جارى التحميل
استخدم زر ESC أو رجوع للعودة
قضت دارية سنوات زواجها الأول في حالة حب مصحوبة باعتذار دائم، و كان سيف يعاملها كطفلة ، أمامها الكثير لتتعلمه و الكثير لتحذر منه ، و كانت دارية تصدقه ، وتنبهر بخبرته الأكبر. و ظلت سنوات ترى الدنيا بعينيه حتى أدركت أنها دوماً محاصرة بإحساس غير مفهوم .
إن سيف من ذلك الطراز من الأشخاص الذين ينظرون إلى الدنيا من خلال مفهوم محدود و يُسفِّهون آراء الغير – لمجرد أنها لا تتفق معهم ، كان يطغى بشخصيته على شخصية دارية ، يُشعرها بأنها لا تفهم شيئاً . لا تعرف . يَئِد ذاتها تحت ركام مفهومه الضيِّق، يحاول أن يُقنعها أنها مازالت مُقصِّرة في حقه و حق أولادها يقول (( الست ملهاش غير أولادها و بيتها )). إن سيف يتحرك و يفسر العالم في إطار واضح لديه (( الأسرة )). الأشخاص موجودون لتحقيق هذا المفهوم الذي يتنافى مثلا مع تعلق دارية بصديقاتها و أبيها و كتبها و الأوراق !!
هذه الرواية تحكي محاولات دارية لاستعادة ذاتها، للتحرر من براثن سيف . محاولاتها لمنعه من وأد روحها الشاعرة. لأن ترى العالم من خارج الإطار الخانق الذي يحيطها به و يغصبها عليه.
إذن، هل تنجح دارية في استعادة ذاتها و حريتها؟
أم .. هل تنجح في جعل سيف يفهمها و يُقدِّرها؟
ما مصير طفليها وسط كل هذا – جاسر و أمينة ؟
من هو ذلك الوجه الأسمر الذي يطاردها في أحلامها و يُشعرها بالراحة والأمان؟
الرواية تعبير عن حرية المرأة في اختيار نوع الحياة الذي تعيش ، وتحطيم القيود التي يضعها الرجل الغبي حول زوجته ، وهي استغاثة تطلقها الكاتبة سحر الموجي علي لسان " دارية " بطلة الرواية التي تهجر بيتها وزوجها وولديها ، من أجل فنها ، الذي لم يقدره زوجها ، وحاول اذلالها ، ومقايضتها بحريتها من أجل إطلاق حريتها ، ومع هذا ترفض المساومة .
المصدر: للكاتبة
سحر الموجي
مع خالص الود
دكتور " ناصر علي محمد أحمد برقي "