<!--
<!--<!--<!--
بلد نيوز - نايفة العموش
تعد مرحلة الطفولة المبكرة مهمة لأنها تلعب دورا هاما في تشكيل الشخصية و تحديد الرغبات والميول لدى الفرد ، و قد أدت دورا رائعا هذه المرحلة في تكوين شخصية الصحفي غازي حداد 70 عاما ، طفولته المبكرة ودراسته في مختلف مدارس المملكة بداية بمدينة المفرق ثم قرية عرجان في محافظة عجلون من ثم الزرقاء والقدس وذلك بحكم عمل الوالد في القوات المسلحة الأردنية ، هذه التنقلات لعبت دروها في حياته .
عمل غازي حداد في الرأي في كافة صفحاتها من عام 1978 وحتى عام 2005 و قبل ذلك كتب بشكل دائم في صحيفة الدستور ، ويعمل الآن ممثلاً للإذاعة الأردنية لمحافظة المفرق . وأثبتت دراسة بأن أغلب العاملين في الصحافة ليسوا خريجين كلية الصحافة والإعلام بل هم من الهواة و هم الأنجح ، حداد يعد مثالا بارزاً على أن انجح الصحفيين هم الذين لم يدرسوا الصحافة أكاديميا . فقد درس الحقوق في جامعة دمشق بالرغم من كان ميله منذ البداية للأدب و نظم الشعر والخطابة والكتابة في الصحف الأردنية والسورية وكذلك اللبنانية ، وكانت تنشر كتاباته في مجلة "الأسبوع العربي" اللبنانية . وكان يميل الى دراسة السير الذاتية والمذكرات الشخصية لعدد من الأدباء والقادة لكن لم يكن من بينهم أحدا بمثابة القدوة، بل الحافز و المشجع والإعجاب بالشخصية .و بالنسبة له قد عاش العمل الصحفي والثقافي في ذاته ووجدانه، منذ الصغر وجد نفسه لحد كبير في هذا الميدان الذي شهد له به العديد من القامات الصحفية العالية . وإن كان يؤكد بأن الدراسة الأكاديمية في هذا المجال مهمة و ضرورية للصحفي فالأهم هي الرغبة و الممارسة والاستفادة من تجارب الآخرين و تعلم كل يوم من الاخطاء و الابتعاد عن الإدعاء بأن أحدا لا يستطيع ان يكون أكثر دراية و علماً بشيء ، لطالما أعترف بأنه كان يتعلم في ميدان الحياة الرحب كل يوم .
كما يحتفظ في عدة من زوايا المنزل لصور بعض اللقاءات تمثل الصحيفة و الاذاعة والتلفزيون جُلّها مع العظيم المغفور له جلالة الملك الحسين بن طلال، اضافة الى لقاءات أخرى مع جلالة الملك عبدلله الثاني و سمو الأمير حسن وأصحاب السمو و الدولة و المعالي و فعاليات شعبية مختلفة .
ويؤكد حداد بأن نجاحات هذا الوطن ما كانت لتكون بهذه القوة و الضياء و البريق إلا بلمسات القيادة الهاشمية الضافرة، وحرصها على ان يضل سقف الحريات الإعلامية
عاليا و رحبا والغالبية العظمى من الصحفيين
و الإعلاميين يعونا جيدا حجم الحرية المتاحة لهم والتي لا تتعارض بدورها مع مصلحة الوطن والحفاظ على مكونات الأردن من المخاطر التي تحيط به والأيادي التي تسعى الى تهشيمه و تشويه صورته ونلحظ الى جانب حس الإنتماء للوطن انتمائه لمهنته ، فهو يحمد الله ان الجسم الصحفي حيثما كان موجودا و أينما يعمل شخوصه هو جسم محترم صادق و شريف في الكلمة والفعل والتطلع الى الأمام .
الى جانب عمله ،فقد ساهم في تنظيم العديد من الأسابيع الثقافية و المحاضرات و الندوات و الحلقات النقاشية ، كما انه ينشط في فعاليات مختلفة مثل نادي المفرق الرياضي و تراوحت مسؤولياته في مواقع مختلفة في عمل الإدارة و رئاسة النادي و كذلك رئاسة اللجنة الثقافية وتنظيم 19 أمسية ثقافية و شعرية و عروض مسرحية خلال عام واحد أضف الى ذلك عمله التطوعي في جمعية الوقاية من حوادث الطرق، جمعية البيئة الأردنية والجمعية الأردنية لتنمية و تطوير الموارد الطبيعية ، وفي الجانب الرياضي كان نائب لرئيس اتحاد الدراجات والناطق الإعلامي للاتحاد الذي كان يرأسه طيب الذكر العلامة الشيخ عبد العزيز الخياط رحمه الله.
علاوة على ذلك فقد تحمل الكثير في مجال عمله من المتاعب و السهر و بذل الجهد و المعاناة والتعب الجسدي حتى استطاع تكوين نفسه بعيدا عن محاولة الإتكاء على الآخرين او الميل او طلب المنافع الشخصية من أي جهة رسمية او شعبية .
كما يهمه كثيرا ما يقولوه الآخرون عنه فهو انعكاس لتجربته الطويلة في العمل الصحفي و الإعلامي منذ بدايته عام 1978 وللآن وما تصيد يوما في الماء العكر وما حاول ان يسبب الحرج و الضرر لأي مواطن بل يعتمد أسلوبه المعروف بالاستفسار و طرح السؤال المباشر للمواطن و المسؤول وتلقي الرد منهما بامانة وصدق ووضوح .
يؤكد المقربين من حداد حبه لمساعدة الآخرين ويحرص حرصاً بالغاً و شديداً على تقديم العون والمساعدة لكل من يطلبها بحكم العمل و يلمحوا ملامح الفرح عليه ، بدوره هو يعترف بانه حين يقدم يد العون لأحد فينام ملء جفونه و يتيقن من نجاح مسعاه ومساعدة الأخر و دائما يردد مقولته الملازمة له "عمل الخير يطيل العمر ".
بالنظر الى ما سبق يمثل غازي حداد دليلاً قويا على وجود فرد يجمع الكثير من الجوانب الإيجابية : الانتماء و الاخلاص والانسانية وحب العمل وبذل مجهود للوصول الى الهدف ، و ردا على انه ما زال في الدنيا أناس أخيار و لديهم ما يقدمونه .