حقوق العمال والغلاحين فى الصعيد

حول الانتهاكات الحقوقيه للفلاحين والعمال فى الصعيد


سعيد صلاح الدين النشائى

جامعة بريتش كولومبيا- فانكوفر- كندا

تميزت حركة كفاية قبل ثورة 25 يناير بموقفها الواضح والحازم ضد نظام الصهيوني المخلوع مبارك ورفضت كل سياساته المتصهينة الديكتاتورية والفاسدة, كما أعلنت ذلك بشكل واضح. كما نظمت المظاهرات والوقافات والإحتجاجات, وكانت أول من رفع شعار أسقاط مبارك الصهيوني هو ونظامه الديكتاتوري الفاسد. ولم تساوم أو تتراجع عن مواقفها لبعض المكاسب الرخيصة وبحجج التكتيك والواقعية مثل قوى أخرى , أطلق الشعب عليهم المعارضة الكارتونية. كما قررت كفاية دون أي تردد مقاطعة إنتخابات 2010 وأكدت على أنها إنتخابات مزورة قبل أن تبدأ, بينما قررت المعارضة الكارتونية المشاركة فى هذة المسخرة بحجة التكتيك والواقعية ولم تستجب لدعوة كفاية للمقاطعة وتحذيرها من أن المشاركة تعطى شرعية لنظام مبارك المتعفن وتطيل فى عمرة, وهو ما كان سوف يحدث لولا ثورة 25 يناير العظيمة التي يشارك البعض فى محاولة إغتيالها الآن. ولقد إكتشفت هذة القوى الكرتونية خطأها بعد بدء الإنتخابات وظهور حقيقة أن التزوير يتم بنسبة 100% بقيادة أحط عناصر النظام البائد المدعو أحمد عز, فإنسحبوا من الإنتخابات ولكن بعد فوات الأوان وبعد أن أستغلهم النظام فى إضفاء شرعية زائفة على نفسة. ولقد شاركت بعض القوى كفاية فى بعض هذة المواقف المبدئية قبل ثورة 25 يناير مثل حركة حشد والإشتراكيين الثوريين وحزب الكرامة( وأن كان رئيسة ومؤسسة حمدين صباحي شارك فى الإنتخابات, رغم مقاطعة الحزب لها, ثم أنسحب بعد بضعة ساعات من بدايتها عندما لا حظ بشاعة وفجاجة التزوير), والكثير من شباب وبعض قيادات الأخوان و شباب 6 أبريل وحركة كلنا خالد سعيد, إلخ. بينما أتبعت المعارضة الكارتونية أساليب شديدة الإنتهازية تحت إدعاءات كاذبة عن التكتيك والواقعية. لدرجة أن كثير منهم رفضوا المشاركة فى مظاهرة 25 يناير كما رفضوا أن يشاركوا فى أي بيان يهاجم الصهيوني مبارك ونظامة, ولم يشاركوا إلا يوم 28 يناير بعد أن تأكد الجميع ( حتى عميل مثل أسامة سرايا) من إنتصار الثورة.

اليوم نجد كفاية وقوى أخرى كانت تأخذ موقف مبدئي ضد نظام المخلوع مبارك يتخذون موقف متذبذب تجاة النظام الحالي الذى لا يقل سوءا عن نظام مبارك, أو أنه هو نفس النظام وأي فروق سطحية هي نتيجة الصحوة الجماهيرية المستمرة حتى الآن وسوف نفصل ذلك فى نقاط محددة ومختصرة بعد أن نؤكد هذا الموقف الرديء من جانب حركة كفاية:

1-    قبل الثورة بفترة قصيرة إختارت كفاية المناضل مجدي أحمد حسين منسقا لها بينما هو فى السجن عقابا لة على زيارة غزة أثناء إعتداء الصهاينة عليها بمساعدة الصهيوني مبارك. وكان ذلك تحديا من كفاية لنظام مبارك المتعفن , وكان خلفا للمناضل عبد الحليم قنديل الذى إختارته كفاية منسقا عاما لها تحديا لنظام مبارك الذى أعتدى زبانيته علية. ولكن مع خروج المناضل حسين من السجن وإندلاع الثورة وإستلام المجلس العسكري للسلطة بتكليف من مبارك وموافقة واشنطن وتل أبيب فوجىء أعضاء كفاية بتأييد  المناضل مجدي للمجلس العسكري وأعلن ذلك بقوة أثناء زيارته لطهران. وتم الإتفاق على أن يتخلى مجدي عن موقعة فى كفاية وتم إنتخاب المناضل محمد الأشقر مكانة. وقد غير المناضل مجدي موقفة منذ بضعة أسابيع وبدء يهاجم المجلس العسكري بشدة.

