علم العروض
العروض هو صناعةٌ يعرف بها صحيح أوزان الشعر العربي وفاسدها وما يعتريها من الزحافات والعلل.
واضع العروض هو الخليل بن أحمد الفراهيدي البصري في القرن الثاني للهجرة.
سمي بالعروض نسبةً للمكان الذي وضع فيه وهو بين الطائف ومكة. والعروض في اللغة هي الناحية.
أركان العروض: يتركب علم العروض من أوزان وتفاعيل تتكون من أحرفٍ متحركة وساكنة متتالية على ترتيب معين وتتكون منها بحور الشعر. وتتكون هذه التفاعيل من أسباب وأوتاد وفواصل.
السبب يتكون من حرفين. إذا كانا متحركان يسمّى سبباً ثقيلاً مثل (بِكَ) أو (مِنَ) وإذا كانا متحركٌ فساكن يسمّى سبباً خفيفاً مثل (في) أو (لو).
الوتد ثلاثة أحرف، متحركان فساكن ويسمّى وتداً مجموعاً نحو (قضى) و (دعا)، أو متحركان يتوسطهما ساكنٌ ويسمّى وتداً مفروقاً نحو (قبل) و (بعد).
الفاصلة ثلاثة أو أربعة متحركاتٍ يتبعها ساكن. فإذا كانت ثلاثةٌ فساكن سميت فاصلةً صغرى نحو (قَدَراً) وإن كانت أربعةٌ فساكن سميت فاصلةً كبرى نحو (عَلِمَتا).
[ملاحظة: لا تتواى في الشعر أكثر من أربعة أحرف متحركة. فإذا رأيت شعراً فيه خمسة أحرف متحركة متتالية فاعلم أنه خرج عن البحر.] تفعيلات العروض لا تكون إلا بأحد الحروف العشرة المجموعة في (لمعت سيوفنا). والتفاعيل عشرة تتكوّن من أسبابٍ وأوتاد وهي: فَعُوْلُنْ، مَفَاعِيْلُنْ، مُفَاعِلَتُنْ، فَاعِلاتُنْ، فَاعِلُنْ، فَاعِلاتُنْ، مُسْتَفْعِلُنْ، مُتَفَاعِلُنْ، مَفْعُولاتُ، مُسْتَفْعِلُنْ. الأربعة الأولى تبدأ بوتد وتسمى الأصول والستة الباقية تبدأ بسبب وتسمى الفروع. والبعض يذهب إلى أنها ثمانية؛ فمستفعلن وفاعلاتن هي نفسها وإن كانت الأولى تبدأ بوتد والثانية تبدأ بسبب.
تأتي التفعيلات على غير الأوزان العشرة إذ يطرأ على هذه التفعيلات تغييرات تسمى بالزحافات والعلل.
الزحاف تغييرٌ يلحق بالتفعيلة. والزحاف إذا دخل على أحد أبيات القصيدة فإنه لا يجب إلتزامه في باقي أبيات القصيدة.
الزحاف نوعان المفرد والمركب. الزحاف المفرد ستة أنواع هي الإضمار والخبن والوقص والطيّ والعصب والقبض والعقل والكفّ. والزحاف المركب أنواعه الخبل والخزل والشكل والنقص. وسيأتي تعريف هذه في نهاية المقالة.
أما العلل فهي تغيير يلحق بالعروض والأضرب من الأبيات وهو لازم لها. أي أنه إذا دخل على أول عروضه أو ضرب فإن باقي عروض القصيدة أو ضروبها يجب أن تأتي على نفس الشكل. والعلل نوعان الأولى نقص والثانية زيادة. وعلل الزيادة هي الترفيل والتذييل والتسبيغ. وعلل النقص هي الحذف والقطف والقصر والقطع والتشعيث والجذذ والصلم والكسف والوقف ويضاف إلى ذلك البتر وهو الجمع بين الحذف والقطع. وسيأتي تعريف جميع هذه المصطلحات في نهاية المقالة.
أما تقطيع الأبيات فهو مبني على تقسيم الأحرف إلى متحركة وساكنة. وهنا سنرمز للمتحرك بـ (-) ولساكن بـ (ه). ثم نقرن هذه التقطيعات مع تقطيعات تفعيلات البحر. فمثلاً نقطع مستفعلن على النحو التالي (-ه -ه - -ه) و متفاعلن (- - -ه - -ه) وفاعلاتن (-ه - -ه -ه). وإن كان الحرف مشدداً فيقسم إلى حرفين أولهما ساكن والثاني متحرك. والتقطيع يأتي على اللفظ لا على الخط، فما كان في اللفظ كان في التقطيع وإلا فلا. ومثال ذلك أن الواو في عمرو لا تدخل في التقطيع. وكذلك همزة الوصل فنحن نلفظ (من البيت) هكذا (منلبيت) لذلك تقطع على النحو الآتي (- -ه -ه -) وليس (-ه -ه -ه -). ومثالي على الحروف المشددة هو كلمة (منّا) فتقطع (-ه-ه).
