ويا عجبا
على بسمة عذبة
بالهم والغم تذهبا
وأزالت الألم والتعب
شَعْرٌ مسبل وسحر وجمال وتأدبا
للعقل والفؤاد سالبا
و نظرة ثاقبة
اخترقت الصدر والقلب
وقفت عاجزا مستغربا
من بعيد غير مقتربا
والله رب الأرباب
على أمره غالبا
جئت للصداقة طالبا
وخفت من سوء العاقبة
وأن أرجع خاوي الوفاض مرعبا
على عاقبي منقلبا
والآن أدركت أن السكوت حكمة والصمت هبة
قال الناي مذ قطعت من أشجار الغابة
وأنا أحن إلى أصلي وأعاني من الغربة
والكآبة
يا أيتها السعادة الغائبة
كيف حالك وحال أمك الحبيبة
أصحيح إذا ذهبت الرحمة مات القلب
وإذا ذهبت الحكمة مات العقل سربا
وإذا ذهب كل شيء مات الضمير قاطبا
المتصل منه والمستترا والحاضر منه والغائبا
شعري كإبني إن لم ينال من أحد الإعجابا
فليس له عندي محل من الإعرابا
فلعمر شعري يكون لأبناء حيي مطربا
ولو ألقيته على مسامعهم بصوت العندليبا
البعض يتبعه ويقرؤه ليأخذ منه الحكمة والأدبا
والبعض الآخر يترقب فيه الأخطاء و الأعطابا
ويقولون إياكم أن تسمعوا لقصائد الشعراء العربا
فشعرهم غواية ولغو ولعبا
فإن لم تشكر وتعجب
فلا تسخر وتعيب
فكل خطإ وقعت فيه أو ذنب
تألم وتوجع له كثيرا القلب
قوموا بما شئتم من عار وعيب
فأنا لست منكم خائف و مرعب
فلا شك ولا ريب
أنا المنتصر والغالب
لقد اتخذت الله صاحب
وتركت الناس في الجانب
الزمان وحده قاس وصعب
يكفينا معه القتال والحرب
وسبب احتراق أشجار الغاب
شرارة نار من عود الثقاب
وكم وكم والكم فيكم عصيب
فلا استقبال لكم ولا ترحيب
فالبحر وإن بدا لكم في السطح هادئ
ففي أعماقه أمواج تتلاطم وتضطرب
ومن عرف ما في قب جلبابي
أعطيته منه عنقود من العنب
فأنا لست من يعلم بالنيات والغيب
ولست من يشق على خبايا القلوب
وإذا أردت أن تأتيك الدنيا في طبق من دهب
فصفي النية والقلب
ولا تكثر من مديح الحبيب
ولا تماشي من لا يطع الرب
واتق الله ترى في حياتك العجب...بقلم حسن بوموس