التركيز الإداري
بقلم :بشير بن علي
التركيز في الكيمياء تعبير يدل علي مقياس كمية مادة إلى أخرى ونسبتهما في المخلوط. وفي الإدارة يقوم المدير بمزج الكثير من الأدوات بقصد أو بتلقائية اكتسبها من الممارسة اليومية لإدارة المنشأة. وهذه العفوية في الإدارة،تفوت على المدير القدرة على الإدارة بفاعلية عالية.فتغلب احدى الأدوات على أخواتها ويغيب مع الوقت التوازن،وتبدأ المشكلات في الظهور ويتدفق الروتين إلى الاعمال ويصبح التكرار سيد الموقف.ومع إختفاء الحافزية والبيئة المشجعه للأعمال،تموت الرغبة في الإبداع ويقتل العمل المبهر والنتائج الرائعة.وأهم وسيلة ليحافظ المدير على تألقة هو قدرته على التركيز الإداري فيما يفعله ويؤديه لإدارة المنشاة بما تحتويه من أفراد ومهام ونتائج.
وهذا التركيز هو خليط في الأساس بين المهارات الفنية والمهارات الإنسانية والمهارات الفكرية.
فالمهارات الفنية هي مجموع التخصص والخبرة في تنفيذ أعمال المنشاة وفهمه الكامل للأساليب والإجراءات الفنية للتنفيذ.والمهارات الانسانية هي قدرته على خلق روح الفريق الواحد والأداء الجماعي والاهتمام بالأفراد والتواصل الايجابي معهم.أما المهارات الفكرية تشمل القدرة على رؤية المنشاة وكيف ترتبط ببيئتها والتكامل بين وظائف المنشاة ككل.
وخلاصة القول في التركيز الإداري انه كلما إرتفع المدير في المناصب القيادية فإن نسبة التركيز ستزيد تلقائيا في المهارات الفكرية المتمثلة بالقدرة على الرؤية والتخطيط الجيد وإيجاد البيئة المناسبة للعمل.وإذا كان المدير يعمل في الأقسام التنفيذية فإن نسبة التركيز سترتفع في المهارات الفنية كالهندسية أو برمجة الحاسوب أو المحاسبة.وفيما يتعلق بالمهارات الإنسانية فنسبة تركيزها تختلف بإختلاف أساليب القيادة والإدارة من البيروقراطية إلى الديكتاتورية وهكذا.