حقوق العمال والغلاحين فى الصعيد

حول الانتهاكات الحقوقيه للفلاحين والعمال فى الصعيد

الدكتور عادل عامر

إن لكل شعب الحق المطلق في ممارسة حريته داخل بلده، لكن ما نحب أن نلفت الانتباه إليه، هو أن هناك حرية بالمعنى الراقي للحرية، وهي الحرية التي لها خطوط حمراء لا تتجاوزها. وهناك حرية سلبية وهي الحرية المطلقة. وهذه الأخيرة لا يقبل بها الكل نظرا لمساوئها الكثيرة، ومن يقبل بها ويقرها فلا بد من أن يكتوي بنار سلبياتها، لكن ليس له الحق في أن يكوي بها غيره من الشعوب، إلا أن يقبلوا، ونحن كمسلمين لا نقبل بأن نكتوي بهذه النار وهذا حقنا. لأننا لانؤمن بوجود حرية مطلقة في أي مجال من المجالات. ونقول للشعوب التي تؤمن بالحرية المطلقة إذا كنتم تؤمنون بها حقا، فلماذا تسنون فوانين وتبنون محاكم وسجون وتكونون محامين وقضاة  أليس هدا اعتداء على الحرية.

ولتقريب الصورة نضرب مثلا ، لنفرض أننا في بلد يؤمن بالحرية المطلقة فإذا بشخص يسب جاره وقد يتهجم عليه بغير سبب حتى إذا سئل عن سبب الاعتداء أجاب: هذا ليس اعتداء وإنما هي حرية وأنا في بلد الحرية وقد آن لجاري أن يعرف ما معنى حرية، وهذا شخص آخر يسوق سيارته بسرعة قياسية دون أن يتوقف عند الضوء الأحمر وقد يتسبب في حادثة حتى إذا سئل عن ذلك أجاب و بكل بساطة : أنا حر وأنا في بلد يؤمن بالحرية. فهذه هي الحرية المطلقة التي نعتبرها اعتداء على الآخر و هي حرية قد تدخل الأفراد والجماعات في دوامة من الصراعات... الخ.

قد تقول هذه الشعوب إننا لا نؤمن بهذا النوع من الحريات، لذلك سننا قوانين زاجرة هي بمثابة خطوط حمراء...حتى نضمن أمن الإفراد والجماعات وبنينا السجون والمحاكم... لكننا في المقابل نؤمن بالحرية المطلقة في التعبير والمتمثلة أساسا في حرية الصحافة. لنقول لهم إنكم لا تؤمنون بحرية الاعتداء بالفعل وتؤمنون بحرية الاعتداء بالقلم رغم أن الأمر سواء والضرر واحد. فإذا كنتم تعتبرون الاعتداء ولو بالقلم حرية فإننا نعتبر رد الاعتداء حرية أيضا.

من حكمة الحياة أن من يرضى بركوب قطارها الذي يزداد سرعة مع مرور الأيام ، عليه تحمل تبعات هذه الجولة السريعة ، من عوائق منتشرة على مسافات متباعدة في سكة القطار ، فالإنسان يبدأ حياته طفلاً لا يفقه في الحياة شيئاً ، يختار له والديه طعامه وملبسه كما يريدون ، فيستسلم لأيديهم تتلاعب به كما تتلاعب الرياح بالمركب الصغير الذي يتهادى فوق صفحة المياه ، ثم يكبر الطفل قليلاً ويتعلم بعضاً من السلوكيات الجديدة ، لكنه لا يتعلم كلمة "لا" ، فقط يمكنه أن يحتج احتجاجاً بسيطاً ، لكن سيف العدالة دائماً ما يسلب من يديه ، لا بأس لم تمر إلا الأيام القليلة من عمره ، ما زال هنالك مراحل كثيرة من الحياة لا بد من مواجهتها ، فلننتقل لها فربما يتجرأ هذا الشخص على قول كلمة "لا" ، ها هو قد أصبح شاباً صغيراً وبدأت بعض المتمردات تبدو واضحة في صفحة حياته البيضاء الخالية من أي تمرد أو عصيان ذي نتيجة تذكر ، ها هو قد نجح في نزع يد الأسرة الضاغطة على عنقه ولكن! الخامس والعشرون من يناير غير وجه الحياة فى مصر والكل يجمع على أن ماقبل ثورة الشعب المصري ليس كبعدها ، فتعالوا معي أيها الأحبة الأفاضل نعدد مزايا هذه النقلة النوعية وما حدث من تغيير إيجابي مازال يتوالى علينا :

1 - أظن ان أهم مكاسب الثورة هي كسر حاجز الخوف لدى المواطن المصري الذى تكلم وهتف وصرخ وطالب بعد فترات من الخرس الاجبارى أحيانا والاختياري أحيانا أخرى نتيجة للإحباط وفقدان الأمل الذى أصاب كل قطاعات الشعب بلا مبالغة .طالب الشعب المصري بإسقاط النظام والكشف عن الفساد ومحاكمة الفاسدين والمنتفعين من بقاء النظام بهذا الترهل.

