إيمـان
" قصة قصيرة "
أكاد أسير بصعوبة، وسط هذا الكم الكبير من الطلاب، ومن حولي تأتى متسللة إلى تنادى بصوتها الرخيم، تقترب أكثر وأكثر، تكاد تصطدم بى، وبكل رقه ودلع، وقد ملأت الابتسامة فمها الجميل.
إيمان: لا مؤاخذه يا دكتور حسام غبور.. كنت عاوزة.. أصلى مكسوفة من سيادتك.
دكتور غبور: خير يا......
إيمان: إيمان يا دكتور.. إيمان نادر السعيد.
دكتور غبور: خير يا إيمان.
إيمان: حضرتك... أنا كنت غبت يوم المحاضرة الماضية، وقد جئت لسيادتك علشان أعتذر.
دكتور غبور: طيب عندما أحضر إلى المحاضرة القادمة، أبقى اعتذرى.
إيمان: لا.. أصلى مش حاقدر أعتذر في المحاضرة الجاية برضه.
غبور: وكمان المحاضرة الجايه.
إيمان: أصلى أنا عندى ظروف صعبة جدًا، وما أقدرش أقول لسيادتك عليها هنا، أقصد دلوقتى، ممكن آخذ تليفون حضرتك.
غبور: اتفضلى تليفونى موجود في الكارت ده.
إيمان: لكن المحمول مش موجود.
دكتور غبور: أنا مابحبش الموبايلات، لأنها تزعجنى، وأحب أركز أكثر.
إيمان: أنا أسفه يعنى المدام مش حتزعل لو اتصلت بحضرتك.
غبور: لا يا ستى المدام مش حتزعل، لان مفيش مدام أصلاً.
إيمان: ليه هيه يا حرام.. هو جرى لها أيه؟
دكتور غبور: مفيش مدام أصلاً، أنا لم أتزوج، عاوزة حاجة ثانية دلوقتى علشان عندى اجتماع مع رئيس القسم.
إيمان: لا شكراً يا دكتور، سوف اتصل بحضرتك النهارده، وشكراً لذوق سيادتك.
دكتور غبور: مع السلامة.
إيمان: ألف سلامه يا دكتور.
سرت في طريقى إلى الاجتماع، ولم أجعل للموضوع أهمية كبيرة، فكثير من الطلاب يعتذرون عن محاضراتى، وأيام أتوعد، وأيام أعفو حتى لا توجد مشاكل وأراعى الظروف، ربما أخذت التليفون علشان تبقى تعتذر لو لم تحضر مرة تانية.
عدت للمنزل، وجلست على كرسى المكتب، اكتب بحثاً قد أعلنت الصحف عن جائزة مليون جنية، وموضوعه «الموقف الإسلامي من العولمة» موضوع جميل، وأحسست اننى يجب أن أشارك في هذا البحث، وحتى لو خسرت ولم أفز بالبحث، فيكفي انه فرصه للفوز.
بدأت أصنف الكتب التي سأكتب منها البحث، ثم كتبت مجموعة أفكار، وخطوط عريضة للبحث، ثم ذهبت للنوم، فإذا بجرس التليفون يدق، وأمسكت بسماعة التليفون، فإذا بالصوت على الطرف الأخر «إيمان».
دكتور غبور: خير مين معى.
إيمان: ايوة يا دكتور..أنا أسفه لإنى اتصلت في الوقت ده، لكن المسألة اننى كنت عاوزة أكلم سيادتك بخصوص حضور المحاضرات.
دكتور غبور: ايوة.. خير فيه أيه؟
إيمان: حضرتك...أصل ماما مريضة جدًا، ولازم أفضل جنبها علشان الدواء.
دكتور غبور: طيب لما ماما تخف من المرض، ابقي تعالى احضرى، وأنا سوف أراعي ذلك.
إيمان: لا يا دكتور ماما مرضها خطير، ولكن لو لم أحضر، كيف أفهم المحاضرات التي فاتتنى، ممكن حضرتك لو سمحت تعطينى درس، وسوف أدفع أي مبلغ تؤمر بيه سيادتك، وأرجوك لا ترفض علشان أنا لا أستطيع أن أترك ماما لوحدها لظروف المرض.
غبور: طيب علي العموم، أنا لا أعطي دروس، وكمان أسبوع أتصلى بى علشان أرد علي حكاية الشرح للمحاضرات السابقة.
إيمان: شكراً، أن حضرتك وافقت، وأن..
