من أصعب الأمور التي يختبرها الوالدان عودة اللّيالي المتقطّعة بشكلٍ مفاجئ. إنّ الأطفال في السّنوات الأولى من حياتهم، يعودون في مراحل عديدة إلى مشكلة الاستيقاظ مجدداً خلال اللّيل، ويرفضون الخلود إلى النّوم في وقت منتظمٍ، أو يستفيقون عند طلوع الفجر. وليس من السّهل تفسير سبب عودة اللّيالي المتقطّعة بشكلٍ غير متوقّع، لكن هناك بعض النّصائح لمساعدة الأبوين على معالجة مشاكل النوم:
- توقّعي أوّلاً تغيّرات في سلوك طفلك في اللّيل خلال السّنوات الثلاث الأولى. ستتعاملين مع الوضع بشكلٍ أفضل عندما تتوقّعين حصوله!
- حلّلي سلوك طفلك العام لتتمكّني من التقاط إشارات تفسّر سبب تقطّع لياليه فجأة – هل يمرّ طفلك في مرحلة يتشبّث فيها بك؟ هل طرأ أي تغيير على روتينه اليومي؟ هل يمرّ بنمو مفاجئ أو هي ربّما أسنانه التي تشقّ طريقها للخروج؟ عندما تجدين تفسيراً محتملاً ستحدّين من قلقك ولربّما تجدين حلاً للمشكلة.
- حاولي أن تُلزمي طفلك باتّباع روتين عادي لوقت النّوم. وإذا اضطرّك الأمر إلى الاستيقاظ عدة مرّات في الليلة الواحدة لمدّة أسبوع أو أسبوعين, من الأفضل أن تبقي حازمةً وتحافظي على القوانين العاديّة, عوضاً عن أن تستسلمي وتسمحي له بالسّهر لمدّة أطول في المساء, أو حتّى أن تدعيه ينام في سريرك.
- لا تهرعي إليه كلّما استيقظ خلال اللّيل. دعيه يبكي لفترةٍ كي يتسنّى له أن يهدأ بنفسه ويعود إلى النّوم مجدّداً لوحده, لكن تفادي ذلك عندما يكون مريضاً. وإذا اضطررت أن تذهبي إليه, لا تضيئي الغرفة أو تحدثي جلبة, بل ضعيه ممدّداً على ظهره وطمئنيه بلطف وجدّيّة في آن معاً, وتمنّي له "ليلة هنيئة" ثمّ غادري الغرفة من دون الالتفات أو التردّد. إذا التفتِّّ إليه وأنت تغادرين الغرفة أو إذا شعر بتردّدك, سيغتنم الفرصة ليحاول أن يحثّك على العودة إلى جانبه. وإذا ما ظلّ يصرخ لعدّة دقائق بعد رحيلك, انتظري قدر المستطاع قبل أن تعودي إليه. كرّري الرّوتين بقدر ما هو ضروري وأطيلي الفترة الفاصلة بين الزيارة والأخرى أكثر كلّ مرّة – انتظري 5 دقائق في المرّة الأولى ثم 10 ثم 20 ثم 35. وتابعي هذا الرّوتين حتّى يغفو طفلك. تكفي بضعة ليالي تمرينٍ من هذا النّوع كي يعي معظم الأطفال أنّ البكاء خلال اللّيل لا يجدي نفعاً! تذكّري أنّ ردود فعلك في مواجهة المشاكل المتعلّقة بنوم طفلك تؤثّر بشكل كبير على سلوكه في النّوم خلال السّنتين القادمتين, لذلك من المفيد أن تمرّني طفلك وهو صغير السنّ على تمضية اللّيل لوحده. وستستفيد كلّ العائلة على المدى الطّويل من أن يعلم طفلك أنّك لن تهرعي إلى جانبه كلّما بكى, حتّى ولو اضطررت إلى تمضية بضع ليالٍ صاخبة للوصول إلى هذه النتيجة!
ساحة النقاش