قال د. بسام الشماع، أستاذ علم المصريات، إن ضوء الشمس احتجب عن التعامد على وجه رمسيس لأول مرة في التاريخ، لافتًا - في تصريح خاص لـ"بوابة اخبار اليوم " إلى أن تعامد أشعة الشمس على وجه تمثال "رمسيس الثاني" بمعبد أبو سمبل في أسوان، يحدث يومي 22 أكتوبر و22 فبراير من كل عام.
وأشار إلى وجود مناسبات أخرى غير هاتين الحالتين لتعامد الشمس، منها تعامد الشمس على كتف أبوالهول، وهناك في الأقصر، ينتصف قرص الشمس بين صرحي معبد الكرنك ثلاثة أيام في العام.
أما عن "قدس الأقداس"، فقال الشماع: "المعبد المصري القديم، كان لا بد من وجود غرفة فيه، تكون في الغالب آخر غرف المعبد، وهي الأهم فيه، لأنها تحوي تمثالا للرب الأسطوري، وصندوق ناووس، وهو حجر منحوت وبداخله يوضع تمثال الرب الأسطوري، وقاعدة حجرية لوضع تمثال الرب الأسطوري، وجدران قدس الأقداس يكون عليها منحوتات مثل فيلة وأبو سمبل وإدفو، أو مقاصير مثل معبد قصر قارون، ويمارس فيه طقوس العبادة من كهنة المعبد والحاكم، وتقرأ فيها التراتيل الدينية".
أوضح الشماع أن "عبقرية المصري القديم تظهر في أن الشمس تضيء ثلاثة تماثيل ولا تضيء الرابع المجاور، وهو أمر يمكن تفسيره في إطار معرفة ماذا يمثل الرب بتاح للمصري القديم".
وفي معتقدات المصري القديم يمر الانسان خلال 24 ساعة من وفاته على العالم السفلي المظلم، وهناك يدخل في صراعات مع شخصيات شريرة ويساعده الرب بتاح وفقا لأعماله قبل الوفاة، وفي حال نجاحه في اجتياز هذه المرحلة يصل إلى العالم الأبدي، ولهذا السبب وجد تمثال بتاح في معبد أبو سمبل، بحسب الشماع.
وفي تفصيلة أخرى لا تحظى بالاهتمام الإعلامي، خلال ظاهرة تعامد الشمس يشير إليها الشماع، وهي لوحة جدارية على يمين المعبد تظهر مجموعة من الجنود وهم يضربون باستخدام العصا جاسوسا من الحيثيين، الذين حاربوا الملك "رمسيس الثاني" في معركة قادش الثانية.
ومعركة قادش الثانية وقعت بين قوات الملك رمسيس الثاني ملك مصر والحيثيين بقيادة الملك مواتللي الثاني بمدينة قادش التي تقع على الضفة الغربية لنهر العاصي في سوريا جنوب بحيرة حمص بعدة كيلومترات، وهذه المعركة مؤرخة في العام الخامس من حكم الملك رمسيس الثاني، أي حوالي عام 1274 ق.م على وجه التقريب.
وأكد "الشماع" أن من المفارقات أن هذا الجاسوس - وهو أول جاسوس في التاريخ - قام بهذه المهمة كي يتم القبض عليه ويدلي بمعلومات خاطئة تضلل جيش الملك رمسيس الثاني في حربه مع الحيثيين".
وتعامد الشمس على وجه رمسيس الثاني ظاهرة اكتشفتها في عام 1874 المستكشفة الانجليزية إميليا إدواردز والفريق المرافق لها، وسجلتها في كتابها المنشور عام 1899 (ألف ميل فوق النيل). وكانت الشمس تتعامد على تمثال رمسيس الثاني في قدس الأقداس داخل معبد أبوسمبل يومي 21 فبراير ، و21 أكتوبر وهما اليومين اللذين يقال إنهما يوافقان ذكرى مولد الملك وارتقائه العرش.
لكن تغيرا التاريخين إلى 22 فبراير ومن أكتوبر بعد نقل المعبد في ستينات القرن الماضي لإنقاذه من الغرق في مياه بحيرة السد العالي.
وقال وزير الآثار د. ممدوح الدماطي أن ظاهرة تعامد الشمس على تمثال رمسيس كانت تحدث فقط عند الاعتدالين الربيعى والخريفى ٢١ مارس و٢١ سبتمبر قبل عام ١٩٦٤، وبعد نقل معبد أبوسمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالى، ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة، أصبحت الحادثة تتكرر يومى ٢٢ أكتوبر و٢٢ فبراير، بسبب تغيير خطوط العرض والطول، بعد نقل المعبد ١٢٠ مترا غربا وبارتفاع ٦٠ مترا، ولا توجد أى ارتباطات تاريخية بالتعامد.