قاطعها غبور، وقال: أنا لم أوافق، سبينى أفكر، واتصلى زى النهارده الأسبوع القادم بس بدرى شوية.
إيمان: شكراً.. يا دكتور.. أن شاء الله هتوافق، علشان ماما المريضة، مع السلامة يا دكتور.
وبعد أسبوع وأنا في حجرة مكتبى، دق جرس التليفون، وكانت إيمان على الخط، تقول أكيد يا دكتور وافقت، وأنا قلت لماما، تدعى ليك كل شوية.
غبور: طيب آخذ العنوان، والميعاد المناسب لزيارتكم.
إيمان: حضرتك تأتى في أي وقت، والعنوان سهل خالص، أمام الكلية فيه عمارة عالية، في الدور العاشر منها، الشقة اللى على يمين الاسانسير.
غبور: غدًا بأذن الله الساعة 2 بعد المحاضرات، مع السلامة.
وقفت أمام الشقة التي وصفتها إيمان، وعليها اسم والد إيمان، كابتن طيار نادر السعيد، وضغطت على الجرس، ثم وجدت إيمان تفتح الباب وتبتسم، وقالت: أتفضل يا دكتور.
ومشيت وراءها حتى جلست في غرفة الصالون، وذهبت إيمان إلي الداخل، وبعد لحظات وجدتها تأتى وتقول: ماما جايه، أهلا يا دكتور، حضرتك شرفتنا.
وجاءت الأم، وسلمت عليها، وعندما نظرت إليها عرفتها، نعم هى... لم أرها منذ 19سنه، معقول!
الأم: أهلاً بحضرتك يا دكتور... اتفضل البيت بيتك. بعد أذنك.
ولم أتكلم، ولكن ذاكرتى تخطف السنوات، لكى تسترجع ذلك الماضى البعيد، هل هى التى أفكر أن تكون هى، أم أنها أمراه أخرى.
نظرت إلي إيمان، وقلت لها: فين بابا يا إيمان.
إيمان: بابا تعيش أنت، أصله كان طيار ومات في حادثة طيارة من خمس سنوات، وكنا نعيش في مساكن شيراتون بجوار المطار، والسنة دى إحنا نقلنا في الشقة دى علشان نكون جنب الكلية.
غبور: طيب ماما عندها مرض أيه؟
إيمان: آه.. مرض ماما مش خطير بس أنا بحب أفضل دائما جنبها، وكنت عاوزة أحقق لها حلمها فى أن أكون دكتورة في الجامعة، علشان كده كل الدكاترة اللي عندنا يعطونى دروس، ولكن أنا عارفة إن حضرتك هترفض، وعلشان كده، قولت حكاية مرض ماما، علشان توافق.
غبور: يعنى ماما مش مريضة.
إيمان: أسفه يا دكتور، أنا كذبت عليك بس علشان توافق، غصب عنى، لأن ما فيش حد قال لى إنك هتوافق، لأن عمرك ما أعطيت درساً لأحد.
غبور: أنا مضطر أستأذن.
إيمان: ليه، طب بعد إذنك، ماما عاوزة تكلمك، علشان خاطرى.
غبور: اتفضلى.
وغابت إيمان هي وأمها بالداخل، وجاءت الأم، ونظرت لى، وقالت إيمان: سأذهب لأحضر بعض الحاجات من المول التجارى، بعد إذنك يا دكتور، وماما عاوزة تكلمك.
خرجت إيمان من غرفة الصالون، وسمعت صوت قفل باب الشقة.
وقالت الأم: فاكرنى يا حسام ولا نسيت إيمان فؤاد.
غبور: أنت يا إيمان لا يمكن تتنسى، كل دقيقة كانت معاكى، كنت فيها كأنى في الجنة.
إيمان فؤاد: طيب علشان خاطرى، وافق على درس إيمان ابنتى.
غبور: إيمان كذبت على.
إيمان فؤاد: أنت السبب كل الدكاترة جاءوا هنا، وكلهم قالوا إنك هترفض، وعرضوا أن يدرسوا مادتك لإيمان، ولكن إيمان رفضت.
غبور: أنت عارفة لما أخذ قرار صعب إنى أتنازل عنه.
إيمان فؤاد: أنا عارفة، ولو كنت غيرت رأيك قبل كده كانت حياتنا كلها أتغيرت، كان ممكن إيمان تكون بنتك أنت.
غبور: ومين السبب في خسارتنا في الماضى مش أنت، أنا كان لازم يكون عندى كرامة، ولا أقبل بعد أهلك لما رفضوا أن أنتظر.
