إدارة المشاعر
بقلم بشير بن علي
ينتابني وانا اتابع التقارير المتلفزة عما يدور في الشارع اليمني من حراك شعبي ضد الفساد والظلم والفقر،مشاعر الرضى وجزءا منها السعادة. السعادة بان هذا الشعب ما زال له قلب ينبض ما زال على قيد الحياة لانه يحس ويشعر ويغضب ويثور بمشاعر متأججة ويولد سلوكيات مشاهدة ابرزها التظاهر الذي قد يطغى عليه الجانب الانفعالي، خصوصا مع تزايد الطلبات الى التغيير الايجابي في ظل اوضاع اقتصادية واجتماعية وسياسية مترديه.
كما يحدو المتظاهرين الامل في التغيير بعد تجربة تونس ومصر إلا انها قد تتعرض لسوء الاستخدام والتوظيف أو تتخذ مسارا مختلفا ليصل الى الشغب والاعتداء على الوطن بمؤسساته المختلفة.والسؤال الذي يطرح نفسه هل تم طرح أي اسئلة للتظاهر في اليمن وهل عرف المتظاهرون الاجابة وهل وضع الداعون اليها استراتيجيات للتعامل وتأمين التظاهرات والمتظاهرين من اي شيء قد يشوبها او يبعدها عن مسارها؟ ام ان التظاهر هو للتظاهر فقط وللتعبير عن مشاعر الغضب وفقدان الثقة بالنظام والرغبة في التجديد أيا كان شكله او مساره؟
نحتاج ويحتاج القائمون على مسيرات الغضب في اليمن الى ادارة مشاعر الانفعال والغضب والسخط والاحساس بالظلم، نحتاج الى تفعيل قدرات التحكم والسيطرة على السلوكيات التي قد تنشىء كردة فعل سلبية تجاة النظام الذي سيسعى جاهدا لاستفزاز المتظاهرين وحرق دعواهم ووصمهم فيما بعد بالمخربين وعملاء الخارج.ويجب ان نبتعد عن تبسيط الأمور حتى لا نغفل عواقبها التي قد تكون وخيمة.
فالمشاعر النبيلة تحتاج لعقل حكيم ورؤية ثاقبة ومسار محدد وخطة للتنفيذ وفريق مستعد وجاهز.وهذا ما لا يتوافر في مظاهرات اليمن الى حدما.بحيث تغدو المظاهرات بدون فائدة تذكر، إلا لإكتساب مزيدا من الالم والسخط ضد النظام القمعي وخلق فتنة بين من يؤيدون النظام ومن يعارضوه.
فهل يفهم المتظاهرون ان اول خطواتهم هي كسب الشارع بكل اطيافه ومشاربه وناسه.ثم توحيد المسار للتنفيذ لاحقا. ام ان نشوة انتصار المصريين قد حجبت عن اعينهم جزءا من واقع اليمن المختلف كليا عن مصر.
إن المتابع للمشهد اليمني يدرك حجم الصعوبات والتحديات التي تواجهنا اليوم، ففساد النظام المالي والاداري، وضعف الاحزاب المعارضة وسوء ادائها، وغياب القضاء النزيه، وبروز دور القبيلة بعيدا عن حواضر المدن، والاطماع والمؤامرات الخارجية لليمن، والحركات المسلحة ضد النظام في شمال اليمن(الحوثيون) وجنوبه(القاعدة)، وحركات الاحتجاج في الجنوب ومظاهرات اليوم في الشمال..كلها تدق ناقوس الحذر بان التغيير القادم قد يسير بطريقة تتجاوز كل التوقعات.
الاربعاء 16 فبراير 2011.