2-    تم إختيار المناضل قنديل كمتحدث رسمي بأسم كفاية, ورغم أنة بدء بإنتقاد المجلس العسكري وخصوصا تباطؤه فى خطوات الإصلاح وتلبية مطالب الثورة, حتى أطلق علية تعبير سجعي لطيف هو: " التباطؤ الذى يوحى بالتواطؤ" وبالطبع فأنة واضح التباطؤ لصالح من والتواطؤ مع من. ولكن تدريجيا بدء تملق قنديل للمجلس العسكري رغم إستمرار بعض الإنتقادات ولكن من موقع " العشم" فى الصديق.

3-    كتب أحد شيوخ الحركة اليسارية وكبار مناضليها ومناضل كفاية ( إبراهيم البدراوي) مقالة يستخدم منهج متقادم أستهلك فى الخمسينات يدعى زورا أن الحل الوحيد لمصر هو المجلس العسكري وكأنة لا يكفية الكوارث التي سببوها لمصر منذ الخمسينات وحتى الآن بهذا المنهج الرديء جدا بالإضافة للجهل بالفرق الكبير جدا فى الظروف الآن. حسبي الله ونعم الوكيل, أو كما قال مفكر كبير من عشرات السنوات أن الخطأ إذا تكرر للمرة الثانية فأنة يظل فى إطار الخطأ أما فى المرة الثالثة فأنة يصبح "مسخرة" فهل على الشعب المصري عقوبة تاريخية إلى الأبد  أن يدفع ثمن " مسخرة" و " وجهل" و"إدعاء" أنصاف المثقفين حاملي اليفط المزيفة ؟

4-    اليوم , الثلاثاء 6 سبتمبر 2011 نشرت الأهرام موقف بعض القوى من مليونية الجمعة 9 سبتمبر 2011 , وصرح المناضل الأشقر المنسق الحالي لحركة كفاية بالتالي:

-         أن الحركة سوف تشارك فى المليونية, وهو موقف جيد يعود إلى نضالية كفاية قبل 25 يناير 2011 وخصوصا أن قوى إنتهازية لن تشارك تملقا للمجلس العسكري المباركي وحكومة الحزب الوطني التابعة لة

-         أنة يرفض مطلب تكوين مجلس رئاسي مدنى لقيادة البلاد فى الفترة الإنتقالية( وهو من المطالب ال 11 للثورة أراد الأخ الأشقر وكفاية أو لم يريدوا) وأنهم يريدون بقاء المجلس العسكري ( المباركي الذى لم ينتخبه أحد) فى السلطة.

أعتقد أن النقاط عالية( إذا كان هؤلاء الأشخاص يمثلون كفاية) كافية لتؤكد أن كفاية لا تعارض النظام الحالي كما كانت تعارض نظام مبارك, رغم أن هذا النظام هو نفسة نظام مبارك والذى تغير هو الشعب. بل أنة يبدو أن كفاية تؤيد هذا النظام الحالي , ولا بد أن لدى كفاية وقيادتها أسباب لذلك( تكتيكية كانت أو إستراتيجية) ومن حقهم إتخاذ ما يرون من مواقف ولكن من حقي أيضا أن أختلف معهم وأن أؤكد لهم أن هذا موقف خاطىء ولا يتفق مع تاريخ كفاية النضالي. أستطيع أن ألخص موقفي ضد هذا الموقف الرديء جدا من كفاية فى النقاط التالية:

1-    يجب أولا التفريق بين الجيش فى جانب والمجلس العسكري وحكومته الرديئة فى الجانب الآخر مثل التفريق بين الشعب المصري العظيم فى جانب ومبارك الصهيوني فى الجانب الآخر. وإذا شاء القدر, بعيد الشر, أن تحتدم الأمور فسوف يقف الجيش العظيم مع الشعب العظيم.