إيمان فؤاد: لو كنت حاربت، وقاومت كنت فزت بيه، لكن همه رفضوا، وأنت بعدت علي طول، لم تدافع عن حبنا، حبنا يا حسام اللى كان سهل عليك تنساه، وتبعد وتسبنى لوحدى أقاوم، مجرد ما رفضوك اختفيت.
غبور: أنا عندى كرامة، وبعدين والدتك اتصلت بى، وأخذت تكلمنى عن الظروف، وواجبى تجاهك، وأن سعادتك مع غيرى أهم من سعادتى معاكى، وتعاستك في الفقر اللى كنا هنعيش فيه سوا.
إيمان فؤاد: لا، اللي حصل غير كده خالص، معقول ماما تعمل كده، مش ممكن، دي كانت واقفة فى صفى، وكنت بأحكى لها كل حاجة بينا، وقالت لى إنها اتصلت بك أكثر من مرة، وتوسلت إليك علشان تصبر، وتحاول مرة ثانية، ويمكن بابا يوافق علي زواجنا.
غبور: ده لم يحدث، مامتك اتصلت أكثر من مرة، وتوسلت لي علشان أبعد عن طريق سعادتك، وحلفتنى بحبنا، وكانت تبكى حتي لا أحاول أن أظهر في حياتك مرة ثانية.
إيمان فؤاد: معنى كلامك ده إن ماما فرقت بينا وأنا كنت فاكره أنك أنت اللى سبتنى بعد رفض بابا لك، ربنا يسامحك يا ماما، الله يرحمك ويسامحك، ليه عملتى فى كده.
غبور: أنا عشت حياتى علي ذكرى حبنا، أنا للنهاردة لم أتزوج، تصدقى أنى عشت حياتى أنتظرك، وحاولت أتصل بك قبل زواجك ولم أتمكن، وفجأة سمعت خبر زواجك، وسفرك على طول.
إيمان فؤاد: أنت السبب، كان ممكن نهرب، ونتزوج.
غبور: لا يا إيمان، أنا كنت عاوز إيمان فؤاد حبيبتى تعيش أحلى حياة، ونعمل فرح كبير جدا، وأهلى الفقراء الطيبين، وأهلك الأغنياء يتجمعوا ويباركوا زواجنا، ويحملوا أولادنا.
إيمان فؤاد: ياريتنى ما عشت لحد اليوم ده، أنا ماما تخدعنى.
غبور: أنا اتمنيت أن أعيش لحد ما أصلح اللى فات من عمرنا.
إيمان فؤاد: قصدك أيه؟
غبور: المرة اللي فاتت، استسلمت لكن النهاردة الفرصة لسه أمامنا، أيه رأيك نتجوز ونعوض كل دقيقة فاتت من عمرنا؟.
إيمان فؤاد: مش ممكن يا حسام، فيه ظروف أقوى من كده.
غبور: هو أنت مش عاوزة تتجوزينى يا إيمان.
إيمان فؤاد: الكارثة إن النهاردة الوضع بقى أصعب، مش حتصدق لما أقول لك.
غبور: فيه أيه يا إيمان؟
إيمان فؤاد: الحقيقة فيه حد تانى بيحبك، ونفسه يتجوزك.
غبور: ومين الحد ده؟
إيمان فؤاد: ابنتى إيمان، بتحبك بجنون، وطول الوقت تكلمنى عنك، وعن أخلاقك
غبور: بس دى في سن ابنتى، ولم ترانى إلا فى كام محاضرة من أول السنة.
إيمان فؤاد: عارف.. فيه حاجة عاوزة أقولها لك، ابنتى إيمان طالعة زيى بالضبط في كل حاجة، الأكل، الشرب، الأفكار، المشاعر كل كل حاجة.
غبور: معقول.
إيمان فؤاد: إيمان سالت عليك الدنيا كلها، ويوم ما عرفت أنك مش متزوج، كانت هطير من السعادة، وأخذت تدعى ربنا أنك تأخذ بالك منها، لأنك مشغول بالأبحاث والدراسات فقط.
غبور: حرام عليك يا إيمان، بقي لما تيجى فرصة ثانية نعوض حبنا، نصلح قلوبنا اللى انكسرت، عاوزانى أضيعها.
إيمان فؤاد: قلب ابنتى أهم من قلبى.
