بيع الآثار والمومياوات رأيتها تباع فى إسرائيل وأيضاً إسرائيل لديها متحف للفن الإسلامى وبه (L.C.D) كبير يعرض طقوس المسلمين وهم يطوفون حول الكعبة.. ورأيت هناك مخطوطة للعالم الفذ «الجذرى» الذى اخترع الروبوت الآلى عام 1100 بعد وفاة صلاح الدين الأيوبى ومؤلف كتاب علم الحيل واستحوذ الصهاينة على مخطوطة للجذرى وأيضاً رأيت محراباً كاملاً هناك وهم يقولون: إنهم بهذا يتواصلون بتناغم مع الآخر!!
> هل يوجد أمل فى عودة آثارنا المسروقة؟
- حتى تعود هذه الآثار لابد أن تتحرك مصر سياسياً وتسييس هذا الملف الأثرى وإلا فلن تقوم لنا قائمة وعلى حضارتنا السلام، مثلاً عندما يجلس رئيس الجمهورية مع زعماء العالم ويتناقشون فى الأمور السياسية والاقتصادية عليه أن يطالب بالآثار الموجودة لديهم خلال هذه المباحثات.
> ما الذى يجب على وزارة الآثار أن تقوم به حتى تتجنب أخطاء الماضى؟
- أطالب بإصدار مجلة شهرية براعى رسمى وطنى بها كل صور التنقيب وصور المقابر الجديدة وكل صور التراجم والنصوص الجديدة ويجب على الوزارة أن تعلن عن خططها المستقبلية للشعب.. ولابد أن يكون لمصر قناة فضائية باسم مصريات ولا يعقل عندما نريد أن نشاهد فيلماً تسجيلياً عن الآثار نشاهده فى ناشيونال جرافيك.. وأطالب بتسهيل الحملات الشعبية الخاصة بالآثار، لأننى رأيت الأهوال من خلال الحملة الشعبية لترميم المتحف الإسلامى عندما أردنا إدخال مواد الترميم للآثار المحطمة، وقيل لى حينها انت بتعمل هذه الترميمات وقت تغيير الوزارة؟ مع أنى رديت على الشباب الذى أطلق حملة «نريد بسام وزيراً» بعد 25 يناير، بأننى لست رجل كراسى ولا أصلح أن أكون وزيراً للآثار.