وقبل أن نختم هذه الليلة فإن أهم ما نريد فهمه هو التقطيع. أما المصطلحات فقد ذكرتها هنا للرجوع إليها في الدروس القادمة وليس للفهم التام. ولا يبخل أحد علينا بمشاركاته في هذا الموضوع. ونرحب بجميع الأسئلة فإن لم أستطع الإجابة عليها فربما يكون بعض الإخوان أقدر مني عليها.
مصطلحات العروض:
الزحاف المفرد:
الإضمار: تسكين الثاني المتحرك نحو إضمار (مُتَفاعلن-بتحريك التاء) فتصبح (مُتْفاعلن-بتسكين التاء).
الخبن: حذف الثاني الساكن نحو خبن (مستفعلن و فاعلن و مفعولاتن و فاعلاتن) فتصبح (متفعلن [=مفاعلن] و فعلن و معولاتن [=فعولاتن] و فعلاتن).
الطي: حذف الرابع الساكن نحو طي (مستفعلن و متفاعلن ومفعولاتن) فتصبح (مستعلن [=مُفْتَعِلن] و متفعلن [=مُفَتَعِلن] و مفعلاتن [=فاعلاتن]).
الوقص: حذف الثاني المتحرك نحو (متفاعلن) فتصبح (مفاعلن).
العصب:إسكان الخامس المتحرك نحو (مفاعلتن-بتحريك اللام) فتصبح (مفاعلتن-بسكون اللام [=مفاعيلن]).
القبض: حذف الخامس الساكن نحو (فعولن و مفاعيلن) فتصبح (فعول و مفاعلن).
العقل: حذف الخامس المتحرك نحو (مفاعلتن) فتصبح (مفاعتن=[مفاعلن]).
الكف: حذف السابع الساكن نحو (مستفعلن و فاعلاتن) فتصبح (مستفعل و فاعلات) .
الزحاف المركب:
الخبل: هو مركب من الخبن والطي في تفعيلة واحدة كحذف سين وفاء مستفعلن فتصبح مُتعلن فتنقل إلى فعلتن.
الخزل: هو مركب من الإضمار والطي كإسكان التاء وحذف الألف في متفاعلن فتصبح مُتْفعِلن وتنقل إلى مُفْتَعِلن.
الشكل: هو مركب من الخبن والكف كحذف الألف الأولى والنون من فاعلاتن فتصبح فَعِلات.
النقص: هو مركب من العصب والكف كتسكين الخامس المتحرك وحذف السابع الساكن من مفاعلتن فتصبح مُفاعَلْتُ.
علل النقص:
الحذف: هو إسقاط سبب خفيف من آخر التفعيلة نحو (مفاعيلن) فتصبح (مفاعي) أو (فعولن).
القطف: هو إسقاط السبب الخفيف وإسكان ما قبله نحو (مفاعلتن)(--ه---ه) فتصبح (مفاعل-بتسكين اللام) وتقلب إلى (فعولن).
القصر: هو إسقاط ساكن السبب الخفيف وإسكان متحركه نحو (مفاعيلن) فتصبح (مفاعيل- بتسكين اللام).
القطع: هو حذف ساكن الوتد المجموع وإسكان ما قبله نحو فاعلن فتصبح فاعل فتنقل إلى فعلن.
التشعيث: هو حذف أول أو ثاني الوتد المجموع في نحو فاعلن فتصبح فالن أو فاعن فينقل إلى فعلن.
الجذذ: هو حذف الوتد المجموع برمته نحو مستفعلن فتصبح مستف وتنقل إلى فعلن. الصلم: هو حذف الوتد المفروق برمته من آخر الجزء في مفعولاتُ فيصير مفعو فينقل إلى فعلن.
الكسف: هو حذف آخر الوتد المفروق في مفعولاتُ فتصبح مفعولا فينقل إلى مفعولن.
الوقف: هو تسكين متحرك آخر الوتد المفروق في مفعولاتُ فيصير مفعولاتْ.
البتر: هو جمع الحذف والقطع نحو فاعلاتن فيصير فاعل وينقل إلى فعلن.
علل الزيادة:
الترفيل: هو زيادة سبب خفيف على ما آخره وتد مجموع نحو فاعلن فتقلب النون ألفاً
وتزيد سبباًً خفيفاً فتصير فاعلاتن.
التذييل: هو زيادة حرف ساكن على ما آخره وتد مجموع نحو مستفعلن فتصير مستفعلنن فينقل إلى مستفعلان.
التسبيغ: هو حرف ساكن على ما آخره سبب خفيف نحو فاعلاتن فيصير فاعلاتان
نشرت فى 23 فبراير 2010
بواسطة azzytoun
مصطفى لفقير
هذه الصّفحة تحت إشراف : مصطفى لفقير و هي محاولة لتجميع ما يحتاجه التلاميذ الأعزّاء خلال مرحلة التعليم الثانوي .. انتضزونا مع بداية الموسم الدراسي ان شاء الله مع تحيات الطاقم وشكراا »
ابحث
تسجيل الدخول
عدد زيارات الموقع
8,391
ساحة النقاش