غبور: قلب بنتك ده مليش دعوة بيه، أنا عمرى ما فكرت فى وحدة ثانية غيرك، حتي لما جاءت تكلمنى حسيت، إنك أنت اللي بتكلمينى، نفس الشبه، نفس الصوت، كل حاجة كأنك أنتى من عشرين سنة.
إيمان فؤاد: خلاص طالما هى أنا من عشرين سنة، طيب أعتبر أن ربنا بعتها لك يعوضك عن عذاب الماضى، وشوف لما تعيش عشرين سنة تنتظر، واللى تنتظره يرجعلك زى ما سبته، وأيه بنفس الاسم، اللي أصر زوجى علي تسميته لبنتنا، ورفض أى أسم تانى، كل ده علشان يثبت لى أنه بيحبنى، وكان عارف أنى كنت بأحاول أحبه.
غبور: ده كده مش تعويض عن عذاب عشرين سنه، ده عذاب تانى فوق عذابى، ليه كده يا رب، هو أنا مكتوب عليا العذاب طول عمرى، دانا باصلي علشان تنقذنى من العذاب، ويوم ما أحس أنك رحمتنى من العذاب، القى العذاب بدأ من تانى، يا إيمان ليه ابنتك تحبنى، ليه ابنتك ما تحبش زميل لها من سنها.
إيمان فؤاد: النصيب، قلبها يسيب الدنيا كلها، ويختارك أنت.
غبور: والنصيب ليه ما يقولش أنك أنت وأنا نتزوج، وتحبنى زى أبوها.
إيمان فؤاد: مش ممكن أنا أبنى سعادتى علي كسر قلب ابنتى.
غبور: وأنا مش ممكن أتجوز حد غيرك يا إيمان، لو كان ينفع كنت أتجوزت من زمان.
إيمان فؤاد: أنت لو بتحبنى صحيح كنت وافقت.
غبور: أطلبى أى طلب منى، لكن ده، أنا آسف يا إيمان، ابنتك ممكن تحب شاب تانى، وأنا حعرف أخليها تكرهنى، وأول ما تتجوز حتلاقينى جيت واتجوزتك.
إيمان فؤاد: مش حوافق تكسر قلب ابنتى، وعاوزنى بعد كده أغفر لك وأتجوزك، سعادة ابنتى، سعادة ابنتى أهم.
غبور: أنا حتجنن خلاص، لما أنتى سعادة ابنتك أهم، طب ليه والدتك دمرت حبنا، ليه أمك ما فكرتيش، في سعادة ابنتها.
إيمان فؤاد: أمي ربنا يرحمها ويسامحها، لم تعرف معنى الحب اللى كان بينا، علشان كده عملت اللى عملته، وكانت كده بتفكر إنها بتحبنى، إنها بتسعدنى.
غبور: رحمتك يا رب، هو أنا أنكتب على العذاب، وبعدين أنت اللى بتطلبى منى أنا، أنى أتجوز ابنتك، أنتى مش حد غيرك، معقول، أنا خلاص هتجنن، أرجوكى، أنا عاوز أتجوزك أنت يا إيمان، المرة دى هتكون فيها نهايتى، أرجوكى ارحمينى، بلاش تعذبينى.
إيمان فؤاد: أرجوك أنت أرحم ابنتى، وبلاش تكسر قلبها.
غبور: ارحمينى يا إيمان.
إيمان فؤاد: لو بتحبنى وافق على طلبى.
غبور: أنا مش مجنون، يا ريتنى ما حبيتك من زمان.
إيمان فؤاد: اعتبر أنك ما حبيتنيش، وحب ابنتى، بلاش تخليها تتعذب زى ما أنا أتعذبت.
غبور: أنت لو اتعذبتى بصحيح، كان لازم تفكرى في سعادتنا سوا.
إيمان فؤاد: أنا من شدة وقسوة العذاب.. مش عاوزة بنتى تتعذب زى.
وفجأة...
تدخل إيمان نادر(الابنه) ودموعها تنهمر من خلف أمها إيمان فؤاد (الأم).
الأم: أنت جيتى أمتى.
الابنة: أنا أصلا ما نزلتش من الشقة.
الأم: بتقولى أيه؟
الابنة: خفت أنزل، وأسيبك مع دكتور غبور، متقدريش تقنعيه أنه يعطينى الدرس، وقلت أبقى أنا ارجوه يوافق علي الدرس، لكن بعد اللى سمعته، أرجوكى يا ماما توافقى علي زواجك من دكتور غبور.
الأم: مش ممكن، أنا..
الابنة: أنت أم عظيمة، وأنا فعلاً بحب دكتور غبور، زي بابا.