2-    المجلس العسكري المباركي الحالي هو نفس المجلس الخاص بالمخلوع مبارك(  وليس المجلس الخاص بأمير مدغشقر) ولم نسمع أن أحدا منهم قد أعترض على أي جريمة من جرائم مبارك العميل التي يحاكم عليها اليوم ويوافق كل أجير من كلابة الذين إنقلبوا علية على أتهامة بها ولكن يقاتل ضد أتهام شركائه لأنهم أسياده الجدد, هؤلاء عبدة أي صنم فى الحكم فى اللحظة المعطاة.

3-    كذبة أن المجلس العسكري شرعيته من الثورة كذبة ساذجة وسخيفة فمن أعطى المجلس العسكري السلطة هو مبارك وبشكل غير دستوري تماما.

4-    ممارسات النظام الحالي أسوء من ممارسات نظام المخلوع, فما سر أعجاب البعض به؟ أنصار مبارك من المنطقي أن يؤيدوا مبارك فى صورة أخرى قابلة للحياة, مثل حشرات وفاسدين الحزب الغير الوطني المنحل بحكم قضائي ( وليس بقرار من المجلس العسكري المباركي) الذين ينشؤن أحزاب الآن ويبدئون بسب الحزب الوطني. السؤال عن معارضي المخلوع مبارك ونظامة الذين أصبحوا مؤيدين للنظام المباركي الحالي, هل هنالك أي إحتمال غير الإنتهازية والأمل فى قطعة من الكعكة؟ أبشركم أنكم لن تحصلوا على أي شيء إلا ضد أي مبادىء وطنية شريفة وبذلك تكونوا قد أضعتم سنين كفاحكم وإذا أطال الله فى عمركم وعمرنا فسوف تكونوا فى قفص مشابه لقفص مبارك بعد الثورة القادمة التي سوف تكون أقرب مما تتصورون جميعا.

5-    ليس هنالك أي تغير جوهري فى أي شيء من جانب النظام الحالي, حتى أعضاء هيئة تدريس الجامعات الذين وعدوهم بقليل من الديموقراطية من هذا النظام الرديء تم التراجع عن هذا الوعد, العلاقة مع الإستعمار والصهيونية لا زال النظام الحالي يستميت للدفاع عنها مثل الصهيوني مبارك, إستخدام الأمن المركزي ضد المتظاهرين, الكذب ضد الشرفاء والدلع للخونة والعملاء, آلاف المعتقلين السياسيين بأحكام عسكرية, إلخ, كله هو هو وربما أسوء من عهد الخائن المخلوع رغم الحراك الجماهيري الهائل.

6-    قوانين أحزاب وإضرابات أسوء من قوانين مبارك

7-    تعذيب فى السجون وأجرام ضد المواطنين وإستخدام بلطجية مأجورين ضدهم وتهاون شديد ضد الفساد والفاسدين, وكيف لا وهو نفس النظام يدعى تطهير نفسه بنفسة , عجبي!!

أستطيع أن أقدم مئات الأمثلة حول علامة الإستفهام الغريبة, كيف لكم أن تؤيدوا أو حتى تتعاطفوا مع نظام بهذا السوء مهما كانت المبررات. على العموم أنتم أحرار ومع أمثالكم من الشرفاء ينطبق: "الإختلاف فى الرأي لا يفسد للود قضية".      فى حين مع كثير من غير الشرفاء ينطبق: "حتى الإتفاق فى الرأي يفسد للود قضية!!!!"

ولقد كان هدف الثورة هو أسقاط النظام وليس أسقاط رأسة والإحتفاظ بباقي النظام ليستمر كما هو ويخدع مثلكم وربما نجح فى حماية رأسة الذى سقط, أتمنى أن تعيدوا النظر فى مواقفكم المعادية للثورة حتى النخاع.

وهنا أختلف العلماء والله أعلم

barkat2

التوقيع

  • Currently 15/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
5 تصويتات / 123 مشاهدة
نشرت فى 7 سبتمبر 2011 بواسطة barkat2

ساحة النقاش

بركات الضمرانى

barkat2
قضاياحقوق الانسان والحركه العماليه بالصعيد »

ابحث

تسجيل الدخول

عدد زيارات الموقع

22,235