محتجون من أجل العمل
تتعاقب على مصر نظم حكم وحكومات لا تؤمن بالعدالة الاجتماعية، وتصر على تبنى سياسات اقتصادية تساعد على تكثيف استغلال العمال، ربما كان حلم العمال بعد الثورة هو تحسن أحوالهم أو على الأقل أن يجدوا من يستمع لشكواهم أو يعترف حتى بحقوقهم. لكن هذه الأحلام تبددت عقب إصدار مرسوم حظر الاضراب رقم 34 لسنة 2011 الذى تعامل مع حق العمال فى الإضراب باعتباره جريمة تستحق العقاب الجنائى، وفى الوقت الذى أصدر فيه المجلس العسكرى ما يزيد على ال100 مرسوم بقانون مازال يمتنع عن إصدار قانون الحريات النقابية تحت زعم دراسته، كما تبنت وسائل الإعلام الحكومية- ومازالت- حملة شرسة تستعدى المجتمع على احتجاجات العمال، وتتهمهم بتعطيل عجلة الإنتاج .
إن جوهر الإحتجاجات العمالية هو تحسين شروط وظروف العمل حتى تدور العجلة بأقصى سرعة ممكنة، ليس هذا فحسب بل هناك مئات الاحتجاجات من أجل الحق فى العمل وتشغيل المصانع فعمال بتروجيت الذين تم إحالتهم للمحكمة العسكرية وقضت بحبسهم ستة أشهر لمجرد انهم اعتصموا أمام وزارة البترول للمطالبة بالعودة للعمل وإلغاء قرارات فصلهم تعسفياً، وهناك عمال: أمونسيتو، والنوبارية، وستيا، ومصر المنوفية، وايبكوا للأدوية، وسالمكو، والمنصورة أسبانيا، والمعدات التليفونية، والنصر للسيارات، وتجفيف البصل، و تليمصر ....إلخ وكل احتجاجاتهم كانت فقط من أجل تشغيل المصانع.، ولكن الآلة الاعلامية تتجاهل –عن عمد- كل هذه المعلومات والحقائق، وهو ما دفع المركز المصرى للحقوق الاقتصادية والاجتماعية لإعداد سلسلة أفلام وثائقية حول الطبقة العاملة المصرية، ويحمل الفيلم الاول عنوان:
" محتجون من أجل العمل"
يوثق من خلاله معاناة عمال شركة مصر المنوفية للغزل والنسيج، والذين تظاهروا واحتجوا أمام مكتب النائب العام وأمام محافظة المنوفية من أجل تشغيل المصنع والذى تم إيقاف العمل به منذ سبتمبر 2010 حتى الآن.
ورغم أن العمال طرقوا جميع الأبواب وتقدموا بشكاوى لمجلس الوزراء، والنائب العام، ووزارة القوى العاملة، ومحافظة المنوفية، وإتحاد العمال وكل ما فعلوه هو منح العمال أجورهم الأساسية من صندوق إعانة الطوارىء دون إتخاذ أى موقف ضد أصحاب المصنع ، أو العمل على إعادة تشغيله، أو حتى الإعلان عن إغلاق المصنع بشكل قانونى ومنح العمال مستحقاتهم عن مدد العمل، وضمان معاشاتهم، لذا يعيش العمال فى هذه المعاناة منذ عام يذهبون إلى المصنع كل يوم فى انتظار التشغيل ودوران عجلة الانتاج ......... ولكن دون مجيب.
واليوم يمر عام على معاناة 500 أسرة ومازالت أحوالهم تزداد سوءا حيث ان صندوق إعانة الطوارىء امتنع حتى عن صرف أجورهم الأساسية عن شهر أغسطس 2011 وتجاهل الجميع معاناة هذه الأسر طوال شهر رمضان وطوال أيام العيد، مما دفع العمال للاحتجاج والتظاهر وقطع طريق اسكندرية القاهرة الزراعى.
فإلى كل هؤلاء الذين يتعالوا على المطالب العمالية: ماذا أنتم فاعلون لعمال مصر المنوفية؟
المصنع متوقف عن العمل منذ سبتمبر 2010، والعمال يطالبون بعودة العمل، ورجال الأعمال لا يتحركون ولا يعاقبون، والحكومة تقف كمن يشاهد المباراة بل وامتنعت عن صرف الأجور الأساسية للعمال...
ساحة النقاش