الأم: أنت ما قولتيش كده.
الابنة: أمي أنا حعترف لك بسر، أنا أصريت علي دخول كلية التربية، ونفس القسم، برغم أن مجموعى كان يدخلني أي كلية ثانية، عارفه ليه.
الأم: كنت فاكرة علشان أنا أتخرجت من نفس الكلية ونفس القسم.
الابنة: لا يا ماما ياحبيبتى، أنا آسفة، لأنى قرأت مذكراتك الخاصة، وعرفت قصة حبك الوحيد، وزعلت أن الحب ده لم يكن لأبى، ولكن بعد ما شفت دكتور غبور، وحبه الكبير لكى أرجوكى، تسامحينى، أني قرأت مذكراتك، وأرجو كى توافقى على زواجك من دكتور غبور، أنا حكون أسعد بنت في العالم، لأنى حعيش قصة حب عاشق أنتظر حبيبته، بصراحة يا ماما، أنا بأغير منك، ياريت ألقى حد يحبنى كل الحب ده، صدقينى يا ماما، اللي تلاقى إنسان بيحبها، ومخلص لحبها عشرين سنة، لا يمكن تسيبه يضيع منها تانى، حكون سعيدة لو وافقتى.
الأم: مش ممكن أوافق.
غبور: أنا آسف ممكن استأذن.. علشان عندى بحث لازم أخلصه.
وهنا تمسك إيمان الأبنه بالدكتور غبور، وتصرخ فيه بصوت عالى، وتقول: تانى حتمشى وتسيبها، دافع عن حبك، أوعى تسيب الفرصة دى كمان تضيع، علشان خاطرى أنا المرة دى، أوعى تسيبها.
الأم (والدموع تنهمر منها) تقول لإيمان: أنت أتجننتى يا بنت، سيبى الدكتور يمشى، عيب كده.
الابنة: حرام عليكى، كل ده ليه؟ علشان حبك، علشان طيب، ومش عايز يزعلك، أرجوكى يا ماما توافقى، وحياتى عندك.
الأم: مش ممكن، مش هوافق.
الابنة: حرام عليكى تعذبيه، وتعذبينى، وتعذبى نفسك.
الأم: مش موافقة.
الابنة (وهي تركع أمام أمها): ارحمينى يا أمى، أنا بحبكم أنتم الاثنين، بلاش العند ده، كلنا كده هنتعذب.
غبور: يظهر يا إيمان أنك بتعيدى نفس دور والدتك اللي نفذت رأيها، وضربت عرض الحائط، بكل مشاعر الناس من حولها.
الابنة: طالما أنتى مصممه علي رأيك، أنا حقول له الحقيقة.
الأم: حقيقة أيه يا بنت.
الابنة: دكتور غبور.. ماما فعلا مريضة، والدكاترة قالوا أن حالتها صعبة، وقد تكون الحالة اللي عندها سببها نفسى.
غبور: معقول يا إيمان.. عاوزة تعيشى لوحدك، وأنت مريضة، للدرجة دى أنت بتضحي، علشان كده كنتى عاوزانى أتجوز بنتك، علشان تطمنى عليها معايا.
الابنة: أنت إنسانه عظيمة يا أمى.
الأم: أرجوكم سيبونى لوحدى، مش عاوزة حد منكم معايا، أنتوا لو بتحبونى، كنتم وافقتم علي أمنيتى أن أموت، وأنا مرتاحة لزواج ابنتى من إنسان مخلص وواثقة أنه عمره في يوم ماهيزعلها، ويحافظ عليها (وانهمرت دموعها).
الابنة: الدموع دى أكبر دليل على إنك إنسانة عظيمة، دكتور غبور أنا هجوزك ماما، غصب عنها وكلامى ده نهائى يا غبور يا ابني.. روح هات المأذون دلوقتي بسرعة (وحضنت أمها بسرعة).
غبور: أنا مش مصدق، حتجوز إيمان.
الابنة: أيوة يابنى، روح هات المأذون، واثنين شهود وتعالى بسرعة، بختك يا سيدي، جيت تدي درس هتتجوز، ألف مبروك يا بابا غبور، ألف مبروك يا ماما إيمان.
غبور: أنا مش مصدق، حب عشرين سنة لا يموت.
الأم: طول ما أنت عايش بيه وليه حيتحقق.
الابنة: الله عليكى يا ماما، وأنت يا بابا لسه واقف، روح هات المأذون، علشان يكتب كتاب أكبر عاشق في عصر العولمة.
تمت