تتعامد الشمس على تمثال رمسيس يومي 21 مارس و21 سبتمبر قبل عام 1964، وبعد نقل معبد أبو سمبل من موقعه القديم إلى موقعه الحالي - ضمن مشروع إنقاذ آثار النوبة- أصبحت الحادثة تتكرر يومي 22 أكتوبر و22 فبراير بسبب تغير خطوط العرض والطول بعد نقل المعبد 120 مترا غربا وبارتفاع 60 مترا.
ويعدا المعبدان من أهم المعابد الأثرية في العالم، حيث نحتهما الملك رمسيس الثاني في جبلين يطلان على النيل في القرن الثالث عشر قبل الميلاد وكرس أحدهما لنفسه والآخر لزوجته الملكة نفرتاري. ويشتهر المعبد الكبير بتعامد الشمس عليه مرتين في العام يومي 22 فبراير و22 أكتوبر من كل عام.
وشهد أكثر من 4 آلاف سائح وزائر اليوم ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثانى بمدينة ابوسمبل السياحية في أسوان ، بحضور وزيرى الآثار الدكتور ممدوح الدماطى ، والثقافة حلمى النمنم ، والمحافظ مجدى حجازى.
أوضح الأثري حسام عبود بأن ظاهرة تعامد الشمس علي وجه الملك رمسيس الثاني تعد ظاهرة فريدة من نوعها، حيث يبلغ عمرها 33 قرناً من الزمان والتي جسدت التقدم العلمي الذي توصل له القدماء المصريين، خاصة في علم الفلك والنحت والتخطيط والهندسة والتصوير والدليل علي ذلك الآثار والمباني العريقة التي شيدوها فى كل مكان.
وأشار "عبود" إلى أن هذه الآثار كانت شاهدة على الحضارة العريقة التي خلدها المصري القديم في هذه البقعة الخالدة من العالم، لافتاً إلي أن ظاهرة تعامد الشمس تتم مرتين خلال العام إحداهما يوم 22 أكتوبر احتفالاً بموسم الفيضان والزراعة، والأخرى يوم 22 فبراير احتفالا ببدء موسم الحصاد، حيث تحدث الظاهرة بتعامد شعاع الشمس على تمثال الملك رمسيس الثاني وتماثيل الآلهة ( أمون ورع حور وبيتاح )، تخترق الشمس صالات معبد رمسيس الثاني التي ترتفع بطول 60 متراً داخل قدس الأقداس، كما أن تلك الظاهرة والمعجزة الفلكية كانت لاعتقاد عند المصريين القدماء بوجود علاقة بين الملك رمسيس الثاني والآلهة رع آله الشمس.
وشاهد المشاركين في تعامد الشمس عرض الصوت والضوء مساء ليلة التعامد 21 فبراير والذي يحكي في سرد تاريخي لتوضيح فترة حكم الملك رمسيس لمصر، حيث ضم العرض إضاءة مبهرة لواجهة المعبد وخلفيات موسيقية، بجانب إسقاطات ضوئية على واجهات المعبد الكبيرة والصغيرة توضح تاريخها وذلك بتسع لغات.
وللاحتفال بتعامد الشمس على معبد أبو سمبل تحت شعار "مصر الأمن والأمان"، إلا أن الشمس رفضت التعامد لأول مرة في التاريخ، وذلك نظرا لانتشار الشبورة المائية الكثيفة، نتيجة سوء الطقس.
وأكد محافظ أسوان، أنه نظراً للحضور السياحى والجماهيرى الكبير لمشاهدة ظاهرة تعامد الشمس بمعبد أبو سمبل، تم وضع شاشة بلازما خارجية أمام المعبد لإتاحة مشاهدة لحظة تعامد الشمس لجميع الحضور بعيداً عن التزاحم والتكدس وهو الذى تزامن مع تقديم فقرات فنية للفرق المشاركة في الفعاليات بساحة المعبد ليستمتع بذلك السائحين والزائرين.
وأشار المحافظ إلى أنه تم اتخاذ العديد من إجراءات التنظيم والتأمين لتحقيق السيولة فى دخول وخروج المعبد، بالإضافة إلى تكثيف التواجد الأمنى داخل صحن المعبد وقدس الأقداس وهو الذى لاقى ارتياحا من الأفواج السياحية والزائرين المصريين.
المصدر: أخبار اليوم - القاهرة - شيرين الكردي - الأثنين , 22 فبراير 2016 - 12:45 م
نشرت فى 23 فبراير 2016
بواسطة bassamalshammaa
باحث المصريات بسام رضوان الشماع
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
138,654