فواجع الدهر .... بقلم / محمد طه عبد الفتاح

فواجع الدهر في الفؤاد عظيمة ..... ثقيلة تهـــز القـلـــوب من أهــوالهـا

نوازل تتري كالنهـر في دفقاته ..... سعير تأتي رحماك ربي من تدميرها

إذا ما أزاد الوغـــد من غدراته ..... فـــلا تعجب فإن القوم خـانوا رحابها

هي القدس و التاريخ أصدق وجهة ..... لذوي الحماقة لو أرادوا غـيابها

على مر الزمان دامت عـــــــزة ..... على طـــول العهــود ظـل وجـودها

ألا يـذكـــر الخـانـعـــون أنا أمة ..... شغـلـت معـالم التاريخ منذ بزوغهــا

فيا زارع الزيتون قـد زاد عمـره .... تهدي ثـمــــار الحــب من أطـيابهــا

زادت جراح اليوم صارت غُصة ......فهيِّج حنايا الأرض و أَعلِي لهيبها

يخون اليوم في الشعوب رجالها ..... حماة الدين أين الدعاة من أحزانها

طواهــــم صمت ما عَهِدنا مَثِيلَه ..... وبُهرُجُ المَنصِبِ الفَتّانِ أَسالَ لعابها

فيا ويح الأســــــود صارت ذلة ..... ويا ويح الخُطوب إذ تَستَبيحُ عَرينهَا

ألا يا أمة السُؤددِ العَظيم و مجدنا ..... نزلت جحافلُ المجـــدِ من عَليائها

لترقى أمم ظلت في الظلام أسيرة ..... ظلت حصيدا في كهف الظلامِ مُكوثها

ألا فَحَيّ على النصر الكريم نريده ..... بسنا الجهاد و للرجــــال نـزالهــا

نزال الأُســدِ نار تحمي الـــوَرَى ..... و ليس بين النساء يطـولُ مكوثها

تغار النساء على الأقداسِ و تغتدي..... تجهز الأشبال كي تفــدي ديارها

فما كل النساء في الركب غَضة ..... و ما كل الرجــــال تستطيع لَحَاقها

فهن سِنان الطهر تزود عن الثرى ..... لما تخلّي الشهم فباع ربوعها

أُعَرِّج على الناقمين يلوك حكاية ..... يُقَصِّرُ اللومَ بمن حكم البلاد بطولها

لقد أوكل الإله إلى الجميع رعايةً .... سَتُسألُ الأمة العظيمة عن تقصيرها

أما ترى تشرذمَ الجميعَ بحُفـــرَةٍ ..... غَـوغـَـاءَ تهـــوي للـجحـيــم برجلها

وعلى خصرِ النساء صارت تنحني ..... و تسكب لغيابك كل المساجد دمعها

أما حان للأمة الغرقي تصحو مرة ..... فقد ضج الكون من طــول رقــادها

محمد طه عبد الفتاح / مصر / دمياط 
الجمعة 8 من ديسمبر 2017

  • Currently 0/5 Stars.
  • 1 2 3 4 5
0 تصويتات / 44 مشاهدة
نشرت فى 9 ديسمبر 2017 بواسطة azzah1234

عدد زيارات الموقع

142,544