2- التعاضد الشعبي والتكاتف الغير مسبوق الذى ظهر فى ميدان التحرير وكل ميادين مصر وعودة القيم النبيلة فى المجتمع ولفظ السلبيات وعودة البشاشة والأمل على وجوه أهل مصر وشعبها الذى بات ينظر إلى الغد على اعتبار ان القادم احلي .

3- تخلي الشباب الفترة القادمة عن فكرة الهجرة توقعا منهم بحياة أفضل فالشباب اليوم يشعر ولأول مرة أن مصر وطنه الحقيقي وليس منسوبا له فقط علي البطاقة فالبلد لم تعد بلدهم. البلد بلدنا نحن ،ويكفينا أن نري جملة "أنت مصري ارفع رأسك" التي تتردد الآن.. كم تركت هذه الجملة أثرا رائع داخلنا جميعا.

4- تغيير لهجة الخطاب من المسئولين الرسميين إلى عامة الشعب ، فجاء عصر الوزير الذى يخرج على شاشات التلفزيون موضحاً بيان اومجيباً على استفسارات أو مفسراً لقرار .

5- بعدما كانت الشرطة والشعب فى خدمة سيادته .. أصبحت الشرطة فى خدمة الشعب .

6- تغيير واضح فى سياسات واتجاهات الإعلام المصري الرسمي الذى بدأ يستفيق ويغير من أسلوبه ونتمنى المزيد.

7- الاعتراف بانعدام الأحزاب السياسية فى مصر وتكوين كيانات بديلة مثل ائتلاف الخامس والعشرين.

10- تحقيق المرأة لمكاسب كثيرة أهمها إثبات أنها قادرة على الفعل الذى يؤدى إلى التغيير وقادرة على تحمل مسئولية فى حجم المشاركة فى إشعال ثورة والصمود فى صفوفها حتى الشهادة فحصلت بذلك علي الحرية والمساواة بالدم لا بقرار جمهوري ، وأثبتت قدرتها على تحمل عبء التغيير والتطوير والتطهير بالفعل لا بالكوته .

ان الحرية التى نريدها لابد ان يظهر تأثيرها داخل معاملنا ومصانعنا وأبحاثنا وجامعاتنا ومدارسنا . نريد من الحرية ان تكون دافعنا نحو تحسين الإنتاج والإخلاص فى العمل والتفاني فى البحث ووصل الحلقة المفقودة بين الابتكار والتطبيق . نريد من حريتنا إلا تكون تعدى على حقوق الآخرين وانفتاح غير مبرر على مبادئ غربيه دخيلة نبتت فى شق سلبي فى ظل الحرية المطلقة .نريد ان نتلافى الأخطاء التى وقعت فيها الحرية المطلقة فى الغرب ممن سبقونا فى ميدان الحرية ونأخذ الايجابيات وان نستوعب منها دروس ودروس حتى تكون حريتنا رشيدة بعيده عن الانحراف والتشويه ..

أتمنى ان يحدث نوع من التوافق بين الحرية الفردية المكفولة للفرد والحرية الاجتماعية بحيث لا تتعدى حرية الفرد حدود حرية المجتمع ولا يحجر المجتمع على الحرية الفردية المكفولة لكل فرد ولكن تتوافق وتتناغم جميع الحريات فى إطار من الحق المكفول لكل من الفرد والمجتمع فى ممارسه حقوقه وحرياته.

لا اشك فى ان من أفراد الشعب يحتاج لزجاجات كأمله من الحرية لكي ينمو نشاطه الانسانى والاكاديمى والفكري نحو التقدم والرقى كما ان هناك من الشعب من يلزمه فقط قطرات قليله من الحرية .

اننى اقصد من كلامي ان تطبيق مبدأ الحرية لابد ان يتم بخطوات تدريجية وليس خطوات واسعة . مع وضح حدود وضوابط للخارجين عن تقاليد المجتمع وعاداته وثقافته.ان المتربصين بالحرية كثر يريدون ان يجدوا مناخ مناسب حتى يتسنى لهم نفث أفكار مسمومة ظلت حبيسة بداخلهم طيلة عقود

barkat2

التوقيع

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 627 مشاهدة
نشرت فى 6 يوليو 2012 بواسطة barkat2

ساحة النقاش

بركات الضمرانى

barkat2
قضاياحقوق الانسان والحركه العماليه بالصعيد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,224